|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت 15/9/ 2012                                 طارق حربي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

كلمات (420)

ملصق عن الحجاب في جامعة بابل وعار حفلات التكليف في العراق

طارق حربي

مايزال العراق يعيش في الماضي بعد أكثر من تسع سنوات على سقوط النظام القمعي، ويجتر العراقيون يوميا ثقافة المقابر والاحتفاء بالراحلين أكثر من الاحياء!، في الواقع لايوجد حاضر في العراق، أما شكل الدولة فمايزال هلاميا وسط أزمات مستفحلة وخلافات تعصف بالعملية السياسية، ومجازر ارهابية وتدهور في الخدمات المقدمة إلى المواطنين وفساد في المال العام، وملايين من الارامل والايتام والمعوقين والفقراء، ووسط صورة الخراب السوداء تنهض صور بشعة عن حالة الأنثى بفرض الحجاب عليها وتخويفها، وحفلات تكليف الصغيرات بلبس الحجاب، هذا الموروث الاجتماعي العراقي الذي يعززه رجال الدين بمقولات ترضي شهواتهم وبقاء هيمنتهم على العراقيين.

العراقيون الموعودون بنظام ديمقراطي وحريات فردية وازدهار اقتصادي لم يحصدوا من هذه الوعود غير أسلمة الدولة!، ومنها تحجيب الصغيرات بنسبة 80 % في العراق، نسبة غير معقولة وتحجيب منظم لعقول الصغيرات، بدلا من تعليمهن الكومبيوتر والتفوق في الدراسة وأسباب التحضر والاعمال اليدوية وممارسة الرياضة وحب الوطن ، في زمن العولمة والتقدم العلمي المتسارع وارتياد الفضاء والمريخ، إن ذلك ينتج اجيالا من النساء اللواتي لايفهمن من الحياة غير أنهن عورة، ولايستطعن أن يدافعن عن أنفسهن لانهن مسلوبات الارادة مهدورات الكرامة وشبه عالة على المجتمع.

قبل فترة قصيرة علق ملصق بجامعة بابل أثار جدلا واسعا في صفوف الطالبات، تفاصيل الملصق كما نقلها موقع إيلاف الإلكتروني: في الجهة اليسرى منه صورة طالبة محجبة، وفي الجهة الأخرى صورة طالبتين سافرتين تقرآن كتابًا، وفي الأعلى كتبت بحروف كبيرة عبارة (حجاب يصون .. أو تنهش عيون) بحيث جاء النصف الأول منها فوق صورة المحجبة، والنصف الثاني فوق الطالبتين غير المحجبتين.
وتحت المحجبة وضعت صورة قطعة حلوى نظيفة، بينما ظهرت تحت غير المحجبتين صورة حلوى نزل عليها الذباب. (إيلاف)

لاشك أن من وضع الملصق في الجامعة هي جهة نافذة في الاحزاب الدينية مسموح لها بنشر شعاراتها في الجامعات!، ترمي من ورائه إخافة الطالبات وترويعهن وإجبارهن على ارتداء الحجاب (أرجح مآرب أخرى!)، حيث تم اجبار حتى المسيحيات على ذلك من قبل!، ويشهد تعليق الملصق غياب دور الحكومة وموافقتها عن هكذا ممارسات جبانة، تنال من حرية المرأة وكرامتها، كما أنه نقض لعقدها الاجتماعي مع المواطنين وحمايتهم من التهديد وضمان حريتهم في المأكل والملبس والسفر وغيرها التي نص عليها الدستور.

كما لا يمكن للإسلام السياسي أن يبني دولة لايربي شعبا على مبادىء حب الوطن بل حب الحجاب وارتداءه، ودعم الطقوس الدينية من أموال العراق لاالثقافة والرياضة مثلا، وحفلات تكليف الصغيرات المقرف، في الوقت الذي أرى فيه تقدما للمرأة في دول الجوار العراقي وفي المجالات كافة، فالمرأة مشاركة وفاعلة ومنتجة لامعطلة الارادة كما في بلد (الحضارة!)، حيث تمكن الاسلام السياسي من حذف صورة المرأة لانها عورة من الفعاليات الاجتماعية، وجعل مكانها صورة العشاير وبيارغهم وولاءهم المعروف للحكومات الرجعية في تأريخ العراق، وهو مايرضي شهوات السلطة الحاكمة كورقة رابحة في الانتخابات وغيرها، إن التطرف في ارتداء الحجاب في المدارس وتقنع بعض المعلمات ولاأفهم كيف يمكن لمقنعة أن تعلم جيلا منفتحا على الحياة والعلم والمستقبل، يجعل صورة المرأة معتمة وأوضاعها إلى تدهور مستمر.

ثم أن تقسيم النساء العراقيات بين فاضلات وغير فاضلات بالنسبة إلى ارتداء الحجاب من عدمه، رغم أنه غير منصوص عليه في الدين والقرآن واختلف حوله الفقهاء، وعدم مصافحة المرأة المحجبة ربما باعتبارها عورة او نجسة وغيرها من الافكار الظلامية، يزيد في الانقسامات داخل المجتمع العراقي ويجعل المرأة صغيرة كانت أن كبيرة وحيدة أمام قدرها الذي تفرضه عليها الاحزاب الدينية الحاكمة!

إن قتل البراءة العراقية بحفلات تكليف الصغيرات بحظور الاهل ورجال الدين (وسط الاهازيج وصيحات الفرح والآيات القرآنية) تعد جناية على الطفولة، وجب تصعيدها بشكوى إلى المحافل الدولية ومنظمات الطفولة، لإنقاذ البنات الصغيرات في العراق من هيمنة رجال الدين وأحزاب الاسلام السياسي وأجنداتها الظلامية، ذلك أن شرط الفهم والتمييز خاصيتا العقل لم تكتمل لدى الصغيرات ولم يتم البلوغ لاتخاذ قرارات تخص حياتهن ومستقبلهن، ووجب على الحكومة الموافقة على اقامة هكذا حفلات ولها مآرب أخرى في نفوس رجال الدين!، أن تدعو على الاقل مجلس النواب لإصدار تشريعات وقوانين واتخاذ اجراءات وتدابير تضمن حق الطفلة وحريتها وتربيتها تربية صحيحة، لاأن تكون حقلا لتجارب رجال الدين وأمراضهم وعللهم الاجتماعية والنفسية.



15/9/2012
 

 


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter