|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  27 / 7 / 2009                                 د. شابا أيوب                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الكلدان الآشوريون السريان - شعب واحد بثلاث تسميات
(
1)

د. شابا أيوب
(موقع الناس) 

مقدمة
منذ سقوط جدار برلين وانهيار الأتحاد السوفييتي وبقية الدول الأشتراكية في شرق أوروبا وتفككها الى كيانات قومية أدت الى تشكيل دول جديدة على اسس عرقية أو قومية كما هو الحال في جمهوريات الأتحاد السوفيتي السابق وانفصال سلوفاكيا عن جمهورية التشيك وتفكك يوغسلافيا وغيرها,عادت المشاعر القومية تبرز بقوة في ألأوساط الشعبية ووسط النخب السياسية, كما أزداد الأهتمام من جديد بالقضية القومية. وساهم الغرب عموما والولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة ولدوافع ذاتية على تأجيج الصراعات العرقية فيما بينها تنفيذا للسياسة القديمة (فرّق تسد).

وقد أثّرت هذه التغييرات الدولية الكبيرة في وعي قطاعات واسعة من الجماهير الشعبية وخاصة في تلك الدول التي سادت فيها أنظمة الأستبداد ومورست فيها سياسات التمييز القومي والديني والمذهبي. وتجلى هذا بأوضح صوره في العراق, حيث مارس النظام البعثي سياسة الصهر القومي ضد الأكراد والتركمان والكلدان والآشوريين  والأرمن الى جانب سياسة التبعيث القسرية, مما أجج المشاعر القومية لدى طائفة واسعة من أبناء هذه القوميات, وأعطى دفعا  قويا لتشكيل عدة أحزاب وكيانات سياسية على اسس عرقية أو مذهبية أو قبلية, وذلك بحثا وراء هوية جديدة, بعد أن فقدت المواطنة مضمونها وخف بريقها, وفقد الأمل بالتغيير المنشود لصالح اقامة نظام ديمقراطي يقوم على المساواة التامة بين كل المكونات العرقية والدينية والمذهبية, ويرتكز على المواطنة الصادقة (أي الولاء للوطن وليس للقائد أو للحزب أو للأيديولوجيا أو للدين). لأن الوطن يسبق كل هذه المسميات في وجوده ويسمو عليها قاطبة, كما أن كل هذه المسميات يمكن أن تفنى وتزول أو تتغير بمرور الزمن ألآّ الوطن فهو باق. لأن الوطن هو الأرض, هو التاريخ والتراث, هو الشعب بكل ابداعاته ومنجزاته, هو الأب والأم بحنانهما ومحبتهما وعشقهما, هو بأختصاركل شيء. والكلدان والآشوريون والسريان ليسوا أقل تأثرا من غيرهم بهذه الأوضاع.

 وعلى الرغم من أن أهتمام مثقفينا بالقضية القومية للكلدان والآشوريين والسريان أخذ طابعا جديا منذ النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي, ومن أن فكرة اقرار تسمية موحدة لأبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني ليست جديدة, الاّ ان الجدل حولهما احتدم كثيرا بعد سقوط نظام الطاغية صدام والذي أتاح الفرصة لأعداد غفيرة من المهتمين بالشأن السياسي والقومي لشعبنا لأبداء الرأي والمشاركة في صياغة القرارات السياسية المصيرية لشعبنا. وفي مقدمتها اقرار تسمية موحدة جامعة لهذه المكونات الثلاثة ونابعة من صميم تاريخه وتراثه وملامحه القومية والدينية وخصوصيتة وتميّزه عن باقي شعوب المنطقة لتثبيتها في الدستور العراقي الجديد وكذلك في دستور كردستان العراق.

ان الهدف من الكتابة في هذا الموضوع هو البحث الجاد لأيجاد تسمية موحدة لشعبنا ترضي جميع الأطراف, وتأخذ بنظر الأعتبار هذا الأرث التاريخي المجيد. وتعكس التحولات والتبدلات التي طرأت على وعيه القومي والديني والتي أثرت على تكوين شخصيته, وما تركته من أثر في تحديد هويته وانتمائه, منذ سقوط دولته والى عصرنا الراهن. وهي مهمة صعبة وتحدي كبير يواجه الجيل الجديد من أبناء شعبنا.

أن حل هذه الأشكالية يجب أن يكون ديمقراطيا وينبع من الأرادة الحرة لجماهير شعبنا وبعيدا عن كل أشكال التعصب العرقي والمذهبي والطائفي, ووفق منظور علمي يأخذ بالحسبان انتشار ما يعادل نصف أبناء شعبنا في دول المهجر, ووفق غايات وأهداف تخدم تطلّعات شعبنا في الرقي والأزدهار, لكي يستعيد دوره التاريخي في الخلق والأبداع ولكي يصبح مكونا نشيطا يساهم بقوة في نهضة العراق الجديد.

ومن أجل بلوغ هذه الغاية النبيلة لابد من الأحتكام الى الوقائع التاريخية والجغرافية واللغوية والى بعض المفاهيم السياسية كالقومية ومقوماتهما الأساسية والدين, لنرى مدى تأثيرها على صياغة الهوية القومية لمواطننا الكلدو– آشوري – السرياني.



الدانمرك - 24 تموز 2009

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter