|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  11  / 2   / 2024                                 تحسين المنذري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

رسالة ثانية
الى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

تحسين المنذري
(موقع الناس)

وقد تأتيكم مني رسائل أخرى بعد هذه، وأعلم جيدا إنكم لن تقرأوها، وإن قرأها بعضكم فبدون إهتمام، ذلك إنكم ما زلتم تظنون أنفسكم إنتم فقط من يمتلك الحقيقة وغيركم لا، وأنتم الصح دائما وغيركم على خطأ، وهذا ما تأكد لي عقب إنتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، فالنتائج كانت كارثية بكل معنى الكلمة، حيث الانحدارالمريع في أعداد الناخبين لمرشحي الحزب والذي سيكون موضوعا لرسالة أخرى، لكني هنا أردت التوقف عند ردود أفعالكم على ما حدث، ومعروف جدليا إن رد الفعل يفترض أن يكون بنفس قوة الفعل والذي هنا هو نتائج ما حصل عليه الحزب في إنتخابات مجالس المحافظات التي حدثت في 18/ كانون أول الماضي.

المعتاد في الاحزاب الديمقراطية التنظيم عالميا إن الانتخابات الوطنية (برلمانية أو حكومات محلية) تشكل إنعطافة مفصلية في عمل الحزب سواءا بالفوز أو الخسارة، حيث تجري دراسات معمقة لكل مفاصل العمل مع مؤتمرات محلية تناقش جميعها نتائج الانتخابات خاصة إن كانت سلبية، ويجري سريعا لملمة كل مخرجات الدراسات والبحوث بمختلف مصادرها كي تكون مواد دراسة المؤتمر العام للحزب من أجل وضع الستراتيجيات والسياسات الجديدة في سبيل نهوض الحزب من كبوته، فما الذي حدث في الحزب الشيوعي العراقي أخيرا؟

* بعد إعلان نسبة فرز الـ 94% من نتائج الانتخابات تصدر اللجنة المركزية بيانا تثني فيه على دور المرشحين الشيوعيين والرفاق الناشطين في الحملة الانتخابية وما فعلوه (في الوصول الى شرائح إجتماعية جديدة ونسج علاقات معها، وهو ما يتطلب إدامتها وتطويرها) !! والسؤال هنا أين أصوات هذه الشرائح الجديدة والتي يفترض إنها أضيفت الى أصوات الشرائح القديمة؟ أم إن عملية إزاحة قد حدثت فحلت الشرائح الجديدة بدل القديمة التي دفعتها الى خارج المجال؟ ثم يسترسل البيان في تعداد الظروف الموضوعية السيئة التي سبقت عملية الاقتراع وما رافقها في يوم الانتخابات مع توقع بإستمرارية تلك الظروف السيئة مع كل إنتخابات قادمة (ما لم يجرِ تلافي الخلل الكبير والاخطاء المرتكبة) لكن كيف؟

* الظروف الموضوعية هذه قام بتفصيلها بشكل كبير السيد رائد فهمي سكرتير ل . م في ندوة حوارية في إتحاد الادباء والكتاب العراقيين فقد قال نصا كما منشور في موقع الحزب الالكتروني (أسباب عزوف الناس عن الانتخابات بشكل عام بجوانب عديدة منها قناعة قطاعات واسعة بعدم الجدوى من التصويت في ظل ما يجري، وأخرون يرفضون المنظومة الانتخابية بمؤسساتها من مفوضية وقانون إنتخابات وغيرها، بينما يصل غيرهم الى حد رفض العملية السياسية والنظام السياسي بأكمله ومن هنا يقاطع الانتخابات) وقبل هذا إعتبر السيد فهمي مقاطعة الانتخابات (أمرا مبررا) لكنه بعد هذا التفصيل يتساءل (لكن ما هو البديل لهذه الاراء؟) وهنا بودي أن أتوقف قليلا مع السيد فهمي وأريد أن أفهم هل هذه العوامل كان يعرفها قبل دخول الانتخابات؟ فلماذا شارك الحزب إذاً؟ أم إنه إكتشفها بعد المشاركة في الانتخابات ؟ فتلك مصيبة !! إلا إن إستفسارا آخر يقفز الى الذهن وهو إن السيد فهمي نفسه أثنى على نزاهة الانتخابات البرلمانية في عام 2021 حينما قاطع الحزب تلك الانتخابات والان يثير كل هذه الشكوك والحزب مشارك !! فما هذا التناقض يا ترى؟ لكن الانكى إن السيد فهمي يتساءل عن البديل!! فإن كان سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يتساءل هكذا فماذا يقول عامة الناس الذين ينتظرون الحل منه ومن حزبه؟

أما السيد بسام محيي نائب السكرتير ففي ندوته اليتيمة بمدينة غوتنبرغ السويدية قد توسع كثيرا في تعداد مساوئ الوضع العراقي بشكل عام والعوامل الموضوعية التي أدت الى عزوف الناس عن المشاركة في الانتخابات ، إلا إنه كما ورد في بيان ل . م الاول يثني على جهود الرفيقات والرفاق المشاركين في الحملات الانتخابية للمرشحين الشيوعيين، وهذا بتقديري يتناقض مع ما ورد في بياني الاجتماع الاستشاري وإجتماع ل . م ، حيث ورد في الاول (جرى التعبير "...." عن أهمية وضرورة إستخلاص العبر والدروس من هذه التجربة الانتخابية وعن الثقة بقدرة الحزب ومنظماته ورفاقه على تخطي الثغرات والصعوبات) أما في بيان إجتماع ل . م (وإتخذ الاجتماع جملة من القرارات التي من شأنها الارتقاء بعمل الحزب ودوره في الحياة السياسية وتقوية التنظيم الحزبي ونشاطه على الصعيد الجماهيري وتبني مطالب المواطنين والدفاع عنها والاستفادة القصوى من دروس وعبر التقييم الشامل) ويتضح من المقتبسين إشارة ولو إنها غير صريحة لكنها تؤكد وجود تقصير في العمل الدعائي والنشاط الجماهيري بل وعموم عمل الحزب ، وعلى هذا فإن ذاك الثناء والشكر يمسي غير مبرر والاجدر هو توجيه النقد ووضع الامور في نصابها. ذلك إن الشكر قد يولد حالة من الرضا عن النفس وهي أخطر ما يصيب عمل الشيوعي . وقبل أن أغادر البيانيين لابد أن أشير الى ورود عبارة تكررت تتحدث عن (الحزب ومنظماته ورفاقه) فمن هو الحزب هنا؟ أليس الحزب هو مجموعة منظمات وكل منظمة تتكون من مجموعات رفاق أم هناك تغيير في مفهوم الحزب ؟

ختاما بدا واضحا من ردود الافعال التي خرجت من الحزب وبمسميات عدة تؤكد جميعها على الظروف الموضوعية كعامل حاسم في خسارة الحزب للإنتخابات دون التوقف مليا عند العوامل الذاتية والتي هي عديدة ومعروفة للجميع، فالطريق الوحل يحتاج الى ملابس وطريقة مشي تختلف عن مستلزمات الطريق الصخري أو كما يقول المثل (لا يوجد طقس سيئ وآخر جيد بل توجد ملابس سيئة واخرى جيدة)
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter