|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  3 / 8 / 2009                                 د. شابا أيوب                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الكلدان الآشوريون السريان - شعب واحد بثلاث تسميات
(
3)

د. شابا أيوب
(موقع الناس) 

الكيانات السياسية (الدويلات) القديمة في بلاد ما بين النهرين

دويلات المدن
كان النظام السائد في عصر فجر السلالات هو نظام دولة المدينة, ويعدّ هذا النظام على أنّه أول شكل من أشكال الحكم في التاريخ البشري. ونمت في دولة المدينة فكرة المواطن والمواطنة. أن ما يدهش الباحثين في حضارة وادي الرافدين أن لا يجد آثارا للنظام القبلي منذ أواخر عصور ما قبل التاريخ. ولعل السبب في ذلك هو ان الوحدة السكانية في السهل الرسوبي كانت القرية الفلاحية أولا ثم المدينة, اللتين اعتمدتا على الأقتصاد الزراعي وجهاز الري والتجارة. كانت دولة المدينة مكونة من مدينة مركزية هي العاصمة, يتبعها مدن اخرى وعدد من القرى والأرياف والأراضي الزراعية. وكان لمعظم المدن أسوار تحيط بها. وكان المعبد مركز حياة المدينة في النواحي الدينية والأجتماعية والأقتصادية والسياسية.

الأكديون
انتهى عصر فجر السلالات (عصر دول المدن) بتوحيد دويلات المدن وتأسيس مملكة القطر على يد القائد العظيم
لوكال زاكيزي. وبعد حوالي ربع قرن برز قائد آخر أشد عزيمة وأصلب عودا منه وهو الملك العظيم سرجون الأكدي مؤسس الدولة الأكدية (2334 – 2154 ق.م) نسبة الى مدينة أكد (1) التي أسسها سرجون بنفسه واتخذها عاصمة له.
والأكديون هم الساميون الذين نزحوا الى وادي الرافدين منذ أقدم العصور التاريخية وعاشوا جنبا الى جنب مع الأقوام الأخرى وفي مقدمتهم السومريون.
ويعتبر العهد الأكدي بداية لعصر جديد, بدأت فيه ملامح حضارة وادي الرافدين تتبدل تبدلا أساسيا من النواحي القومية واللغوية والسياسية. فعلى الصعيد اللغوي صارت اللغة الأكدية هي اللغة السائدة منذ العصر البابلي القديم (الألف الثاني ق.م) تدوينا وتكلّما. وأتخذ سرجون لقبا جديدا لنفسه هو (ملك الجهات الأربع) وهو لقب ذو مدلول ديني أيضا, لتثبيت السلطان السياسي. فقد كان هذا اللقب خاصا ببعض الآلهة العظام مثل (آنو) و (أنليل) و(شمش) بصفتهم أسياد الخليقة والكون. كما أبطل نظام تولي المناصب العليا (مثل حكام المدن والأقاليم التابعة) بالوراثة. ويستشف من الكثير من الوثائق المكتشفة بوادر الأنتقال من الأقتصاد المعبدي الذي كان سائدا في دويلات المدن الى النظام العلماني في الحياة الأقتصادية والأجتماعية.
وقد اسفرت الفتوح الأكدية التي قام بها سرجون وخلفاؤه وأشهرهم حفيده (نرام – سين) عن تكوين امبراطورية واسعة شملت معظم أجزاء الهلال الخصيب وبلاد عيلام والأقسام الشرقية من آسية الصغرى الى سواحل البحر المتوسط. وأصبحت ممالك آشور وبابل وسومر جزأ من امبراطوريته الواسعة والمترامية الأطراف, حيث استولى سرجون على بلاد آشور ومدنها المشهورة آنذاك ومنها مدينة آشور. وبعد موت حفيده نرام– سين انهارت الأمبراطورية الأكدية على أيدي الكوتيين الذين ينحدرون من أقوام جبال زاجروس, وكانوا يجاورون اللولوبيين الساكنين جنوب منطقة شهرزور.ويقال عن هؤلاء الكوتيين أنّهم كانوا برابرة, وأن عهدهم كان من الفترات المظلمة في تأريخ البلاد السياسي. وقد أتخذوا من أرابخا (كركوك) مركزا لهم. وقد تم طردهم علي يد حاكم مدينة الوركاء (أوتو – حيكال), الذي عيّن أور– نمو حاكما على أور. وبعد فترة انفصل هذا الحاكم عن أوتو – حيكال وأسس سلالة أور الثالثة (2112 – 2004 ق.م) حيث أعيدت فيها وحدة البلاد السياسية من بعد فترة حكم الكوتيين المظلمة. ووسعوا مملكة القطر بفتوحهم الخارجية, معيدين بذلك الأمبراطورية الأكدية.


 

 

(1) تقع في موضع ما بين بلدة المحمودية وبين مدينة بابل

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter