|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  15  / 11 / 2014                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حكومة المالكي تسمح لطائرات تجسس بالتحليق فوق العراق

سعد السعيدي

في آب الماضي كشفت صحيفة الديلي ميل البريطانية عن قيام طائرات التجسس المعروفة باسم "ريفت جوينت" تابعة لسلاح الجو البريطاني بإجراء طلعات مستمرة فوق شمال العراق بعلم الحكومة العراقية.

و"ريفت جوينت" المستخدمة هي طائرة بوينغ آر سي 135 مجهزة لاغراض التجسس. اجهزة هذه الطائرة تقوم بالتنصت على اتصالات اللاسلكي , وتحديد مواقع الرادار على الارض لتوجيه عمليات القصف او التشويش المضاد لمسافات كبيرة. مدى هذه الطائرة هو 5500 كم , وقاعدة تمركزها هي القاعدة البريطانية في جزيرة قبرص. لا يستخدم هذه الطائرة للآن إلا سلاحي الجو الامريكي والبريطاني ولم تعرض للتصدير خارجهما.

السؤال البديهي الذي يطرح نفسه هنا هو ما يكون غرض السماح لطائرة مثل هذه بالتحليق فوق العراق ؟ فهل ان التصدي لعصابات مثل داعش يستوجب السماح لمثل هذه الطائرات المتطورة بالتحليق فوق البلد بكل حرية بشكل يبعث على الشك باهدافها ؟ وبشكل اوضح نتساءل عما تكون الميزة التي ستوفرها هذه الطائرات للجيش العراقي مما لا يستطيع الحصول عليه بامكانياته الحالية بنفسه ؟

المعروف عن هذه البريطانيا إنها من داعمي الارهاب. فما زالت طرية في الاذهان حادثة إلقاء القبض على الارهابيين من جنودها في البصرة وكيف قامت بمهاجمة مركز الشرطة لاستعادتهم. كذلك فقد تكشف مؤخراً عن علاقات المخابرات البريطانية بداعش وتدريبها لهم ومدهم باسباب الاستمرار. فهل غاب كل هذا عن بال الحكومة العراقية الممثلة بالمالكي وقتها ؟

نحن نرى بان تحليق هذه الطائرة في سماء العراق امر فيه مخاطر على امننا الوطني. فما الذي يضمن الا تتجسس الطائرة على الجيش العراقي , اي القيام بغير مما جرى الادعاء به ؟ فهل سمح مثلاً بتواجد عسكريين عراقيين على متنها ؟ كذلك فإن احدى مناطق عمليات الطائرة المعلنة هي مناطق الايزيديين. وبالنظر لمسار تحليق الطائرة من والى قاعدتها يكون هذا سبب آخر للشك بالاهداف الحقيقية لمهمتها وهو التجسس على اتصالات الدول المجاورة. فبريطانيا هي من المؤيدين لضرب سوريا عسكرياً وتعتبره عملاً قانونياً ! كذلك فانها لم تستبعد المشاركة في ضرب "داعش" داخل سوريا. فهل غابت هذه الخلفية عن بال الحكومة العراقية الممثلة بالمالكي وقتها وقياداته العسكرية المخترقة لدى موافقتهم على تحليق هذه الطائرة ؟ وهل بحجة محاربة الارهاب يسمح لبريطانيا بالتجسس على العراق وكل دول المنطقة ؟ هل حوّلنا خنوع المالكي الى حصان طروادة يا ترى ؟
السؤال الآخر الذي نطرحه : إذا كانت الحكومة العراقية متيقنة من فائدة مثل هذه الطائرات , فلماذا لا تجهز نفسها بها بدلاً من السماح لقوى اجنبية معروفة بضلوعها بالارهاب من استخدامها ؟

نعيد طرح نفس الاسئلة على حكومة العبادي. ونأمل ان يكون مستشاروه العسكريون غير مستشاري المالكي الفاسدين الذين اوهموه قبل سنة بالفكرة الخائبة لتسليح عشائر الفلوجة. نسأل العبادي إن كانت هذه الطائرات ما تزال تحلق فوق العراق وإن كان واعياً بمخاطرها على الامن الوطني ؟

الآن بعد ثلاثة شهور من القصف الجوي الغربي وانكشاف كون هذه العملية مجرد مسرحية استعراضية , الا يحق لنا ان نتساءل عن مدى افادة طائرات التجسس هذه في عمليات قواتنا للحظة حيث ما زال الايزيديون محاصرون في جبل سنجار وداعش تقدمت في بعض مناطق الانبار ؟ الا يحق لنا ان نتساءل عن مصداقية تواجد هذه الطائرات وإن لم يحن الوقت لمطالبتهم بالرحيل عن اجوائنا ؟ إذ ان ضرب وهزم مجرمي داعش لم يتحقق إلا بعزيمة قواتنا البرية والجوية وحدها دون إعانة من هذه القوات الغربية.

ننتظر إجابة العبادي على اسئلتنا...


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter