|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  1 / 5 / 2020                                 صبيح الزهيري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الى مازن الحسوني مع اطيب التحيات

صبيح الزهيري
(موقع الناس)

اخي مازن الحسوني / بعد التحية اولا اشكر مشاعرك اتجاه الحزب و غيرتك عليه .

ثانيا يجب ان تتذكر ان الحزب الشيوعي العراقي مثل او استنسخ تاريخ العراق الحديث و منذ تأسيس الدولة العراقية . كما انه لم يؤسس لمرحلة محددة او لسنوات معدودة بل ليستمر حتى بناء المجتمع الاشتراكي بالعراق عبر سلسلة من المراحل الانتقالية العديدة (انجاز مرحلة التحرر الوطني - ثم انجاز مرحلة الدولة الوطنية الديمقراطية - ثم استكمال مقدمات الانتقال للاشتراكية بعد تحديث الدولة العراقية و تصنيعها . هذه المهام الجسيمة و الثقيلة تحملها الحزب لوحده بسبب.

اولا التخلف الهائل والمتنوع و المركب للمجتمع العراقي و ثانيا الطمع الامبريالي العالمي بخيراته و ثالثا ضعف الحركة الوطنية العراقية طيلة العقود الثمانية و النصف الماضية . واعتقد انك تعرف ما اصاب حركات التحرر الوطني و القوى اليسارية من وهن و ضعف منذ سبعينات القرن الماضي و ما زالت وكان الحزب الشيوعي العراقي اكثر المتضررين و قدم الاف الشهداء و مارس كل اساليب النضال و قدم مصلحة الوطن و القوى الوطنية على مصلحته (قووا تنظيم حزبكم ، قووا تنظيم الحركة الوطنية)-
النظام الداخلي للحزب .

وقف الحزب ضد فكرة الحرب و الاحتلال و ضد الدكتاتورية بنفس الوقت ووضع مسألة وجود الدولة العراقية (في بؤبؤ عينيه) . فالحزب يعرف ما هو المحتل و ما اعراضه و لماذا منح السلطة للاسلام السياسي العميل و المتخلف و يعرف ان ميزان القوى ليست لصالحه في العقدين الماضين لكنه كان يراهن على النضوج الثوري عند الجماهير و التي تلوثت كثيرا جراء الكتاتورية الصدامية و الاسلام السياسي الرجعي للاسف.

و لذلك اتبع سياسة طول النفس مع هذه القوى من جهة و اعادة تنظيم صفوفة من جديد من جهة اخرى . فهو لم يفكر ابدا بالوصول للسلطة بالاسلوب السائد الان .ولكن دوره سيظهر مع تصاعد الوعي الاجتماعي الثوري و الذي تغذيه السلطة الفاشلة يوميا بفشلها المتواصل وهذه سمة الاحزاب الثورية الماركسية .

فالحزب الشيوعي لا يصنع الثورة و لكن يعمل على تربيتها و هندسة طريقها ثم يقودها عندما تنضج ظروفها . وهذه الحقيقة يعرفها العدو الطبقي محليا و عالميا و لذلك يعمل - اي العدو - دائما الى جر الحزب الى معارك جانبية في ظروف غير ناضجة كي يدمره و بذلك يؤمن مستقبله من (شر هذا المهندس البارع) و لذلك فالحزب وجد ليبقى رغم كل الظروف و الصعاب و حذاري من العواطف الجياشة التي يروج لها العدو الطبقي .

تحياتي


 30/4/2020

 


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter