| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

TARIKHARBI@GMAIL.COM
WWW.SUMMEREON.NET

 

 

 

                                                                                  الثلاثاء 29/11/ 2011



كلمات -404-

شهرودي لا أهلا ولا مرحبا بك في العراق!

طارق حربي

انشغل حزب الدعوة الحزب الحاكم في العراق، ومنذ رحيل مرجعه الديني محمد حسين فضل الله (شهر حزيران 2010)، بالبحث عن مرجع جديد، فوجد مبتغاه في (آية الله محمود الشاهرودي!) نجفي المولد إيراني الاصل، وأحد المع تلاميذ الشهيد الصدر الاول، ومن قيادات حزب الدعوة الذي اسسه الصدر سنة 1957، وحلقة الوصل بينه وبين الخميني في الثمانينيات من القرن الماضي، وحامل لواء أسلمة إيران بثورة ثقافية قوامها "سبعة مجلدات وعشرات المقالات الفقهية العصرية عن تطوير الحوزة وإعداد كوادر جديدة مؤمنة بنهج الثورة الإسلامية للحفاظ عليها من التسلل الغربي!"، وكان الشاهرودي أو الايراني الهجين كما يحب الاصلاحيون الايرانيون المشككون أن يعيروه وتم حذف الالف واللام من اسمه ليصبح (شهرودي) ، هرب إلى إيران بعد اشتداد الحملة البعثية ضد الشعب العراقي وقواه الوطنية والدينية مطلع الثمانينيات، وأصبح أحد أعضاء المؤسسة الدينية في إيران وعلى رأسها الولي الفقيه خامنه ئي، وبطبيعة الحال مقربا منه بل مرشحا لأن يكون وريثا له كلما غاب اسم الولي الفقيه لوعكة صحية او غيرها!، كتب باقر معين كاتب سيرة الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية " إن شهرودى جزء من المؤسسة ومعترف به من قبل المؤسسة الدينية بشكل عام كشخص حصل على وضع المجتهد ويمكن أن يكون مصدراً للتقليد"

شهرودي إبن المؤسسة الدينية الايرانية والمقرب من الاجهزة الاستخباراتية ومزور انتخابات الرئيس أحمدي نجاد الاخيرة ، "تعامل بيد من حديد مع كل معارضى النظام الحالى في إيران وزج بقادتهم فى السجون وضرب بحقوق الإنسان عرض الحائط وعندما انتهت ولايته سلم الراية لآية الله صادق لاريجانى"، وتدرج في المناصب وكان أعلاها عضوا في مجلس تشخيص النظام الذي يترأسه الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، ورئيس السلطة القضائية في ايران أعواما طويلة، وأسس وتزعم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق قبل أن يطيح به محمد باقر الحكيم.

ومع انسحاب قوات الاحتلال الامريكي من العراق نهاية 2011 بحسب الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن، وازدياد التدخل الايراني في الشأن العراقي، اختلفت أجنحة حزب الدعوة بين رفض وقبول المرجع الجديد، فجناح يدعم شهرودي منظرا للحزب ومرجعا دينيا، وبطبيعة الحال منفذا لاجندات إيرانية سياسية وهيمنة اقتصادية، وأوامر ونواهي بعد فراغ الساحة وهشاشة العملية السياسية، وقيام واشنطن ضمنيا بتسليم العراق على طبق من ذهب إلى طهران، دون أن تتمكن من ارساء قواعد الديمقراطية التي وعدت بها الشعب العراقي، كما لم تستطع حمايته من دول الجوار بعد تحطيم جيشه وبناه التحتية وفتحت مصاريعه على المجهول، وهذا التيار يدعمه الشيخ عبد الحليم الزهيري (عراب العلاقة بين بغداد ودمشق البعثية!) والنائب حسن السنيد ومعهم حزب الدعوة تنظيم العراق بزعامة المالكي، الذي يؤمه الشاهرودي في صلاة بحسب الصور المنشورة وما يتم تداوله من أخبار، ويطالبه بتنفيذ ماتأمره به طهران، في إطار من التخادم بينها وبين المالكي باعتبارها الداعم الآكبر بعد واشنطن له ولحزبه، للمزيد من التمزق والتدهور في العراق.

لكن الجناح الآخر للدعوة وهو جناح لندن ويمثله حيدر العبادي وحسين الشامي وقيادات أخرى، دعا صراحة إلى عدم تبني فكرة المرجع الجديد، لارتباطاته الايرانية المعروفة، مايعني تعزيز تبعية حزب الدعوة وموجهاته الايرانية، وفقدان جزء هام من قواعده ومؤيديه الذين ينتقدون الحزب على هذه التبعية، ويدعون إلى التحرر منها لتخليص سياسة الحزب من كل مايضع عليه وزر الاخفاقات السياسية والفشل في إدارة الحكم في العراق الجديد.
ولاشك أن العراق وهو يمر في مرحلة بناء الدولة وقيادة التحولات الديمقراطية واستحقاقاتها، لايحتاج إلى استيراد المزيد من العمائم فلدينا مايكفي منها ومن دروسها وفتاواها!، وكانوا اختلفوا حتى على هلال العيد وهم يقيمون في دربونة واحدة في مدينة النجف!، لكن العراق بأمس الحاجة إلى استيراد العلماء والاكاديميين والتدريسيين والاكفاء والكوادر، ولتكن نسبة منهم من جنسيات أجنبية لرفع اسم العراق عاليا في المحافل الدولية، مثل المدرب البرازيلي زيكو، الذي تعاقد معه العراق على تدريب المنتخب الوطني حتى سنة 2014 ، بعد قرار بعدم التجديد للالماني سيدكا، وهاهو زيكو يزف البشرى للعراقيين أجمعهم أكثر من السياسيين كافة، لما عرف عنهم من تشرذم وتفرق وتناحر، ويؤهل المنتخب للمرحلة الرابعة من تصفيات قارة آسيا، المؤهلة لنهائيات كأس العالم القادمة في البرازيل عام 2014.

لاشك أنه غزو مراجع ايرانية، لسحب البساط من تحت أرجل مرجعية السيستاني ذات التقليد الثابت في وجدان الكثير من مقلديه الشيعة الذي لا أتمناه لهم طبعا!!، بالاستناد إلى خزين استراتيجي ومعنوي وهي الاضرحة المقدسة، التي لاتملك منها ايران الكثير قياسا بكربلاء والنجف وسامراء وغيرها، مايعني أن مجىء شهرودي إلى النجف هي دعوة صريحة لنقل مبدأ ولاية الفقيه إليها، وثانيا تأكيد هيمنة مرجعية قم على مرجعية السيستاني، التي أبدت عدم ارتياحها من افتتاح مكتب للشهرودي قبل أسابيع في النجف، سيما بعد قيام المرجع الجديد بمنح طلبته مرتباً شهرياً يتراوح بين 250 ألف دينار و 400 ألف دينار، مما أثار امتعاض مكتب المرجع السيستاني، لكون مكتبه لا يمنح أكثر من مبلغ 100 ألف دينار لطلبة الحوزة.

ولا يخفى أن عين طهران بقيت مفتوحة على مرجعية السيستاني لماتتميز به من ثقل محلي عراقي وعالمي، واستغلت طهران بدايات القطيعة بين السيستاني والسياسيين، بعد رفض المرجع ووكلائه استقبالهم احتجاجا على تفشي الفساد المالي والاداري في مفاصل الدولة، وعدم تلبيتهم الوعود التي قطعوها على أنفسهم خلال المواسم الانتخابية، وهنا تم زج اسم شهرودي تدريجيا وتهيئته للتدخل المباشر في رسم السياسة العراقية بما يخدم مصالح إيران.

وتشير التقارير الصحفية إلى أن " المالكي وسط سماحة الاصفي العالم المعتمد لدى حزب الدعوة الاسلامية سابقا ووكيل المرشد الايراني الاعلى علي خامنئي في النجف حاليا ، لإقناع السيستاني بإستقباله في يوم الغدير و لكن المرجع رفض وساطة الاصفي و دعاه الى ايصال رسالة واضحه للمالكي و هي انه " أصلح نفسك أولا و اسعى لإرضاء الله و الشعب العراقي المظلوم ونفذ وعودك للناس و سوف نلتقي بك برحابة ".

واضح أن إيران تستورد من العراق عمامة (مقتدى الصدر) وتصدر إليه عمامة (شاهرودي) بحسب ما تراه مناسبا لمصالحها، فبالنسبة للصدر ومرجعه المقيم في إيران كاظم الحائري ترى فيه وتياره أفضل رديف لسياستها، سواء في الضغط على حكومة المالكي لانتزاع المزيد من المكاسب السياسية، أو في توجيه التيار ضد الاحتلال الامريكي ليس حبا بالعراق وشعبه، بل مد أذرعها وترسيخ استراتيجياتها، لكن ورقة التيار لم تحترق بعد نظرا لما له من زخم في الشارع العراقي وقوة في السلطتين التشريعية والتنفيذية (برلمانيون / وزراء وغيرهم)، أما بالنسبة لشهرودي فمجيئه إلى النجف تعني إضعاف مرجعية السيستاني وتبيئة مبادىء الولي الفقيه فيها، والاستعداد لما قد يحدث من طارىء في حياة المرجع الاعلى، وهنا أدعو العراقيين المقلدين صراحة إلى عدم تقليد أي مرجع مهما علا شأنه ومن أين أتى، وعدم منح عقولهم اجازة واستخدام عقولهم وتحكيم ضميرهم سواء في بناء واعمار بلدهم العراق أو التمتع بالعيش الكريم مثل باقي بني البشر!!؟

الخلاصة أن حزب الدعوة الذي ملَّ من حكمه العراقيون كثيرا وسوف ينقضي نحبه قريبا ولو بكثير من الخسائر وهدر الوقت كما أرى، استورد شهرودي بعد قطيعة مع السيستاني لعدم رضاه على الفساد الذي يديره بمهارة، كوادر الدعوة وبقية الاحزاب الدينية الفاسدة المشاركة في تدمير العراق ونهب ثرواته، ومااستيراد شهرودي إلا شرعنة على باب طائفي أوسع، وافتتاح مساحة أكبر من الفساد والتدهور وهيمنة طهران على العراق سياسيا واقتصاديا، ومحاربة النخب الوطنية واليسارية كتحصيل حاصل للاتفاق بين المراجع والميلشيات والاحزاب والحكومة، وحذاري من المرجع شهرودي وهو (أكثر رجال الصف الثانى نفوذاً وقرباً من المسيطرين على القرار فى إيران) فخلال توليه القضاء في ايران فقد الاخير استقلاليته وتم ترويع الشارع الايراني وزج الاصلاحيين في السجون وانتهكت حقوق الانسان في ايران على نطاق واسع وقتل صحفيون وكتاب وناشطون انترنيتيون وهو على استعداد لان يعيد الكرة في العراق ضد النخب اليسارية والمستقلين والوطنيين والشيوعيين، ولن يعيد شهرودي الهيبة للعراق كما يروج كاتب مدفوع الثمن لايران ولن يعمل على اسناد لحمته الوطنية لآن المجال الحيوي لعمله سيكون الحوزة وموجهاتها ووضعها في خدمة إيران الذي تربى في احضان سياستها وأصبح اداة طيعة لها، وذلك لايصب في مصلحة الشعب العراقي حاضرا ومستقبلا، وأرى أن على العراقيين أن يواجهوا هذه صفقة حزب الدعوة المشبوهة ويطردوا هذا المرجع المشبوه، وأن لايمنح المقلدون عقولهم إجازة طويلة وتسليم أمورهم الحياتية وثرواتهم ليد المراجع، من أين أتوا ومهما علا شأنهم، فالحياة لاتعاش إلا مرة واحدة وعلى المواطن العراقي أن يحكم عقله وضميره ويتمتع بحياته كما تطيب لها نفسه ويوقرها ولايدع أحدا يفكر له على الاطلاق.
 

مقال سابق ذو صلة ..

نجاد..لا أهلا ولا مرحبا بك في بغداد!
http://al-nnas.com/ARTICLE/THarbi/24najad.htm

حكاية مع الشاهرودي مرجع حزب الدعوة الجديد !
http://al-nnas.com/ARTICLE/THarbi/12h02.htm

 


 

free web counter