|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  19  / 3 / 2019                                 د. شابا أيوب                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مقابلة مع سكرتيرة الحزب الشيوعي في الدنمارك رايكة كالينا كارلسن

د. شابا أيوب
(موقع الناس) 

بدأت الرفيقة حديثها بالترحاب ثم أوضحت الغاية من هذه المقابلة التي جاءت بطلب منها نظراً للعلاقة المتينة بين الحزب الشيوعي في الدنمارك ومنظمة حزبنا الشيوعي العراقي في الدنمارك للحديث عن قرار الحزب الشقيق في مؤتمره الإستثنائي.

في الثاني من آذار 2019 عقد الحزب الشيوعي في الدنمارك مؤتمرا إستثنائيا بهدف إتخاذ قرار بحل الحزب ودمج الحزبين اليساريين، الحزب الشيوعي التروتسكي النزعة و الحزب الشيوعي في الدنمارك ، في حزب شيوعي واحد. وعند التصويت على إقتراح توحيد الحزبين أو بقاء الحزب وإستمراره كحزب مستقل بذاته، أظهرت نتيجة التصويت أن فقط 5 أعضاء من مجموع 50 عضواً وافقوا على حل الحزب ودمج الحزبين في حزب واحد، بينما عارضت الأغلبية هذا الإندماج. ويعود السبب حسب تصريح سكرتيرة الحزب رايكة كارلسن إلى الإستراتيجيات المختلفة التي يتبناها الحزبين بالرغم من التطابق في النظامين الداخليين.

وأضافت رايكة كارلسن إن إستراتيجية حزبنا تكمن في طريقة تصرّف الحزب، وليست شيئاً يُكتب على ورق. إن إستراتيجيتنا كانت دائما التوجه نحو الجماهير وخاصة الطبقة العاملة، وإلى إقامة تحالفات نضالية من أجل التغيير، تماماً كما دخل حزبكم في تحالف سائرون وفي تشكيل جبهة معارضة من أجل التغيير. وعند التحالف يجب أن يكون الحزب وفيا لتعهداته، وهذا ينجلي في الحراك النقابي وفي غيره من الحركات الجماهيرية. الحزب الآخر لم يكن وفياً في تحالفاته، وأكبر مثل على ذلك هو موقف الحزبين من حلف شمال الأطلسي (الناتو) . نحن ضد إنضمام الدنمارك إلى حلف الناتو بينما الحزب الآخر يؤيد هذا الإنضمام، وحجتهم في ذلك أن أغلب الدنماركيين يؤيدون هذا الإنضمام، وأن قلّة قليلة من الدنماركيين ضده. وقد تنفسنا الصعداء على هذه النتيجة ، حيث أشغلنا هذا الموضوع حوالي 5 سنوات وإستنفذ كل قوانا. أما الآن فنحن نركز على عملنا اللاحق.

وحول سؤآل ما هو موقفكم من التحالف مع حزب القائمة الموحدة؟ (*)
-
أجابت سكرتيرة الحزب: نحن نعتبرهم شركاء في العمل، ونعمل سوية ضد الإنضمام الى الإتحاد الأوروبي وكذلك نعمل سوية في الحركة النقابية، ولكننا لا ننضم إليهم لأنهم يعتقدون أن الرأسمالية المعاصرة مُسالمة، وأنّهم يرفضون طرق تحليلنا للأحداث. مثلا هم أيّدوا الحرب على ليبيا، هم شعوبيون ويتأثرون بسرعة ، ولكن من الجانب الآخر هم ناس طيبون وذوي نوايا حسنة، هم ضد الإتحاد الأوروبي ولكن لهم ممثلون في البرلمان الأوروبي، وهم يعتقدون ومعهم بعض الأحزاب الشيوعية أن الإتحاد الأوروبي هو إتحاد سلمي، أمّا نحن نضع كل قوانا مع الحركة الشعبية ضد الإتحاد الأوروبي ، ونناضل سوية حتى مع بعض الأحزاب اليمينية التي لها نفس الهدف ومع حزب الشعب الإشتراكي. نحن نعمل من أجل خروج الدنمارك من الإتحاد الأوروبي ، ولكن القوى اليسارية الأخرى تريد أن تهدم الإتحاد الأوروبي من الداخل. لدينا الآن نائبان دانماركيان ضد الإتحاد الأوروبي ونتوقع زيادة عددهم إستناداً إلى إستطلاع الرأي الأخير.

هناك تراجع في المجال الإقتصادي، والحكومة تتبع سياسة التقشف بما في ذلك في قطاع التعليم، حيث جرى إقصاء عدد من المدرسين، و وصل الحال الى رشق وزير التعليم بالحجارة من قبل الطلبة. ما هو موقفكم من هذه السياسة ؟
-
بصورة عامة لا يجوز التقشف في قطاع التعليم في بلدنا. هناك تقشف بنسبة 2 % سنوياً في كل القطاعات بإستثناء الدفاع ، وهذا القرار مفروض على الدنمارك من قبل الإتحاد الأوروبي، والهدف منه هو بيع القطاع العام لصالح الخصخصة. وحتى قطاع الطاقة والكهرباء وغيرها مُتاحة للبيع. وعلينا أن لا ننسى الموجة القومية الفاشية التي تجتاح أوروبا، والتشديد على اللاجئين وتقليص المعونات الإجتماعية عليهم

لماذا لا تتحرك الجماهير ضد التقشف كما يفعل أصحاب السترات الصفراء في فرنسا؟
-
الفرنسيون جُوّعوا ولم يبقى لديهم ما يخسروه، لذلك نزلوا الى الشوارع. أمّا عندنا في الدنمارك لم تنطلق الشرارة بعد. المواطن الدنماركي العادي لا يستطيع أن يربط بين هذا التقليص وبين برنامج الحكومة لصالح الطبقة البرجوازية. الدنمارك دفعت 58 مليار كرونة (ما يعادل 7,8 مليار يورو) كمشاركة في الحرب على سورية، والآن أكثر من 100 مليار كرونة، فكم كانت ستكون الفائدة لو أُستثمرت هذه المبالغ في القطاعات الحيوية ، لذلك نحن نقف ضد الناتو. وهذا كله بسبب ضغوطات لوبيات السلاح المموّلة من قبل الولايات المتحدة ، وهذه الضغوطات وصلت الى نسبة 4 % بدلاً من 2 %. الملامة لا تقع على الرئيس الأمريكي فقط وإنما علينا أيضا نحن الدنماركيون ، لأن رئيس الوزراء الأسبق أنس فوغ أتاح الفرصة للصناعة العسكرية في الدنمارك بحجة خلق فرص عمل إضافية. ولدى الدنمارك الآن 64 مصنعا لإنتاج السلاح بقطع صغيرة وكبيرة، تُباع جزءاً منها للولايات المتحدة شرط أن تشتري الدنمارك بالمقابل السلاح من أمريكا، ولهذا السبب فقد أصبحنا أمّة مقززة بسبب قرار رئيس الوزراء. و وصل الأمر الى حد إنشاء كلية لأبحاث الحرب في جامعة أُلبورغ، وخصص الإتحاد الأوروبي 100 مليون كرونة للبحوث العسكرية ولمدة عشر سنوات ، وأصبحنا هدف حربي لبلدان أخرى. تصوّر كم كانت ستعم الفائدة لو أستخدمت في أبحاث السرطان أو في تحسين البيئة. وقد أصبحت الدنمارك بلد العبور للناتو، وكل الدول المجاورة للإتحاد الروسي ستصبح كذلك دول عبور. نحن عُدنا الى الحرب الباردة، ولكننا نعمل بشكل وطيد مع الأحزاب الشقيقة في النرويج ودول الشمال الأوروبي ضد هذه السياسات.

لماذا إنضمّت الدنمارك الى حلف الناتو ولم تنأى بنفسها من الأحلاف العسكرية وتبقى دولة محايدة كما هو حال السويد وسويسرا مثلاً؟
- لان الدنمارك بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية شُمِلت بخطة مارشال لإعادة بناء الدول التي دمرتها الحرب.
السويد ليست عضواً في الناتو، وفيها مؤسسة "من أجل أبحاث السلام" ولكن يجري الضغط عليها من خلال إنتمائها إلى الإتحااد الأوروبي، أما النرويج فهي ليست عضواً في الإتحااد الأوروبي ولكنها عضواً في الناتو.

كيف تستعدون للإنتخابات البرلمانية في شهر حزيران القادم؟
-
سيكون هناك إنتخابان، إنتخاب برلمان الدنمارك و إنتخاب البرلمان الأوروبي، وسنشارك في الإنتخابين وننتخب الذين لديهم موقف واضح وصريح ضد الناتو و ضد الإتحااد الأوروبي.

كيف تقيّمون سياسة روسيا الإتحادية ودور الرئيس بوتين؟
-
الرئيس بوتين درس التاريخ جيداً، وأستطيع القول لا يوجد زعيم دولي بمستوى فهمه منذ سقوط جدار برلين ولحد الآن. فهو يعرف قيمة خسارة 22 مليون سوفيتي، فلا توجد عائلة روسية لم تمسها الحرب، وهو يُجيد إستخدام القنوات الدبلوماسية القديمة والعلاقات الوطيدة بين الإتحاد السوفيتي وسورية، ويراعي بذلك مصالح شعبه، ويتمسك بالقوانين الدولية ويدعم الزعماء المنتخبون ديمقراطياً.

 


(*) هو حزب يساري يضم في صفوفه شيوعيون سابقون وأنصار البيئة وغيرهم

 


أجرى المقابلة الرفيق شابا أيوب من منظمة حزبنا في الدنمارك
 


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter