|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  17  / 8 / 2016                                 تحسين المنذري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

طرق على شبابيك المؤتمرالعاشر
للحزب الشيوعي العراقي
(5)
 

تحسين المنذري
(موقع الناس)

عن سياسة الحزب (ب)

وتستمر سياسة المجاملة ، وتصبح العملية السياسية هدفا وجوب الحفاظ عليه حتى وإن كان ذلك على حساب أمور أخرى قد تبدو أكثر أهمية، لكن الحزب يعتقد إن العلاقة مع قيادات العملية السياسية مهمة لدرجة إنه يستطيع التغيير من خلالها !! وكأن الاخرين لا يحملون تصورا أو فكرا أو أهدافا يسعون لتحقيقها، وإن بإستطاعة الحزب من خلال علاقاته بهم أن يستميلهم لمواقفه، وقد ترتب على تلك العلاقة أمور شتى من قبيل إن الحزب كان يدين بإستمرار نظام المحاصصة الطائفية ــ الاثنية لكنه لايدين المحاصصين ، كمثل من يدين الجريمة ولايدين المجرم، بل إن بعض الرفاق إعتقد في لحظة ما بإمكانية التحالف مع قوى إسلاموية ما وِلِدت يوما إلا مناهضة للشيوعية وحزبها في العراق ، فكانت خيبة أمل هؤلاء الرفاق كبيرة عندما طلبت تلك القوى المعنية أن يتم التحالف مع شخوص وليس حزب مما أسقط في أيدي هؤلاء الرفاق، بل إن بعض رفاق قيادة الحزب كان يؤشر الى الحكومات المحاصصية على إنها حكومة شراكة وطنية ذلك لوجود رفيق واحد شيوعي وزيرا فيها! ومراهنة في تلك الشراكة الوطنية المزعومة يزور وفد رفيع من قيادة الحزب رئيس الوزراء في وقت كان هذا الاخير يعاني من عزلة كبيرة حتى من قبل أقرب حلفائه، والانكى إن أحد الرفاق القياديين الذي كان ضمن الوفد يخرج بتصريح عن علاقة تحالف تأريخية مع حزب رئيس الوزراء! متناسيا عن عمد الفتاوي التي على أثرها تشكل حزب الدعوة وما جرته تلك الفتاوى من ويلات ومآسي على الشعب والحزب خصوصا، وحينما يعترض أعضاء في الحزب وناشطون آخرون على تلك الزيارة يتصدى الرفيق سكرتير الحزب بالرد عليهم بقسوة وكأنهم لم ينتقدوا بل مسّوا مقدسات!! وفي مرات أخرى خاصة قبيل عام 2010، كان الحزب يطرح حلا لمشاكل تستعصي بين قوى السلطة بدعوته لتحالف جديد بين القوى التي ناهضت حكم الدكتاتورية دون النظر الى سنوات من تربع، قوى وأحزاب كانت مناهضة الدكتاتورية، على السلطة والتمتع بمكاسبها الان، والسبب بتقديري في ذلك هو الابتعاد عن التحليل الماركسي ، فغاب معه التمحيص في التغيرات الطبقية التي تحدث وحدثت في المجتمع وبالاخص في مواقع قوى السلطة، رغم إن الكثير من أدبيات الحزب تشير آنذاك الى إن الصراع هو على السلطة والنفوذ لكنه لم يعطِ تحليلا طبقيا لقوى السلطة في محاولة أخشى أن تكون متعمدة لاستمرار علاقة هشة معها توحي وكأن الحزب يبحث من خلالها عن موقع في الحكم!! حتى إن الكثيرين ربطوا بين حصول الحزب على موقع وزير لمرتين ورئاسة لمرتين أيضا للجنة مثيرة للجدل وهي لجنة المادة (140) وبين علاقة الرفاق في قيادة الحزب الايجابية مع قادة السلطة السياسية، وهذا يؤشر لمعنى مؤلم كثيرا وهو تخلي الرفاق في قيادة الحزب عن مواقف كان يفترض فيها مناهضة السلطة وتوجهاتها مقابل المحافظة على تلك العلاقة أو تلك المناصب.

الحزب والاحتلال: منذ أن أعلنت الادارة الاميركية نيتها غزو العراق وبدت ملامح شؤوم الحرب تلوح في الافق، أعلن الحزب موقفه الرسمي في رفض الدكتاتورية ورفض الحرب، ورغم إن هذا الموقف كان ملتبسا عند البعض، ورغم ضعفه برنامجيا، إلا إنه بجميع الاحوال كان أنضج موقف يتخذه حزب سياسي عراقي في تلك الفترة ، حتى أن تم الغزو وإعلان العراق بلدا محتلا بشرعنة من الامم المتحدة ، ليتغير موقف الحزب معلنا (تعامله) مع الواقع الجديد، ومن هذا المنطلق جاءت مشاركة الحزب في مجلس الحكم المنبثق بقرار من الامم المتحدة كمجلس إستشاري لسلطة الاحتلال، ورغم ضبابية أسس المشاركة وتحفظ ورفض الكثير من قواعد الحزب وجماهيره لتلك المشاركة، إلا إن الحزب خاض نضالا مريرا من أجل إقناع الناس بمشاركته تلك على إنها تجربة لساحة من سوح النضال والصراع مع القوى الاخرى، وبذلك يدشن الحزب تجربة جديدة في التعامل مع أميركا بوصفها دولة إمبريالية وأيضا دولة محتلَّة في نفس الوقت، وبدل أن يخوض الحزب صراعا مناهضا لقوى الاحتلال ولبقية القوى الرجعية والظلامية في مجلس الحكم فإن الحزب عن طريق ممثله في المجلس وهو سكرتير الحزب صار ركيزة لحل إشكاليات المصالح التي كانت تعصف بالمشاركين معه في مجلس الحكم، وذلك ما أثنى عليه بريمر في مذكراته عن العراق بوصفه للرفيق السكرتير كعضو نشيط جدا في المجلس، ولا أدري لماذا غابت وقتها مقولة لينين (إذا رضيت عنك البرجوازية فعليك مراجعة سياستك لتكتشف الخطأ)، إلا إن أي شيئ من تلك المراجعة لم يحدث وبقي الحال لحين حل مجلس الحكم والانتقال الى مرحلة حكومات تحت وصاية الاحتلال وشارك بها الحزب أيضا، حتى حانت ساعة إعادة إنتشار القوات الاميركية بسحبها من المدن ليحتفل الحزب في مقره بذلك القرار على إنه طريق الخلاص نهائيا من الاحتلال، ومن ثم حينما تم إنسحاب القوات الاميركية ليحتفل الحزب أيضا، وفي المرتين كان هو القوة السياسية الوحيدة التي تحتفل بالمناسبتين، ولست أدري لماذا؟ في حين كان على الحزب أن يكون متحسسا أكثر من غيره بتأثير السياسة الاميركية على العراق وإرتهان القرار السياسي العراقي بالموافقات الاميركية رغم الاعلان الرسمي عن الانسحاب، فهل إن الحزب لم يكن على دراية بذلك فتلك مصيبة، أم كان يدري فالمصيبة أعظم، وقبلها كانت موافقة الحزب على الاتفاقية الامنية الموقعة مع أميركا الامبريالية من منطلق غريب وصفه الرفيق السكرتير وقتها على إنها أفضل الخيارات السيئة!!! فهل يعقل إن قوى أخرى لها إمتدادات فكرية رجعية رفضت الاتفاقية ويوافق عليها حزب شيوعي ؟لقد كانت علاقة الحزب مع سلطة الاحتلال ملتبسة المعالم والدوافع ومازالت الى اليوم، فيا حبذا لو يتوقف المؤتمر عندها بشكل نقدي فربما نصحح ما تبقى من الـ .....!!

مقرات الحزب: وفي معرض علنية نشاط الحزب جرى التوسع في إفتتاح مقرات للحزب فاق عددها ما تملكه من مقرات عدة أحزاب متنفذة في الحكم مجتمعة، وإن كان لتلك المقرات من إيجابية تذكر فيشير الكثيرون الى إنها لم تقدم سوى يافظة إسم الحزب مرفوعة بشكل علني وعدا هذا فإنها تحولت الى أماكن عزلة للرفاق بعد أن كان إنتشارهم مؤثرا في مناطق تجمع الناس كالمقاهي والاماكن العامة الاخرى، وأيضا خلقت شريحة ـ من الرفاق ـ بيروقراطية تغريها مقاعد المسؤولية والمكاتب ولأجل ذلك يتمسكون بمناصبهم الحزبية حتى أحيانا على حساب ما تشير اليه وثائق الحزب وأدبياته بضرورة التمسك بقواعد ديمقراطية في العمل الحزبي الداخلي ، وأيضا فقد إتبع الحزب مع منظمات المقرات مبدأ الاكتفاء الذاتي أي أن تتكفل المنظمة ذات المقر بكل تكاليف المقر من إيجار وأثاث ومصاريف إدامة وكهرباء وماء وغيرها حتى وإن أدى الامر الى عدم إيصال مالية لقيادة الحزب ، وتأثيرغريب آخر إن بعض المنظمات لم تكن بإستطاعتها تغطية مصاريف مقراتها فتلجأ الى طلب المعونة من قيادة الحزب ، وبالتأكيد فإن كل ذاك أضعف من مالية الحزب المركزية وبالتالي أثر سلبا على بعض نشاطات الحزب المركزية ، لكن الاكثر غرابة هو ما أشار اليه مرة رفيق عضو في المكتب السياسي في ندوة جماهيرية عامة حيث قال إن عدد مقراتنا الكبير يجعلنا لا نعلن بعض مواقفنا من عمل الاحزاب وخاصة ذات الميليشيات خوفا على رفاقنا في مقرات الحزب الكثيرة!!! مع كل هذه السلبيات فإن الحزب متمسك ببقائها ولم يتخذ أي إجراء بإتجاه الحد من إنتشارها وتوسعها ، وأعتقد إن المؤتمر العاشر عليه التوقف عند هذه الظاهرة وإتخاذ موقف منها بما يخدم وضع الحزب وعمله وماليته وسياسته .













 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter