| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

طارق حربي

tarikharbi2@getmail.no
http://summereon.net/

http://summereon.net/tarikharbiweb.htm

 

 

 

الأحد 24/2/ 2008



كلمات -180-

نجاد..لا أهلا ولا مرحبا بك في بغداد!

طارق حربي

تأتي زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى بغداد (في الثاني من شهر آذار/مارس القادم وتستمر يومين)، في أصعب الظروف والتحديات لكلا البلدين العراق وإيران. فالأوضاع الأمنية ماتزال متفجرة في العراق منذ سقوط نظام صدام، ورغم الكثير من التحالفات بين الكتل السياسية والأحزاب والشخصيات، إلا أن العملية السياسية بقيت تراوح في مكانها، وفي تفاصيل التدخل الإيراني السافر في الملف الأمني، مازال النظام في البلد الجار يصب الزيت على النار المتأججة، مدفوعا بحماس خطاب ولاية الفقيه الذي يتبناه، ويسمح بمقاتلة الجيوش الغازية لبلاد المسلمين، وهو نفاق سياسي وغطاء يرمي إلى تمرير السياسات والاستراتيجيات الإيرانية، والهيمنة الاقتصادية وبسط النفوذ، وجعل العراق ورقة على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومرتكزا لانطلاق القوة والتحكم في مناطق مشتعلة أخرى من العالم مثل لبنان وغيرها.
ملفات ساخنة معلقة بين البلدين لن تحلها زيارة بروتوكولية قصيرة!
فعدا التدخل الايراني في الملفين الأمني والسياسي، هنالك ترسيم الحدود وعودة الطائرات التي أرسلها النظام الساقط قبيل احتلال البلاد، ومشكلة التعويضات عن الحرب بين البلدين (1980/1988) ، وأخيرا فضيحة الحفر المائل التي أثارها قبل فترة السيد سامي فرج، نائب رئيس مفوضية النزاهة العامة، واستيلاء (الجارة المسلمة!) على (15) بئرا نفطيا من حقول مجنون، التي أكدها بالوثائق وكيل وزارة الخارجية العراقية السيد محمد الحاج حمود، وقدم بشأنها عددا من مذكرات الاحتجاج إلى الجانب الإيراني!
ولاندري إن كان النظام الحاكم في إيران قد حصل على غطاء شرعي من ولاية الفقيه بسرقة النفط العراقي، وإعتباره جزءا من التعويضات عن خسائر الحرب التي تكبدتها إيران خلال الحرب المذكورة!!؟
ويبدو من نافلة القول أن الرئيس الإيراني يرى في العراق دولة عدوة سابقا، إحتلتها دولة عظمى عدوة أيضا، مهددة مصير بلاده القومي، ولم يفت تغطرس نجاد أن تبدو المنطقة كلها أمام عينيه، مترجرجة ومعرضة لمزيد من الضغوط السياسية وزلازل العمليات الحربية، إذا ما نفذت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات ماحقة للمنشآت النووية الإيرانية!
مازاد في الطنبور نغمة أن التهديد النووي الإيراني تعدى بلسان نجاد الثرثار، دول الخليج العربي إلى محو إسرائيل من الخارطة، وكأنها إحدى مقاطعات أبيه!، ماجعل الولايات المتحدة والغرب واليابان مجتمعين يستشعرون خطورة التحدي، رغم أن للدولة العظمى وجود عسكري مرهوب الجانب في الخليج العربي، لتأمين تدفق النفط لها ولحلفائها، زائدا طمأنة الأمن القومي لأصدقائها في الخليج!
وفي تقاطعات هذه السياسة وتطلبات الكساد الاقتصادي الأمريكي، هبوط سعرف صرف الدولار الذي من علائمه أنه ينذر بدق طبول الحرب، ناهيك بتأثير الانتخابات الأمريكية على السياستين الدولية والإقليمية، تأتي زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وهي أول زيارة لرئيس إيراني منذ قيام الثورة الإسلامية سنة 1979
وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية حسب المتحدث بإسم خارجيتها شون ماكورماك، عبرت عن قلقها من الزيارة لكن لاتعتبرها (تحريضية)، وتأمل منها بنتائج إيجابية، فإنها وبحسابات السيادة الوطنية العراقية لن تكون متكافئة بين البلدين، فإيران يحسب لها الف حساب لجهة تنامي قوتها العسكرية وجموح طموحاتها النووية، بينما يشكو العراق من انتهاك حدوده كل يوم بالمجاميع الإرهابية، وانهيار اقتصاده حيثما أصابه الفساد الإداري في الصميم، ومايزال يبني قوته العسكرية بحكومة فاشلة شلتها المحاصصة الطائفية والمصالح الحزبية!
ولاشك أن مثل هذا الخلل في الميزان السياسي سيمنح نجاد غطرسة إضافية، ليلقي أوامره ونواهيه على المسؤولين العراقيين من موقع قوة، لابل إنه بدأ بذلك فعلا برفضه زيارة المنطقة الخضراء، مفضلا عليها الإقامة في بيت الرئيس جلال الطالباني في منطقة الجادرية ببغداد!
يعزف المنافق الثرثار عن زيارة الخضراء التي وصلت المبادلات التجارية بينها وبين بلاده إلى مئات الملايين من الدولارات سنويا!!، ولو كنت مكان رئيس الوزراء نوري المالكي لطلبت منه ردا على تلك الغطرسة، الطلب من نجاد أن يقيم في إحدى الفنادق الرخيصة (ربع نجمه) بالكاظمية!!، حيث يقيم المكبسلجية والشلايتيه والقفاصة والعلاسة فنجاد الذي يترأس نظاما سفاحا ولصوصيا هذا هو مكانه..
وبالمناسبة : نحن لا نعلم إن كان نجاد قد حصل على موافقة المرور عبر الأجواء العراقية التي تسيطر عليها القوات الجوية الأمريكية..أم لا!!؟
بطبيعة الحال لن نجاد أن يجد له آذانا صاغية في الحكومة والبرلمان والكتل السياسية، من طراز (موفق الربيعي مستشار الأمن القومي/ صولاغ وزير المالية/ حسين الشهرستاني وزير النفط/ وعبد العزيز الحكيم وولده الطاغية في طور التكوين عمار)، والتحق بالركب المنافق السائر في ركاب إيران مؤخرا، كتلة التوافق التي وصف رئيسها عدنان الدليمي الإيرانيين بأنهم إخوة!، أي إخوة إلا لجهة التنسيق مع هؤلاء القتلة وزعزعة الأمن في العراق، بعد الضربات الموجعة التي وجهتها إلى فلول الإرهاب خطة فرض القانون...
ويكذب السفير الايرانى لدى العراق حسن كاظمى قمي كما كذب إبليس!
حينما ادعى بتأريخ 15 من الشهر الجاري بأن ( هدف زيارة الرئيس الايرانى هذه هو التعبير عن تأييده لحكومة العراق وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وان ايران ترغب فى ان تكون رحلة نجاد هذه قدوة للدول الاخرى التى تطور علاقاتها مع العراق)، ويعلم الجميع أن هذا الكلام الدبلوماسي لايجد له رصيدا على أرض الواقع العراقية، التي تزلزلها يوميا تحت أقدام الحكومة العراقية المنتخبة، عبوات إيرانية الصنع، ويعلم كاظمي قبل غيره أن بلاده لن تترك العراقيين يبنون بلادهم ومؤسساتهم وسلمهم الأهلي، طالما كان لها ميليشيات وعملاء يعملون لمصلحتها وليس لمصلحة بلادهم!
لقد دأب هذا النظام الدموي الذي سبح بدماء شعبنا ومنذ زمن طويل، على تقليد الأسلحة الأمريكية، وضخها إلى الجماعات الإرهابية والمناهضة للعملية السياسية في العراق الجديد (جيش المهدي وقوات بدر والأجنحة السنية) وأمر ميليشياتها وقياداتها السياسية الممثلة في الحكومة والبرلمان، بالعمل على ذبح العراقيين وإطالة أمد الإحتلال والإرهاب معا، أما سياسة تجهيل إيران للشيعة العراقيين في الوسط والجنوب، بعد خمسة وثلاثين عاما من التجهيل البعثي لهم، فهي مستمرة عبر تصدير الفتاوى الشرعية والزناجيل والمبالغة في إقامة الشعائر الدينية والمآتم، ممعنة في قتل الروح العراقية الطيبة، ساعية إلى تمزيق الهوية الوطنية العراقية وتذويبها لصالح الولاء الطائفي، وإماتة قلوب جزء عزيز من الشعب العراقي الذي مايزال يضحي ويموت جوعا منذ عشرات السنين!
ولاشك أن أمريكا الغاطسة في المستنقع العراقي، عبر فشلها وقتل جنودها، وسخط شعبنا على سياستها اللامجدية وتخبطها، تحتاج إلى مساعدة إيران وأفاعيلها وسمومها في الساحة العراقية (جاء تجميد جيش المهدي لمدة ستة أشهر بأمر من إيران ومدد التجميد يوم أمس لستة أشهر أخرى بأمر من إيران أيضا تحية لزيارة نجاد ومقدمة لحسن النية فيما يتعلق بالملف النووي وكسبا لجولة جديدة من المباحثات الأمريكية الإيرانية التي تم تأجيلها أربع مرات ولإثبات قوة إيران ولعبها بأوراق الداخل العراقي حسب مشيئتها.. وليذهب العراقيون إلى الجحيم!!) .
وفي التخادم السياسي بين الولايات المتحدة وإيران لايتأخر هذا النظام من أن يفرض بخبث ملفه النووي بقوة، حتى لو على جثث عشرات الآلاف من العراقيين الأبرياء، ممن يقتلون سنويا سواء من طرف المحتل، أو من الطرف الإيراني والخليجي والعربي والاسلامي!!
ولشدما يؤلمني أنا شخصيا أن يصف بعض المسؤولين العراقيين تلك الزيارة بأنها تأريخية، ولعل هذه الصفة تكون حقيقية عندما يتكافأ الجانبان العراقي والإيراني سياسيا وأمنيا، ويعملان لمصلحة بلديهما وسيادة السلام في المنطقة وتطوير شعبيهما اقتصاديا، وقبل ذلك كف يد إيران عن ذبح شعبنا وإبعاد شبح الحرب عن العراق وإيران وتوقيع معاهدات ستراتيجية تخدم مصلحة الشعبين والبلدين الجارين وغيرها.
لكن هل يستغل المسؤولون العراقيون هذه الزيارة ويعوا دورهم الوطني والتأريخي ويقولونها صريحة بوجه نجاد :
* ليتوقف نظامك عن ذبح شعبنا بالعبوات والمفخخات
* لا للعب بمصيره والمزايدة على مستقبله
* لا لتقليد الأسلحة الأمريكية وتجربتها في أجساد الأبرياء من العراقيين
* لالتسليح الميليشيات بجناحيها الشيعي والسني
* لالسرقة ثرواتنا النفطية في مجنون
* العمل من أجل إبعاد العراق عن محور الصراع بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية
* أن لايكون شعبنا ووطننا مرتهنا لإرادة إيران وورقة بيدها على طاولة مفاوضاتها مع الولايات المتحدة
* ترك الشعب العراقي بسلام يبني مستقبله بعيدا عن المنازعات والحروب الإقليمية.

24.2.2008


 


 

 

Counters