|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  2  / 11  / 2022                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

السوداني ونظافة اليد

سعد السعيدي
(موقع الناس)

ظهر في الاعلام اول امس خبر افصاح هيئة النزاهة عن الذمة المالية للسوداني رئيس الوزراء المكلف.

يعرف الجميع مقدار مصداقية إخبارات هذه الهيئة عن الذمم المالية للمسؤولين. وهي عدم وجود ادنى قيمة لها. إذ لا توفر الهيئة طريقة للتحقق مما تقوله. فلم نتمكن يوم الاحد الماضي من دخول موقعها على الشبكة للتحقق من صحة إخبار هذه الهيئة. إذ اكتشفنا بانه مغلق لنا نحن المواطنين العاديين ما شاء الله ولا يمكن فتحه ! وهو قد اغلق بالعوبة برمجية. وهي طريقة مبتكرة للهيئة كما يرى في اصدارها للذمم المالية هذه وهو ما نراه متعمدا ويكون امرا ثالما لمصداقية هذه الهيئة الاتحادية. كذلك وهذا هو الاهم فاننا لا نعرف كيفية قيامها بالتحقيق في استمارات الافصاح المحالة اليها. وهو ما اشرنا اليه عدة مرات في السابق. فهي لا تعلمنا بهذا الامر بالمطلق وتعامله وكأنه اسرار عسكرية وهو ما يعني عدم جديتها. وان الامر بالنتيجة لا يعدو عن كونه محاولة للتغطية على رئيس الحكومة لاظهاره بمظهر النظيف والحريص ولامتصاص اية حجة يمكن ان تظهر حول مصداقيته هو خصوصا وانه يبدو عليها متابعة ما نضعه على مواقع التواصل الاجتماعي. وحالة النائب السابق هيثم الجبوري والذي انكشف مؤخرا عن كونه من حيتان الفساد واضحة تدل على كيفية قيام الهيئة بعملها. لكن غفل عنها نقطة اساسية وهي اننا لسنا بالاغبياء.

لذلك نقول لمحمد شياع السوداني انه ما دمنا في وضعية استحالة التحقق من اصدار هذه الذمة فسنعتبر كل ما تصدره هذه النزاهة بمثابة كذبة مخصصة لتلميع شخصه. وهذا يعني ان لديه ما يريد اخفائه ويخاف على هذا من المساءلة. اي ان نظافة الذمة لديه تمر من خلال اخفاء الحقائق. على هذا سنعمل على فضحه باستمرار كون هذه الالاعيب لا تنطلي علينا.

وليس فقط موقع النزاهة الاتحادية هو الذي يتمتع بمزايا انعدام المصداقية. إذ ان مواقع مجلس النواب والوزارات العراقية كلها لا يمكن الدخول اليها بسبب تعمد غلقها بالالاعيب البرمجية. وهي بداية شديدة التوفيق كما يستنتج لحكومة السوداني مع أمرَي الشفافية والمصداقية هذين. فهذا يعني ان القوم يأكلهم التوجس والهلع على الرغم من اسلحتهم وصواريخهم من اية فضيحة يمكن ان تخرج استنادا على معلومات من مواقع وزاراتهم. ونوع الحكومات هذا هو ما تصفق له وترتاح انظمة الاتحاد الاوروبي وممثلتهم في بغداد. فهؤلاء لا يهمهم من امر العراق إلا من كونه صنبور نفط لهم وسوق لمنتجاتهم.

وعدا ذمة السوداني الحالية فاننا لا علم لنا عن ذممه المالية السابقة عندما كان محافظا لميسان عن دولة القانون ووزيرا لعدة مرات واخيرا عضوا في مجلس النواب. ولم تعلمنا الهيئة عن اسباب صمتها عن غياب امر هذه الذمم السابقة. وهو ما يدفعنا للشك بمصداقيتها اكثر. وعلى ذكر محافظة ميسان فلنا الحق بمساءلة السوداني عن اوضاع منافذها الحدودية وقت تبوئه منصب المحافظ وإن كان يقوم بغض النظر عن التهريب منها لصالح الجارة اياها التي يعمل رئيس ائتلافه لصالحها. وقطعا فهو يعرف الكثير بحيث انه لن يحتاج لمراجعة مقالتنا حولها مما نشرنا قبل سنتين. لهذا لا يثير دهشتنا صمت السوداني وقتها بعد نشرنا لتلك المقالة ولا صمت المحافظ الصدري الحالي حول نفس الامر.

ولما كان السوداني تنقصه المصداقية مع خبر النزاهة الآنف فلا بد لنا من التنبيه من انه سيقوم بمعية وزيره الاطاري للنفط حيان عبد الغني بالدوس على قرار المحكمة الاتحادية لشباط الماضي المتعلق بنفط الاقليم. ومع وزيره الاطاري الآخر رزاق محيبس سيقوم بتسهيل عقد الاتفاقية النهائية للربط السككي العزيز على ايران على حساب ميناء الفاو. فهذان امران متوقعان ونتحدى السوداني ان يقول العكس. وهو قد بدأ بتطمين ايران حول ما سماه بتعزيز الشراكة معها مما سيكون طبعا على حساب مصالح العراق.

نقول في الختام انه ليس في صالح العراق وجود حكومة يكون على رأسها مثل هذا السوداني. وسنكون له شاكرين لو انه يقدم استقالته فورا.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter