|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  26 / 1 / 2020                                 صبيح الزهيري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الم يحن الوقت للخروج من هذه الديماغوجية

صبيح الزهيري
(موقع الناس)

الديماغوجية كلمة يونانية معناها خداع الناس و اغراءهم و تشتيت افكارهم بواسطة التلاعب بالالفاظ اللغوية و العواطف الملتهبة عند الناس لغرض طمس الحقائق العلمية و استبدالها اما بشعارات جوفاء او ممارسات بعيدة عن الحقيقة  .

لعل هذا التعريف ينطبق على ما نراه اليوم في العراق . وللاسف فقد رصدت مجموعة كبيرة من انواع الديماغوجية و لكني سأتناول بعضها فقط لضيق الوقت .

الحلقة الاولى : الاسلام السياسي و الامبريالية خاصة الامريكية
تباكى الاسلامويون على كسب مودة الامريكان و تذللوا لهم الى حد تقبيل الاحذية لكي يحتلوا العراق المسلم (عفوا يحررونه) من نظام صدام الدكتاتوري الكافر الذي يقتل الابرياء و يجوع الفقراء من الشيعة و لذلك نظموا من اجل تحرير العراق مؤتمرات عديدة مع الامريكان (فينا – صلاح الدين – واشنطن – لندن) .

كما رقصوا فرحا عندما سمعوا بقانون تحرير العراق الذي شرعه الامريكان (المؤمنين بوحدانية الله و حقوق الانسان و خاصة حقوق اهل البيت) ولم نسمع انذاك بان الامريكان كفرة كونهم مسيحيين بل مؤمنون و اصحاب كتاب منزل وهذا عكس ما نسمع الان حيث ويكثرون من السب و الشتم و التكفير لهم و يعلنون ان كل ما عندهم كافر و نكس. (لكن منتجاتهم المستوردة نظيفة و مطهرة) لا يستغنون عنها ابداٌ .

وبعد ان سمحوا للامريكان باحتلال العراق و تدميره و كافأهم المحتل بتسليمهم السلطة المقيدة بالاتفاقيات المذلة معهم , رفعوا شعار محاربة المحتل الكافر - طبعا في العلن و امام جمهورهم (القطيع) .

اما في السر فان علاقتهم بالامريكان (دهن وبس) وقد ردوا الجميل لاسيادهم بايداع ثروات العراق التي سرقوها من قوت الشعب العراقي في بنوكهم (لكونه المكان الحلال الامين) و لم يقصروا في تنشيط اقتصاد اسيادهم فقد اشتروا افخر الفيلات و الشقق و الفنادق ودور اللهو الليلي و الجزر السياحية .

في الوقت الذي مازالوا ينعقون باصوات عالية ويمارسون ممارسات صبيانية بـ (مقاومة المحتل وطرده). . فانه بالسر(اسكت لا يسمع عمك) . حسبما صرح بذلك كبار المسؤلين الامريكان .

اما موت الحسين عطشا و قتله جرما و مأساته قصة تبكي الحجر فلا يتذكرونها الا في عاشوراء حيث يحلبون بها (قوت اولاد الخايبة) من بسطاء المؤمنين الطيبين وتحت شعار (ادفع لحب الحسين و خمس المهدي. و يلقنونهم بان واجب الشيعة الشرعي في العراق هو زيادة اللطم و شج الرؤوس و السير حفاة الى كربلاء (لكي يزداد اجرهم عند الله) فالدنيا فانية و لا قيمة للعيش الكريم فيها.

وان واجبهم الشرعي ان يقاوموا المحتل و يخرجونه من ارض العراق ببهلوانيات مقتدى الصدر و عنتريات قيس الخزعلي و ماخور حجي حمزة .
 

 25/01/2020
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter