|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  25 / 9 / 2020                                 صبيح الزهيري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الى سيادة رئيس الوزراء الكاظمي (و الذكرى تنفع المؤمنين)

صبيح الزهيري
(موقع الناس)

كتب الشهيد حسين مروة في جريدة الاخبار اللبنانية بتاريخ 25 ايار 1960 مقالا بعنوان اصلاحات ثورية بوسائل غير ثورية .
وقد حلل في ذلك المقال التناقض بين المشروع الثوري و ادوات تنفيذه اللاثورية و النتائج الكارثية التي نتجت عنه.

كذلك عمل الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم بنفس استنتاج الشهيد حسين مروة وكانت النتيجة كما تعرف يا سيادة رئيس الوزراء كارثة وطنية كبرى للعراق و لشخص ذلك الوطني الغيور

و اليوم تحاول انت - كما يبدو- ان تجرب الاصلاح وفق ذلك النهج الطوبائي المهلك في بلد غارق بالخراب و بالفساد و التعفن و التفسخ .

ولا ادري هل نسيت مأساة عبد الكريم قاسم الذي (مسك العصا من الوسط) .

وهل انت حقا لا تعي ما يحيط بك وما يقف امامك من جدار اصم اسمه المصالح الطبقية للفاسدين و امتيازاتهم التي لا حدود لها والتي لن يتنازلوا عنها ابدا الا في حالة (اقتلاع اسنان ومخالب تلك الذئاب التي ما زالت تفترس هذا الشعب وتقطع اوصاله) (و ان ما اخذ بالقوة لا يسترجع الا بالقوة)

ولعلك تعرف ان من اهم الممارسات التي تسقط ذوي النيات الحسنة هو التردد في اتخاد القرارت الثورية الملائمة للتوجهات الثورية و الذي هو قانون فلسفي متين مفاده (هو ملائمة الشكل للمضمون)
لقد فشلت يا سيادة الرئيس للمرة الثانية في تقليم اظافر الخارجين عن القانون .

مرة في اطلاقك لسراح الذين قصفوا المنطقة الخضراء بالصواريخ و القيت القبض عليهم , ثم اطلقت سراحهم . فما كان منهم الا ان يطوقوا مكان اقامتك الرسمية بالعجلات المصفحة ويذلوك, و لم ينتهي حصارهم لك الا بعد توسلك بهادي العامري و نوري المالكي و قيس الخزعلي و غيرهم الى الحد الذي اجبروك الى الذهاب الى احد بيوتهم لغرض التفاوض معهم وليس حضورهم الى بناية مجلس الوزراء ..

وبذلك ضاعت سمعتك و نزلت اسهمك السياسية و الاجتماعية الى ما يقرب من درجة من الصفر .

وفي المرة الثانية في الناصرية عندما شمرت عن ساعديك وارسلت قوة عسكرية رهيبة مدججة بكل انواع الاسلحة و حتى الطائرات لانقاذ ذلك الشاب المناضل من ايدي الخاطفين .

لكنك رجعت (بخفي حنين) خائبا ذليلا امام صعلوك يسمي نفسه شيخ عشيرة . فماذا تتوقع ان تكون سمعتك بعد الان امام المنتفظين و امام الجماهير المتأملة منك الاصلاح وامام الرأي العام العالمي و الاقليمي ؟

سيادة الرئيس خوفي ان تنطلي عليك ديماغوجية هؤلاء و التي بدأت ملامحها بالظهور و المتمثلة بالتعاطف مع مشروعك الاصلاحي في العلن وحتى بالضجيج الاعلامي وبسعيهم لركوب موجة المطالبة بالاصلاح و التبرؤ من السراق و القتلة و الفاسدين و لكنهم بالسر يعملون لهدمك و هدم مشروعك الاصلاحي و تصفية الانتفاضة الشبابية بشتى الطرق حفاظا على مصالحهم الطبقية و اخفاء لجرائمهم التي لا تحصى.

ان الطريق الواصل الى ضفة النصر قصير جدا وواضح جدا و يعرفه القاصي و الداني و الذي يتلخص بانظمامك الى جماهير الشبيبة الثائرة في ساحات التظاهر واعلانك الانحياز لهم و طلب حمايتهم لك .

و كذلك بفتح الحوار مع القوى المدنية و الديمقراطية لتبني صيغة وخطة اصلاح وطنية تتماشى مع طموحات هذا الشعب الصابر.

وعندئذ ستلاقي الدعم و الاسناد من شعبك الابي و ستلتحق بك ملايين من جياع هذا الشعب وسيصنعون من اجساهم جدارا فولاذيا لحمايتك كما عملت جماهير تموز لعبد الكريم قاسم وجماهير كوبا لكاسترو وجماهير فنزويلا لهوكو شافيز وجماهير نيكاراكوا لنوريكا .

(و الذكرى تنفع المؤمنين)

 

25/ 9/2020

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter