|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  6 / 2 / 2020                                 صبيح الزهيري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 بين شباط 1963و شباط 2020 
رابطة نسب و قربى

صبيح الزهيري
(موقع الناس)

اعتفد انها ليست مصادفة ان تتماهى احداث 8 شباط عام 1963 مع يوم 5 شباط  2020 (فالتاريخ يعيد نفسه) كما يقال .

ففي ثمانية شباط عام 1963 تجمع (المؤمنون) من كل صوب و حدب لاسقاط ثورة تموز التحررية (الكافرة) : العفالقة - شركات النفط - شاه ايران وحلف السنتو - الاقطاعيون - مرجعية النجف الدينية. حيث حرم رئيسهم الصلاة في ارض الاصلاح الزراعي بدعوى ان الفلاحين قد اغتصبوها من ملاكيها الحقيقيين (الاقطاعيين بموجب قانون الاصلاح الزراعي الذي شرعه (الزعيم الكافر عبد الكريم قاسم) .

ففي ذلك اليوم المشؤوم اكفهرت سماء العراق و اصطبغت مياه دجلة و الفرات بدم عشاق الحرية والعيش الكريم في العراق ثم طافت قطعان الحرس القومي في كل شوارع العراق تقتل و تسلب و تهتك الاعراض و تدمر الممتلكات و تهين العلماء والاساذة و اصحاب الكفاءات العلمية و الادبية و الفنية . فامتلأت السجون و المعتقلات و حتى ابنية المدارس التي تحولت الى معتقلات. اضافة للملاعب الرياضية و المسارح الفنية .

وقدر عدد المعتقلين بمئات الالوف. كما قدر من قتلوا خلال الاشهر التسعة من عمر حكم البعث الاول بعشرات الالاف ناهيك عن النعوت التي لا حصر لها التي انهالت على الوطنيين و الديمقراطيين (فهم ليسوا مغتصبين للسلطة فقط ، بل كفرة - ملحدين - فاسقين - مخربين للقيم الاسلامية و القومية .

لقد ارتكبوا اثما كبيرا عندما تجرأوا و طالبوا بالحرية والخبز والكرامة الانسانية والثقافة الحديثة وكرامة المرأة كبقية شعوب الارض
وكانت حادثة قطار الموت واحدة من الجرائم التي لا تنسى . فقد انطلق القطار من بغداد بهؤلاء الاحرار صوب الارض التي قتل فيها الحسين واصحابه في واقعة الطف وكان الغرض ان يموت داخل القطار من الحر والاختناق اكثر من خمسة الاف مناضل جملة واحدة . ولكن بعد ان فشلت خطتهم بفعل سائق القطار الوطني الذي أسرع بالوصول الى السماوة قبل فوات الاوان فقرروا الاستعانة برجال الدين شيعة وسنة .

وطلبوا الفتوى منهما بقتل قرابة اثني عشر الف مناضل وهنا افتى المرجع الشيعي بقتلهم جميعا . في حين عارض الفتوى المرجع السني .(ويبدو انه لم يطلع على مذبحة الطف)

وبعد 57 سنة عجافا لاقى بها الشعب العراقي ما لاقى من الحيف والجور والقهر والجوع والبطالة والامية والامراض الفتاكة والحروب العبثية والهجرة الى مختلف بقاع العالم و خاصة فقرائه و كادحيه من الشيعة والذين يشكلون قرابة 65% من السكان (تسلم المؤمنون واحفاد رسول الله شيعة علي و اولاده السلطة من المحتل واذا بهم يلعبون (لعب الخضيري بشط) كما يقول المثل والنتيجة فقد اوصلوا البلاد الى اسفل قائمة الدول الاكثر فشلا في العالم حتى اصبح طموح المواطن العراقي حصوله على حاجته من الماء الصالح للشرب . رغم الاموال الهائلة التي دخلت العراق والتي تقدر باكثر من ترليون دولار. ثم تحولت الديمقراطية التي جاء بها المحتل (الى ديمقراطية التواثي وديمقراطية القطعان المنفلتة) وتحل البرلمان الى ساحة من ساحات صراع الثيران وتحول الدستور الى مسخ و نكتة من نكات التسلية .

وهنا طفح الكيل و هبت الجياع تطالب بالخير والكرامة والوطن فما كان من هؤلاء الحكام الا ان يرجعوا الى اصلهم الشباطي فاخرجوا اسلحة 8 شباط القديمة و مسحوها بالزيت والايمان وامتشقوها للدفاع عن (الشيعة المظلومة) وتمثلوا ابطالها المغاوير: ناظم كزار وعمار علوش ومحسن الشيخ راضي ومحسن الحكيم واضرابهم . اضافة للاستفادة من خبرة صدام حسين و علي حسن المجيد و حسين كامل و خالد طبرة وعلي صالح السعدي وغيرهم . ترى هل يوجد وفاء اكثر من هذا لذلك الارث المجيد ؟

لقد ارادوا ان يذكروا جماهيرهم بمآثر اجدادهم التاريخية الغابرة حين خانوا الحسين بن علي بعدما بايعوه ثم نكثوا بيعتهم له .. ثم يذكرون بما فعله جيش يزيد بالحسين والذي بعدما قتلوه هو واصحابه وعلقوا رأسه على رمح احرقوا خيمته على رؤوس ما تبقى من عائلته من النساء و الاطفال .

ولكي يبرهنوا على صدق اخلاصهم لهذا الارث (التليد) قرروا ان يمثلوا المشهد امام جماهيرهم في عام 2020 فقاموا بحرق خيام المنتفضين بعدما قتلوا ما قتلوا و جرجوا ما جرحوا منهم .

لقد كانوا امناء جدا لعملية التمثيل فقد مثلوها بالارض التي كانت عاصمة الامام علي وفي الارض التي حدثت فيها مذبحة الطف . ولكي يبرهنوا على مصداقيتهم فقد تطوع (حجة الاسلام و المسلمين) مقتدى الصدر ابن المرجع الاعلى للشيعة محمد صادق الصدر وابن اخ العلامة المفكر محمد باقر الصدر اللذان قتلهما صدام حسين ان يقوم هو بالعمل بدلا من غيره و يأمر بحرق خيام المعتصمين قي النجف والناصرية وكربلاء والديوانية وبغداد كما فعل جيش يزيد في الحسين.

عزيزي القارئ هل وجدت وفاءُ اكثر من هذا الوفاء.
وهل اكتشفت قوة النسب وروابط القربى بين الشباطين شباط 1963و شباط 2020 ؟


 06/02/2020


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter