|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  19  / 7 / 2014                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

داعش تجني ما يقدر بمليون دولار في اليوم من تهريب الخام *
 

محمد حسين وكريستين فان دن تورن ، باتريك أوزكود وبن لاندو
ترجمة : سعد السعيدي

طوز خورماتو 

منذ غزوها لمساحات كبيرة من شمال ووسط العراق، ودولة العراق الإسلامية والشام (داعش) تقوم بتهريب كميات متزايدة من الخام المسروق من المنشآت النفطية العراقية المتهالكة لمشترين في إقليم كردستان. وقد اتاح هذا للمجموعة المتطرفة بجني ما يقدر بمليون دولار في اليوم.

وقد وصلت الشاحنات الأولى المحملة بخام داعش إلى طوز خورماتو. وهي بلدة ذات أغلبية تركمانية واقعة منذ فترة طويلة في بؤرة التوتر العرقي والإداري ، وذلك بعد يومين فقط من سقوط غالبية محافظة صلاح الدين بيد مسلحي داعش منتصف حزيران.

ويجري نهب النفط من خطوط الأنابيب ومواقع التخزين وحقول النفط في المنطقة التي يسيطر عليها مسلحو داعش وفقاً لشخصين مشاركين في التهريب ومسؤول في شركة نفط الشمال الذي يراقب العملية التجارية ومسؤولون حكوميون وأمنيون آخرون.

في المراحل المبكرة من عملية التهريب ، تم بيع صهاريج محملة بالخام إلى وسطاء. وبسبب نمو هذه التجارة وازدياد الصعوبات التي تفرضها السلطات الكردية على حركة الشاحنات ، تحولت داعش الى البيع المباشر للمهربين الذين يقودون صهاريجهم الخاصة.

يتم تهريب النفط الخام الى إقليم كردستان حيث يتم تكريره محليا في مصافٍ صغيرة غير مرخصة في اربيل والسليمانية ، حسب مسؤول في الحكومة المحلية واثنين من تجار النفط في السليمانية. ولا يبدو ان الحكومتين العراقية والكردية قد فرضتا عقوبات على التجارة. لكنهما لم تتمكنا أيضا من منعها.

وقال مسؤول حكومي محلي واثنان من المهربين المشاركين في التجارة بان داعش قد بدأت من خلال بيع ناقلات محملة بما يعادل 5 ملايين دينار عراقي (4167 دولار). اي حوالي 26 دولارا للبرميل ، لحفنة من السماسرة على مشارف طوز خورماتو. وذكر فيما بعد بان المهربين أخذوا النفط الخام الى كردستان حيث باعوه لمشترين هناك بحوالي 12 مليون دينار عراقي (10,000 دولار) ، أو 63 دولارا للبرميل. وفقاً لمصدر شركة نفط الشمال والمهربين والمسؤول المحلي وشلال عبد بابان رئيس بلدية الطوز.

وعلى مدى الايام ال 10 الماضية ، نمت تجارة داعش النفطية بحيث توسعت مشاركتها في العمليات. وقد توقفوا عن استخدام الوسطاء وطردوا الجماعات المسلحة الأخرى التي كانت تشارك في العملية. إذ يقومون الآن بملء أكثر من 100 شاحنة من النفط يوميا ، حيث يبيعون كل شحنة صهاريج لما يتراوح بين 8 و 14 مليون دينار (من 6,600 إلى 11,666 دولار).

وقال "يعتمد سعر الخام على عدد سواق الصهاريج الذين يطلبونه. فإن كان هناك الكثير منهم ، يجري رفع الثمن ، والعكس صحيح" ، كما يقول احد السواق الذي كان يشتري الخام من داعش لحسابه هو.

لفترة طويلة كان التهريب لاعبا اساسيا في تجارة النفط في العراق. وقد استخدمه صدام حسين للحصول على الايرادات المالية خلال فترة العقوبات الدولية على العراق بعد عام 1991. وقام المتمردون والعصابات الإجرامية بسرقة النفط وبيعه منذ عام 2003 ، ولو ان الحكومات الامريكية والعراقية قد افلحت في تقليص الكثير من نشاطاتهم في السنوات الأخيرة.

الآن يسيطر مقاتلون معادون للحكومة العراقية على أراض تحتوي على حقول نفط ومصاف وخطوط أنابيب ملآى بكل من النفط الخام والوقود المصفى. فتنظيم داعش الذي اعاد تسمية نفسه "الدولة الإسلامية" بعد أن أعلن زعيمه الخلافة الإسلامية الجديدة على الأراضي الواقعة تحت سيطرته ، يستفيد من شبكات التهريب هذه التي انشأت سابقا للحصول على إيرادات كبيرة لتمويل عملياته.

ووفقا لملا حسن كرمياني ، وهو عضو كردي في مجلس محافظة صلاح الدين من طوز خورماتو ، فقد بدأ التهريب بعد يومين فقط من سقوط المحافظة بيد مسلحي تنظيم داعش والمتمردين المحليين.

تهريب النفط بالشاحنات
تشير السرعة التي بدأ بها تنظيم داعش في استغلال البنية التحتية النفطية العراقية , إلى أنهم كانوا يستهدفون الأصول النفطية كمصدر للدخل. وقد أظهروا أنهم كانوا أيضا يعتزمون السيطرة على مواقع نفطية قادرة على إنتاج مستدام.

"كان مصدر تنظيم داعش الأول للنفط هو سبعة آبار نفط في جبال حمرين جنوب كركوك على الجانب الأيمن من طريق كركوك تكريت" ، قال كرمياني وهو يشير إلى آبار حقل عجيل ، وربما ايضآ إلى حقل نفط حمرين.

وقال ضابط رفيع في الأسايش وهو جهاز مخابرات كردستان (جرى التحقق من هويته شرط عدم كشفها) , أن المصدر الرئيسي للنفط المهرب هو حقول جبال حمرين في محافظة صلاح الدين حيث تقع حقول نفط حمرين وعجيل.

بمجرد انسحاب الجيش العراقي يكمل كرمياني ، قامت جماعة أنصار السنة التي ساندت غزو تنظيم داعش في محافظة صلاح الدين بالسيطرة على حقل عجيل جنوب غرب كركوك. ولكن في 25 حزيران ، طرد تنظيم داعش هذه الجماعة من الحقل ليتسنى له تشغيله مباشرة. ومنذ ذلك الحين ، ازداد بشكل كبير نشاط تنظيم داعش في نقل النفط بالشاحنات.

وقال مسؤول كبير في شركة نفط الشمال العراقية الذي يتابع مآل ممتلكات الشركة "انهم يقومون بتحميل حوالي 20,000 برميل يوميا" من عجيل. والسعة الانتاجية للحقل محدودة بسبب قيود متعلقة بالبنية التحتية. وقال المسؤول أنه يمكن للحقل أن ينتج حتى 40,000 برميل يوميا بشرط الانتهاء من خط ثان للانابيب. وقبل أعمال العنف الأخيرة التي اوقفت قطاع نفط الشمال كان الحقل ينتج 20,000 برميل يوميا.

وقال ضابط الأسايش "انهم يبيعون نحو 100 ناقلة كل يوم"، مضيفاً بان "المسلحين الذين يبيعون الخام قد حاولوا رفع سعره الى 11000 دولار للناقلة ، لكن جوبهوا برفض المهربين الذين ما زالوا يشترونه ب 9000 دولار".

وال 20,000 برميل من الإنتاج اليومي لحقل عجيل تكفي لملء 125 ناقلة نفط قياسية الحجم. فإن كان تنظيم داعش يبيع حقآ هذا العدد الكبير من الناقلات ب 9000 دولار \ ناقلة كل يوم ، فلابد إن إيراداته اليومية تكون 1125000 دولار.

بدأ إنتاج حمرين ب 4,500 برميل يوميا في شباط الماضي. وكانت المرحلة الأولى من خطة التطوير بهدف الوصول الى 60,000 برميل يوميا قيد التطبيق وفقا لعدة مسؤولين كبار في شركة نفط الشمال. ومن غير الواضح فيما إذا كان تنظيم داعش يبيع النفط من حمرين أيضاً أو فيما إذا كان يحاول زيادة الإنتاج.

"يؤخذ النفط إلى مصاف على طول الطريق بين كركوك وأربيل في منطقة تعرف باسم قوش تبة. حيث تقع مصاف اهلية صغيرة هناك" ، حسب تاجر نفط في السليمانية.

واضاف انه تأتيه باستمرار اتصالات هاتفية من سواق صهاريج ممن كانوا يعملون لديه يبلغونه أنهم قد اشتروا نفطا خاما من عجيل لما بين 7 و 8 ملايين دينار لكل صهريج ، وأنهم يتطلعون لبيعه.

"لقد تحول سواق الصهاريج الى رجال أعمال"، يقول التاجر. "ولعلمهم المسبق بأن هناك سوقا للخام ، صاروا يذهبون إلى المناطق التي تسيطر عليها داعش لملء صهاريجهم ، ثم يأتون به لمناطق اقليم كردستان لتكريره."

وقد ذكر ضابط الأسايش أيضا إن المسلحين يقومون بعمل ثقوب في أنابيب النفط لمسافات تمتد حتى سامراء جنوبا لتحميل الخام في الصهاريج.

"إن سواق الصهاريج هم من سكان كفري وطوز خورماتو وسليمان بيك ، والنفط الخام يذهب إلى السليمانية"، حسب الضابط. ويؤيد هذا الوصف للأحداث الأشخاص العاملين في التهريب.

يقول احد سواق الصهاريج بأن داعش تقوم بإنشاء حفرة كبيرة للنفط ومن ثم يثقبون أنبوب النفط الذي بين بيجي وكركوك. بعدها يقومون بضخ الخام المتجمع في الحفرة في الصهاريج.

وقال السائق انه استلم شحنة النفط من مسلحين حددوا بوضوح أنهم من داعش. وذلك في منطقة زراعية هادئة الى الجنوب الغربي من بيجي في محافظة صلاح الدين. ويقوم داعش ببيع خام النفط بالصهاريج من نقطة التسليم هذه.

وقال السائق وكذلك العديد من المسؤولين الأمنيين أن داعش يوفر حماية لقافلة صهاريج النفط على طول الطريق ويضمن المرور عبر نقاط التفتيش التي يديرها.

واستطرد السائق قائلا "لقد وضعنا المسلحون في مجموعة من ثماني صهاريج وقدموا حوالي 10 مسلحين لحمايتنا. بقي المسلحون معنا حتى وصلنا بلدة ينكيجة".

وينكيجة هي بلدة صغيرة ذات أغلبية تركمانية تقع على بعد ثلاثة كيلومترات غرب طوز خورماتو على طريق تكريت السريع. وهي المكان الذي يتم فيه إعادة بيع النفط الخام إلى العديد من المشترين من القبائل السنية في المنطقة.

التهريب عبر الطوز
منذ 13 حزيران ، بدأ نحو 25 صهريج محمل بالخام بالخروج يوميا من المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش في طوز خورماتو ، وفقا لاثنين من ضباط البيشمركة في هذه البلدة التي يبدو انها أول نقطة يستخدمها مهربوا النفط للدخول في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد.

وقال أحد ضباط البيشمركة الذي يشغل موقعآ كبيرآ في قاطع عمليات الحدود في الطوز أن أمراً جاء من فوق للسماح لهذه الصهاريج للدخول والخروج من الطوز.

قبل هجوم داعش في حزيران ، كان يدور نزاع حول مسؤولية تأمين طوز خورماتو بين القوات الاتحادية العراقية ومجموعة ميليشيا محلية تركمانية وحكومة إقليم كردستان. بعد غزو داعش ، انتقل جنود البشمركة الكردية الى داخل المدينة وحولها. وبينما كان غالبية السكان قد فروا ، لا تواجه البيشمركة داعش إلا من على مسافة بضعة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من بلدة سليمان بيك العربية.

اما النفط الخام ، فوفقا لشخصين مشاركين في تجارته ، فإنه يصل الى كردستان من خلال نقاط التفتيش التي تمسكها البيشمركة. في البداية ، كان ناقلو الخام يذهبون من جنوب شرق مركز مدينة الطوز إلى سليمان بيك ، وهي بلدة ذات أغلبية من العرب السنة تحت سيطرة تنظيم داعش ، ومن هناك إلى كردستان.

"وقع تنظيم داعش عقدا مع رجل يدعى باقي ياسين من سليمان بيك لبيع النفط الخام. باعوا كل صهريج من النفط الخام ب 5 مليون دينار ، يقول كرمياني. ثم قام باقي ياسين ببيع كل صهريج للمهربين مقابل 11 مليون دينار.

وقد قام "تقرير نفط العراق" بالتحقق من صحة هذه الرواية من أحد سواق الصهاريج ومهرب آخر مشارك في تجارة ياسين. قال المهرب ان هناك خمسة أو ستة مشترين رئيسيين لخام داعش من منطقة جنوب غرب طوز خورماتو. وياسين هو المشتري الرئيسي.
وقال ياسين ان كلا المهربين كان يشتري النفط الخام في ينكيجة ويضمن مرورها من خلال موقع سيطرة البيشمركة على الجانب الغربي من طوز خورماتو ، ثم يقفل عائداً من المدينة إلى الجنوب على طريق سليمان بيك. يدعي المهرب المقرب من ياسين بيع خام النفط لمهربين في منطقة جنوب طوز خورماتو. ثم يقومون بنقله لاحقآً إلى السليمانية للتكرير في المصافي غير الرسمية أو للتصدير عن طريق الصهاريج إلى إيران.

يحقق ياسين ربحاً معتبراً بهذه الرحلة القصيرة. فحسب مهرب من الذين عملوا معه ، يكلف شراء كل صهريج ناقل في البداية 5 ملايين دينار (حوالي 4167 دولار) من داعش. ثم يعيد ياسين بيعها لأكثر من ضعف هذا المبلغ. وقال أيضا أنه منذ 24 حزيران ، بدأت قوات البيشمركة تمنع الصهاريج من اجتياز نقطة التفتيش غرب الطوز.

"نحن نقاتل داعش عند حاجز عسكري ونشتري النفط منها عند حاجز آخر"، قال أحد سكان الطوز ، وهو واحد من الكثيرين ممن يدعون أنهم اشتكوا إلى البيشمركة في أواخر حزيران عن الناقلات التي تجتاز المدينة.

ادت تلك الشكاوى غرضها في نهاية المطاف وأغلقت قوات البيشمركة طريق ينكيجة إلى الغرب من الطوز. في 27 حزيران ، ألقي القبض على 14 من سواق الناقلات التي تنقل خام داعش وفقا لأحد هؤلاء السواق. وقد أفرج عن بعضهم بشرط التوقف عن المشاركة في هذه التجارة. وقال المهرب المقرب من ياسين انه قبض عليه هو أيضا.

صعوبة وقف التهريب
لم تفلح رغم ذلك الاعتقالات والحظر على الصهاريج في وقف تدفق خام داعش غير المشروع.
وقال شاهد عيان في طوز خورماتو وكذلك المهربان الاثنان بان مسار ناقلات قد تم تغييره من مدينة الطوز ونقطة البيشمركة غربها ، حيث قبض على السواق.

ويقول المهربون ان الناقلات تدور الآن حول الطوز من جهة الشمال لتجنبها ، من خلال منطقة تسمى "شاستي وان" . وفي 1 تموز ، كانت التجارة قد تعافت وان حوالي 50 صهريج صارت تسافر إلى كردستان ، وفقا لمسؤول في البيشمركة في طوز خورماتو.

"لقد اكتشفوا طريقا جديدا لتهريب النفط الخام بدلا من طريق ينكيجة. فصاروا يأتون بصهاريجهم إلى طريق كركوك بغداد الرئيسي ، ولم استطع تبيان من اين اتوا" ، قال كرمياني. واضاف أنه إلى جانب تغيير المسار اخرجت داعش ياسين من العملية ، و "صارت تبيع النفط الخام إلى المهربين مباشرة."

ويصر ضابط أسايش من المنطقة على أنه ما كان لهذه التجارة أن تتحقق لو لم تتوافر على دعم بدرجة او باخرى من قبل السلطات الكردية المحلية.

"ينبغي ألا يكون هذا امراً مقبولاً في السياسة الرسمية لحكومة إقليم كردستان ، إلا ان مسؤولين حزبيين كبار هم وراء هذه التجارة. وهم اقوى من ان يستطيع ايقافهم شرطي فقير على حاجز في الطوز" اضاف الضابط. "هذه تجارة مربحة جدا للجميع ; داعش والسواق والمهربين ومسؤولي حكومة إقليم كردستان المشاركين فيها بشكل غير مباشر."
إلا ان مسؤولي إدارة الإقليم في كرميان ينفون حدوث اي تهريب.

"نحن لم نترك أي نفط مهرب من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش يمر من خلال كرميان. فإن وجدناه ، سنمنعه بطبيعة الحال" , كما قال هافال ابراهيم المتحدث باسم إدارة كرميان. "في العام الماضي قرر مدير إدارة كرميان حظر أي شركة نفط لا يوجد لديها عقود مع وزارة الموارد الطبيعية لإقليم كردستان".

لكن يعترف مسؤولون آخرون بحصول تهريب.

"لا البيشمركة ولا حكومة طوز خورماتو المحلية او إدارتها ، ولا الاتحاد الوطني الكردستاني او الأحزاب السياسية الأخرى تقبل بتهريب النفط من مناطق تنظيم داعش. نحن ضد هذا ، لكننا لا نستطيع ايقافه" ، كما يقول حسن برعم نائب مدير مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني في طوز خورماتو.

"تحاول حكومة الإقليم جاهدة لوقف هذا العمل ومنعه ، إلا انه يبدو ان المهربين يستخدمون قدرتهم على رشوة الناس للتغلب على إرادة حكومة إقليم كردستان. والكثير من الناس هم مهربون محترفون ممن يمكنهم تذليل اية صعوبة "، وقال كرمياني "حتى نظام صدام حسين فشل في القضاء على التهريب".


قدم لهذا التقرير محمد حسين وكريستين فان دن تورن من طوز خورماتو والسليمانية. اسماء العراقيون الذين ساهموا بالتقارير من طوز خورماتو تبقى سرية حفاظآ على سلامتهم. قدم باتريك أوزكود واندي واتكينز تقاريرهما من أربيل. بينما قدم بن لاندو تقاريره من أربيل والولايات المتحدة.


* من نشرة "تقرير نفط العراق"
مقالة نشرت بالانجليزية بتاريخ 9 تموز 2014
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter