|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  8  / 5 / 2016                                         ﺸﻪﻤﺎﻝ عادل سليم                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

سردشت عثمان ... رمز القلم الحر والكلمة الصادقة

شه مال عادل سليم
(موقع الناس)

قبل أن يغتالوه، كان الصحفي والطالب الجامعي (سردشت عثمان) على علم بالمصير الذي ينتظره , (الموت او الموت) .

(سردشت عثمان) ، وهو طالب كلية اللغة الانكليزية في المرحلة الرابعة في جامعة صلاح الدين في محافظة أربيل ، اختطف من قبل مجموعة مسلحة في وضوح النها ر ، يوم الرابع من ايار (مايو) 2010، من امام كليته في قلب مدينة اربيل، وبعد يومين فقط، عثر على جثته مقتولا في احدى طرقات مدينة الموصل , وعليها اثار ضرب المبرح وهي مصابة بأطلاقات نارية في منطقة الرأس .

روى عدد من شهود العيان، تفاصيل حادث الاختطاف وقالوا : قام اربعة أشخاص مسلحين ومعهم سيارة (مضللة نوافذه بالكامل) باختطاف ( سردشت عثمان ) امام اعيننا وامام انظار العديد من الحراس المتواجدين امام الكلية , دون أن ينجده أحد ؟!

قالوا لـ(سردشت) في مكالمة هاتفية ( مجهولة المصدر ) قبل اغتياله بايام ,(لم يبق لك في الحياة الا القليل) ..!! ولكن ( سردشت ) لم يبالي بما قالوا له . وانتظر يوم حتفه بكل صبر وهدوء , وطلب من (جلاديه) ان يمنحونه موتا تراجيديا يليق بحياته التراجيدية, لانه كان يعلم ان موته اسهل من حياته المثقل بالالام والماساة والمتاعب .

ان هم وقلق (سردشت) كان من اجل مستقبل الشباب الكردي في اقليم كردستان , وان غضبه كان من اجل عدم مبالاة واهتمام السلطة بمستقبل الشباب , كشريحة مهمة وقادرة ومؤثرة في المجتمع .....

كان (سردشت) يتنظر موته على يد عصابات الاختطاف والقتل المجاني , وعليه كتب وصيته الاخيرة وقال :
(فمنذ الآن فصاعداً افكر ان الكلمات التي اكتبها هي آخر كلمات حياتي , لهذا ساحاول ان اكون صادقا في اقوالي بقدر صدق سيدنا (المسيح), وانا سعيد ان لدي دائما ما اقوله وهناك دوما اناس لا يسمعون. ولكننا كلما تهامسنا بدأ القلق يساورهم.
الى ان نبقى احياء علينا ان نقول الحق. واينما انتهت حياتي فليضع اصدقائي نقطة السطر، وليبدأوا هم بسطر جديد) .

(سردشت) ايها القديس الصادق ـ لقد اخطأ قتلتك حينما ظنوا بانهم , حينما اغتالوك قد قضوا عليك جسدا وفكرا.....!!
نعم .... لقد قضوا عليك جسدا ..., ولكنهم لن يستطيعوا القضاء على افكارك واحلامك واهدافك ....

لقد كنت يـا (سردشت) رمزا للقلم الحر والفكر النير , وزرعت نبتة الحرية المثمرة في ارض كوردستان الطيبة , والتي لابد ان تنموا وتتكاثر ويأكل من ثمارهـا الكثيرون من ابناء وبنات كوردستان .

نعم , ايها القديس .... لقد اخطأوا عندما قالوا إنك ميت..... !!
لا ...لا يا (سردشت ) ...انت الحي وهم الميتون .... !!






 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter