|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  18  / 1 / 2013                                 شاكر عبد جابر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

على رصيف البرلمان .. بأنتظار جودو

شاكر عبد جابر
(موقع الناس)

اكثر من ستين عاماً مضت على مسرحية "بأنتظار جودو" قدمت منذ عرضها الاول في فرنسا عام 1953 في أكثر من بلد ولأكثر من مرة وبكبريات صالات العرض، وبالرغم من انها تصنف في اطار مسرح العبث واللامعقول الا انها تفضح عبث الواقع ولامعقوليته.

برلماننا يعرض نفس المسرحية ولكن بأكثر من ثلاثمائة ممثل وليس خمسة كما كتبها بيكيت، ومنذ الفصل الاول ولغاية الآن ونحن في الفصل الثاني منها ، يتبادل الممثلون "ممثلو شعبنا" الادوار ليقدموا لنا العبث واللامعقول بأبشع صوره ممزوجاً بالخوف والرعب من المستقبل فيما لو استمر العرض على نفس الوتيرة ، وهو سيستمر على ما يبدو، حيث الحوار يتمحور حول "الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة".

ولا مرة قدم لنا طاقمنا العراقي في المسرحية الاداء بكامل الممثلين، وهذه حنكة ليس لها مثيل ، العديد منهم يغيب، واحياناً الغياب يتجاوز اكثر من النصف، واكثر الاحيان يغيب ممثلون رئيسيون ، دون ان يؤثروا على الاداء، ويستمر العرض، بنفس الوتيرة، وبنفس الحوار، لدرجة ان كلاب بيكيت لم تفعل شيئاً لقاتل كلبها وظلت تبكي على كلبها المقتول فقط .

في كل مرة عندما يمرون على الرصيف في طريقهم الى البرلمان كانوا يعدونا بأن جودو سيأتي هذه المرة، مرددين "صدقونا"، وهم يعرفون انهم يكذبون ويعرفون اننا نعرف بكذبهم ولكننا نصدقهم ، لانهم قالوا صدقونا؟، هل لاننا طيبون لهذه الدرجة؟ ، ام ان دورنا يتطلب ذلك لنقدم واقعنا بلا معقوليته وعبثه؟.

حتى نزار قباني ينتظر جودو ويقول :

(تعالَ يا غودو ..

فقد تخشَّبتْ أقدامُنا انتظارْ

وصارَ جلدُ وجهِنا ..

كقطعةِ الآثارْ ..

تبخّرتْ أنهارُنا

وهاجَرَتْ جبالُنا

وجَفّتِ البحارْ

وأصبحتْ أعمارُنا ليسَ لها أعمارْ
)

المثير في الامر ان صموئيل بيكيت ، كاتب المسرحية، وضع للنسخة الانجليزية عنوان " تراجيديا مضحكة من فصلين"وطاقمنا العراقي يقدمها لنا بدورتين انتخابيتين.
 

 

30/12 2012

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter