| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الخميس 11 / 7 / 2024 تحسين المنذري كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
عادت ذكرى ثورة تموز ... وعاود المناوئون بث سمومهم
تحسين المنذري
(موقع الناس)كما في كل عام مع إقتراب ذكرى الثورة العظيمة، ثورة 14 تموز الخالدة، تنبري أقلام صفراء لبث سمومها في محاولة لتشويه صورة الثورة الزاهية .. وصارت لديهم مداخل ثابتة :
أولها: قتل العائلة المالكة والملك البريئ ... نعم كان ذلك خطأ ً فالاجدر كان إحالتهم للمحاكم المختصة لينال كل منهم جزاءه بأحكام أو بإطلاق سراح. لكن المؤكد والذي ثبته الباحثون في التاريخ سواءا المؤيدين أو المناهضين أو المحايدين إن عملية القتل تلك لم تكن بقرار مسبق من الضباط الاحرار وليس بأمر في يوم الثورة بل بتصرف شخصي من ضابط إسمه "عبد الستار العبوسي" دفع فيما بعد الثمن غاليا بمعاناته النفسية والتي إنتهت به منتحرا عام 1970
ثانيا: يقولون إن الثورة فتحت الباب للعسكر في الحكم وبدأت بإنقلاب عسكري تبعته سلسلة إنقلابات عسكرية أخرى!! وهنا ربما يتغاضون عن خلفيات الساسة الذين رافقوا الحكم الملكي فأغلبهم جاء من ثكنات عسكرية الى السياسة ومن أمثلة هؤلاء نوري السعيد وجعفر العسكري وياسين الهاشمي وأخيه طه ونور الدين محمود وغيرهم الكثير ، فهل كان قاسم هو العسكري الاول في الحكم؟ كما إن الانقلابات العسكرية لها تاريخ أقدم من ثورة 14 تموز فعلينا أن لا ننسى إنقلاب بكر صدقي عام 1936 وإنقلاب العقداء الاربعة عام 1941 وعودة حكم العائلة المالكة بعد ذلك بإنقلاب عسكري أيضا لكن ليس بعسكر عراقيين وانما بقوات بريطانية (يا لشرف العائلة المالكة) بالاضافة الى محاولات أخرى لم يكتب لها النجاح، فهل كان الضباط الاحرار أول من بدأ بالانقلابات العسكرية؟ وما علاقة قاسم ومجموعته بجرائم من أتى بعدهم وأعني البعثيين وحليفهم عارف ، بل أليس إن قاسم ورفاقه أعدموا من قبل نفس المجرمين؟ فكيف نحملهم وزر من أجرم بحقهم؟
ثالثا: إن حكومة الثورة لم تنجز شيئا من عندياتها فكل المشاريع كانت مخططا لها من قبل مجلس الاعمار وبعضها كان قيد التنفيذ ولم يتم بحينه وفقط إكتمل في زمن قاسم !! وهنا أتساءل لماذا لم تنجز حكومات الملكية تلك المشاريع وقد حكمت العراق على مدى (37عاما) سبعة وثلاثين عاما وتركتها لينجزها قاسم؟ أم إن الملكية صحت على إحتياجات العراقيين فقط في السنتين أو الثلاثة الاخيرة من حكمها؟ فلماذا لم تصحو قبل ذلك؟
وأخيرا لماذا هذا التناسي العمد لجرائم النظام الملكي بحق العراق والعراقيين؟ هل ننسى السجون التي إمتلأت بمواطنيين عراقيين كل همهم العيش بكرامة وبوطن حر؟ أم هل ننسى جرائم القوات الملكية بحق الاشوريين والكرد وثورات العشائر والفلاحين في الوسط والجنوب؟ ولمن لا يعلم فإن القوات الملكية تلك أطلقت في يوم الوثبة عام 1948 نصف مليون إطلاقة بإتجاه المتظاهرين السلميين علما إن نفوس بغداد آنذاك لم تزد عن نصف مليون مواطن!! وهل ننسى ربط الاقتصاد العراقي من خلال الدينار بالاسترليني وجعل كل إقتصاديات العراق مرتهنة بمشيئة التاج البريطاني؟ وهل ننسى حلف بغداد العسكري الذي جعل إستقلال العراق منقوصا وإرادته الوطنية مرتبطة بقوى أجنبية متعددة؟ ولكي لا أغمط حق الملكية لابد من الاشارة الى إن البناء الشامخ الوحيد الذي أنجزته في العراق هو سجن (نكَرة السلمان) !! وكل ما ذكرت ما هو إلا غيض من فيض .
أما منجزات ثورة تموز فهي تتحدث عن نفسها والتي رآها حتى البصير وسمع بها حتى الاصم.