|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  26  / 12 / 2017                                 شاكر فريد حسن                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 القيادة الفلسطينية " البديلة " ..!!

شاكر فريد حسن *
(موقع الناس)

بعد رفض السلطة الوطنية الفلسطينية والقيادة السياسية وكل القوى الفصائلية الفلسطينية قرار ترامب الأحمق ، واعلان أبو مازن أن الفلسطينيين لن يقبلوا أي خطة سلام تقدمها الولايات المتحدة لأنها لم تعد " وسيطاً نزيهاً " ..!

بعد ذلك بدأت الضغوطات والتهديدات الامريكية على السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني لاخضاعهم لسياستها ، واعلنت عن اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ، ووقف المساعدات المالية للسلطة وللشعب الفلسطيني بما فيها مساعدات وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين ( الانروا ) ، وتأخير العمل بالمشاريع الاقتصادية التي تدعمها المؤسسات الامريكية واعادة النظر بها من جديد ، وكذلك عدم توجيه الدعوات لأي من المسؤولين الفلسطينيين لزيارة واشنطن بصورة رسمية أو شخصية ، ومطالبة الدول العربية المانحة كالسعودية وقطر والامارات بوقف مساعداتها المالية للسلطة أيضاً .

والأخطر من كل هذا هو السعي لايجاد وتشكيل قيادة فلسطينية " بديلة " على غرار "روابط القرى " التي تشكلت في حينه من زلم الاحتلال وامريكا ، قيادة تغرد في سرب الولايات المتحدة وأبواقها وأذنابها من أنظمة العار والخيانة ، مثل السعودية التي تضغط باتجاه قبول " صفقة القرن " أمريكية الصنع التي انتهت صلاحيتها قبل الاعلان عنها ، وتقترح أن تكون " أبو ديس " عاصمة للفلسطينيين ، وقد استدعت محمود عباس على عجل لزيارتها لاقناعة بالدبلوماسية الناعمة " أن امريكا هي الوحيدة التي بايديها مفاتح الحل " وليس روسيا ودول اوروبا ، ولذلك يجب عدم التخلي عنها والارتهان لمشاريعها " .
أليس في هذه الأقوال عهراً سياسياً !!
القيادة الفلسطينية مطالبة في هذه المرحلة الحرجة العصيبة والخطيرة جداً اتخاذ قرارات حاسمة وخطوات عملية استراتيجية بالتخلي عن اوسلو ، ووقف التنسيق الأمني والعملية السياسية ، والعودة لنهج واسلوب المقاومة الشعبية المشروعة ، وتحقيق مصالحة كبرى على أساس المشروع الوطني الفلسطيني واعادة الهوية الوطنية لشعبنا الفلسطيني . فقد أثبتت الأيام أن سياسة مهندس اتفاق اوسلو محمود عباس المعتدلة ، لم تؤدي سوى الى المزيد من معاناة الشعب الفلسطيني اليومية ، وضياع المزيد من الارض الفلسطينية ، وانهيار حلم ووهم الدولة الفلسطينية ، عقب اعلان ترامب ووعده المشؤوم ، وبعد عقدين ونصف من المفاوضات العبثية غير المجدية ، لم يتحقق غير الاستيطان والمستوطنات والقهر الاحتلال ، ولن يخسر شعبنا سوى الاغلال من نفض الايدي من اتفاق اوسلو .


هذا فضلاً عن تشكيل قيادة جماعية فلسطينية على غرار القيادة الوطنية ، التي تشكلت ابان الانتفاضة الاولى ، انتفاضة الحجر والمقلاع ، التي حققت الكثير للقضية الفلسطينية وللكفاح البطولي الفلسطيني .

ومن نافل القول ، ان الضغوطات الامريكية هي محاولات لابتزاز الشعب الفلسطيني والضغط على قيادته واخضاعه وثني ارادته عن المضي قدماً في تحقيق أهدافه بالتحرر والاستقلال ، وبغية الركون الى واقع الاحتلال والقبول بسياسة الأمر الواقع ، وهذا ما يرفضه شعبنا بكل أطيافه وشرائحه وفصائله وقواه السياسية والوطنية والاسلامية ، والقبول بقيادة فلسطينية جديدة مذدنبة وتفريطية هو عار على التاريخ الوطني والتراث الكفاحي المقاوم الفلسطيني .

ولذلك على القيادة الفلسطينية الحذر من الوقوع في الفخ الامريكي والسم السعودي ، ولا طريق لتحقيق الاستقلال الوطني سوى المقاومة الشعبية المشروعة ، وكما قال جمال الناصري " ما أخذ بالقوة لن يسترد الا بالقوة " ..!


* كاتب وناقد فلسطيني

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter