|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  19  / 6 / 2010                                 شاكر عبد جابر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

دخان ومخاتير

شاكر عبد جابر
(موقع الناس)

في خطوة لم يسبقه اليها اي برلمان في العالم ، استطاع، وبعد جهود دامت سنينا ان يتجاوز خلالها الخلافات المتجذرة وغير المتجذرة بين كتل حكومة الشراكة الوطنية، استطاع برلماننا الموقر من قراءة قانون منع التدخين قراءة ثانية في نفس اليوم الذي انبعث فيه فوق سماء مبنى محافظة ديالى و سماء البصرة (دخان !!! )..

منذ ان تشكل مجلسنا العتيد، ولا هم له سوى صحة المواطن بعد ان تم مسح العراق مسحاً شاملا من اي نشاط اشعاعي من مخلفات زمن ( الأخ تلال )، وبعد ان تم انشاء شبكة عملاقة للمجاري ترتبط بها كل مدن وقرى وصحارى العراق وتنتهي الى معامل لمعالجة المخلفات، وبعد ان تم تجميع الكلاب السائبة والقطط وحتى البراغيث وتحويلها الى المحميات التي تم انشاؤها في الصحراء بعد تحويلها الى غابة خضراء تسقيها مياه دجلة والفرات بعد حصولنا على حصصنا من المياه وزيادة، وبعد ان تم ردم اهوار المدن وتنظيف عيادات الاطباء والارتقاء بمستوى المستشفيات والمدارس ودور العجزة والايتام (عد وانه اعد وانشوف).

الان وبعد ان اصبح العراقي يعاني من الراحة والاستجمام ولا يعكر صفو حياته الا (الكحة!!) بسبب التدخين مو بسبب العواصف الرملية والتي اضحت تأتي برحلتين صيفية و شتوية ووصلت الى دهوك هذا العام بعد ان كانت تصطدم بنخيل واشجار برتقال ديالى ، استشاط البرلمان غضبأ وقرأ المشروع قراءة ثانية وذيله بأقامة احتفال صخم في البرلمان يدعو له وفود من مختلف انحاء العالم عدا ممثلي شركتي مالبورو وروثمن وبرعاية شركة زين ( لان خوش تصرف عالاحتفالات ) يجري خلالها تدخين اخر جكارة من قبل لجنة برلمانية تم تشكيلها لهذا الغرض وتضم كل الكتل السياسية والطوائف والاعراق والاجناس العراقية .

القانون بحاجة الى قراءة ثالثة لتحديد مصير الناركيلة وهل يشملها القانون حتى لا ندخل بمشكلة التفسير احادي الجانب للكتل السياسية وفق اجندتها الطائفية والمحاصصاتية، ولحين فك الاشتباك بمبادرات سيحمل كل مدخن نركيلته على ظهره ويفتر.

ولغرض ضبط تنفيذ هذا القانون تم وفي نفس اليوم القراءة الثانية لقانون المخاتير، حيث ستكون هذه مهمتهم الان ، تزويد المواطن بشهادة عدم تدخين لتكون الوثيقة الوحيدة لاثبات الهوية في اي معاملة بعد ان سمعت دوائر الدولة طلب رئيس الوزراء والغت العمل بالبطاقة التموينية وشهادة الجنسية. وسيجري تزويد المخاتير بأجهزة لكشف المدخنين تشبة اجهزة كشف المتفجرات ام الريحة. وسوف لن يأخذ المختار من المواطن اي مبالغ مقابل ذلك ولا 5 الاف دينار. (سنقرأ لاحقاً اخبار عن ثمن ان تكون مختار في عراقنا الجديد ) .


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter