|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  1  / 1  / 2022                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اتفاقية الربط السككي مع ايران خيانة لمصالح العراق العليا

سعد السعيدي
(موقع الناس)

قام الكاتب علاء اللامي بتاريخ 28 كانون الاول 2021 بنشر مقالة حول قيام الكاظمي بمنح ايران امتياز الربط السككي. وقد ذكر اللامي شيئا عن امر مذكرة تفاهم. امر هذه المذكرة كان قد ذكرها نقلا من مقالة اخرى نشرت في نفس اليوم على موقع العالم الجديد.

لما كنا من المهتمين بامر هذا الربط المنبوذ ولكوننا قد قمنا بالتذكير بامره قبل سنتين فقد اثار اهتمامنا. في الحقيقة وبعد البحث السريع قد وجدنا بان ما سمي بمذكرة التفاهم هي ليست كذلك. فهي اتفاقية كاملة، لكن جرت بمعية عمليات خداع للرأي العام العراقي بشأنها. إذ قد اخفي نصها ولم ينشر في اي مكان. وإخفاء النص معناه ان ثمة محاولة لتمرير الامر بالكذب والخداع. الاثبات الآخر هو ان خبرها يحدد بدء عمليات إنشائها ضمن 30 يوما كحد اقصى. فمذكرات التفاهم تختص بوزارة واحدة وتحدد التزامات متبادلة دون ان تكون هناك تفاصيل. من هذه هو تحديد لحظة بدء التنفيذ. لكننا لن نحتاج للاسترسال في الامر. إذ يؤكد خبر موقع السومرية كلامنا من كونها اتفاقية تنفيذ كاملة لا مذكرة تفاهم (1).

لقد كانت التحضيرات الحكومية لابرام اتفاقية الربط السككي قد بدأت منذ عام تقريبا، منذ كانون الثاني الماضي (2). اي بعد حادثة اللغم البحري المعروفة. ولم تكن اخبار هذا الربط تنشر في كل وسائل الاعلام، إنما في اخرى معظمها غير معروفة. وفي مواقع اخرى كان يجري نشر اخبار مفصلة عن ميناء الفاو والربط السككي مع تركيا. اي انه كان يجري بالاخبار الاخيرة التغطية على الاخبار الاولى. وهذا التصرف هو ليس إلا خيانة ومحاولة لخداع المتابعين. ومن خلال البحث السريع قد رأينا بان حتى لهذه المواقع المصطفاة كان يجري ايراد المعلومات بشكل مموه ومخادع. فكان يجري التلاعب طوال السنة باخبار المفاوضات حول هذا الربط. فمرة هي كانت مذكرة تفاهم ومرة هي اتفاقية موقعة منذ زمن، ثم في خبر آخر تكرار للاخيرة قبل العودة في خبر آخر الى المذكرة. وهكذا دواليك حتى وصلنا الى هذه الايام حيث جرى مؤخرا الاشاعة مرة اخرى بان ما وقع عليه هو مذكرة تفاهم وهو ما نجح في خداع المتابعين. بينما الحقيقة هي التوقيع على الاتفاقية النهائية كما اسلفنا وعلى موقع آخر مغاير لموقع خبر مذكرة التفاهم. وكل هذا لتجنب المساءلة الشعبية. والكاظمي هو وحكومته في هذا يتواطأ مع الايرانيين لخداع العراقيين. هذه الطريقة في نشر الاخبار المموهة وبالتقطير تذكر بالطريقة التي اتبعتها حكومة العبادي والاعلام المتحالف معها سابقا عندما كان يجري الاعلان عن اتفاقية بناء انبوب نفط العقبة. إذ كان ذلك الاعلام يقوم بنشر الاخبار بشكل متباعد وبالتقطير وكأنه كان يقوم بعملية جس نبض.

من الواضح بان الكاظمي كان يقوم ايضا باستغلال احداث البلد المتسارعة للتقدم بامر الربط السككي كما نرى في تغريدته هذه في آذار الماضي والتي لم تنقلها إلا بضعة مواقع (3). كذلك فإن اختيار فترة انشغال الناس باعياد نهاية السنة ليس بريئا ولم يجر اعتباطا. إذ ان الوفد الايراني قد قدم يوم 25 كانون الثاني وجرى التوقيع على اتفاقية البدء بتنفيذ الربط في نفس اليوم، والاعلان عنها في اليوم التالي كمذكرة تفاهم.

في هذه الاوضاع نعود الى المادة (64) من الدستور. هذه المادة الواضحة تقول بان الحكومة تعتبر مستقيلة وتواصل تصريف الاعمال اليومية عند حل مجلس النواب. وهو ما يعني مع الجملة الاخيرة انتهاء الصلاحيات الكاملة للحكومة. فلن تعمل إلا بصلاحيات منقوصة لتصريف الاعمال. ولا يدخل من ضمن الجملة الاخيرة اي شيء خارجها من مثل اتفاقية دولية مهما كانت حتى ولو كانت مذكرة تفاهم. فهذه ليست اعمال يومية. وامر تصريف الاعمال كان يجب ان يؤطر كما طالبنا في السابق بقانون. ولما لم يشرع مثل هذا القانون بعد، يكون القانون هو قرار الشعب. فهو مصدر السلطات كما يعرف الجميع. والكاظمي قد قام بهذا الخرق وهو يعرف انه يتجاوز على القانون. لكن متى كان هذا الشخص غير متجاوز على الدستور والقانون ؟ الم يرسل حراسه قبل اشهر لاعتقال شخص فضح امر اختلاسه للمال العام ؟

لحسن الحظ فإن اخبار الرفض الشعبي لامر الربط السككي مع اية دولة كانت، كانت تتصاعد في السابق مع كل خبر من هذا النوع. وهو ما يمكن الاطلاع عليه على موقع المربد باستخدام محركه للبحث.

كل هذه الاكاذيب والتلاعب بالاخبار والعناوين والوثائق والنوايا تدل على ان الكاظمي لا يتوانى عن ضرب مصالح العراق عرض الحائط لاجل الحصول على كرسي الولاية الثانية. يدعمه في ذلك تلك القوى الدولية التي اتت به. اما داعمه الآخر المعمم فهذا ايضا لا يهمه من امر العراق من شيء قدر اهتمامه بالاستحواذ على الاموال التي كان قد حرمه منها المالكي سابقا واحزاب الاطار لاحقا. وهو ايضا يريد ارضاء الايرانيين على الرغم مما يحاول اشاعته من معارضته لهم. وصمته يفضحه مثلما فضحه في مواقف اخرى سابقة نذكر منها على سبيل المثال التظاهرات الشعبية قبل سنوات ضد شركات خصخصة الكهرباء وجبايتها. وهو هناك كان بطلا لشركات الكهرباء مثلما هو هنا بطلا للمصالح الايرانية.

اما احزاب تشرين فننتظر منهم موقف الآن حتى قبل ادائهم قسم المادة (50) النيابي. إذ لا نظن بان ناخبيهم قد اوصلوهم لمجلس النواب كي يلتزموا الصمت هكذا. فالاحتمال الوارد هو ان العمل بالربط السككي سوف يبدأ قريبا حتى قبل انقضاء فترة ال 30 يوما المذكورة في اتفاق التنفيذ. اي ربما قبل ادائهم لذلك القسم. وقد يجري تعمد تأخير التئام المجلس الجديد كي يبادر الى البدء باعمال البناء. فالوقت يضغط والامر لا يحتمل الانتظار. ونعول طبعا على الموقف الشعبي للتذكير برفضه لاية اتفاقيات ربط سككي وبيع مصالح العراق لاجل كرسي زائل.

نطالب باحالة الكاظمي الى القضاء لخيانته مصالح العراق العليا وحنثه باليمين الدستوري وذلك بالتآمر مع دولة اخرى مع مشروع ربط سككي.
 


روابط المقالة :
(1) العراق وإيران يوقعان اتفاقية تخص "الربط السككي"
https://www.alsumaria.tv/news/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%
D8%AF/406982/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%
D9%88%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%88%
D9%82%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%
D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AE%D8%B5-%D8%A7%D9%84%
D8%B1%D8%A8%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D9%83%D9%8A

(2) إعداد مسودة مذكرة الربط السككي بين البصرة وشلمجة في إيران - ميدل ايست نيوز بالعربي
 https://mdeast.news/ar/2021/01/24/%D8%A5%D8%B9%D8%AF%D8%A7%
D8%AF-%D9%85%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%B0%
D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D8%B7-%
D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D9%83%D9%8A-%D8%A8%
D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8

(3) المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء... اكملنا اتفاقية ربط السكك الحديدية بين العراق وايران ما سيربط العراق بشمال الصين ويخلق فرصا واسعة له
https://twitter.com/iraqipmo/status/1371436564203593738 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter