|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  11  / 12 / 2021                                 سعد السعيدي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الفكرة الخرقاء في التقارب العسكري مع دولة داعمة للارهاب

سعد السعيدي
(موقع الناس)

من الاخبار في الاعلام قد علمنا عن نية حكومة الكاظمي شراء طائرات مسيرة قاصفة من طراز بيرقدار من تركيا من ضمن موازنة التسليح الخاصة بالجيش. وهذا بهدف تأمين المناطق الصحراوية والجبلية سيما الحدود العراقية السورية (انظر رابط الخبر اسفل المقالة).

نرى نحن بوجوب الاحتراس بشدة من القيام بهذا العمل. إذ انه تسرع حكومي إن لم يكن تهورا ينم عن سوء تقدير فاضح. إذ لم تحل بعد جميع المشاكل التي تسببت بها لنا تركيا. فعدا قضايا المياه التي لم تحل تماما بعد ، هناك الدعوى القضائية المقامة ضدها بشأن استحواذها على انبوب النفط العراقي الى جيهان الذي لم تتوصل المحكمة الدولية الى القرار بشأنه بعد. ايضا فتركيا تحتل اراض لنا في بعشيقة وتقدم الدعم لاقليم الشمال الانفصالي. وهو تدخل في شأن داخلي. كذلك وهو الاهم لم تتوقف تركيا عن دعم التنظيمات الارهابية كداعش. إذ مازالت تؤوي هذه وتعمل كجسر لارسالها الى سوريا المجاورة والتي منها تتسرب الى بلدنا. لذلك فاي معنى سيبقى في شراء اسلحة من نفس الدولة المتسببة بالارهاب في بلدنا ؟ ولا ندري كيف يمكن والحال هذا وصف ذاك الذي يدعي البلاهة في هذا الامر ويريد التقارب معها. ألم يدر بخلد الاذكياء الذين اتوا بهذه الفكرة باحتمال قيام تركيا بابتزازنا بهذه الطائرات بالضبط مثلما فعل ويفعل الامريكيون مع الطائرات وباقي الاسلحة التي اشتريناها منهم ؟ وهذا خصوصا مع وجود تنافس شديد واطماع بين دول المنطقة للسيطرة على الاخيرة وعلى بلدانها. فكيف نأتي نحن لنضع انفسنا ورقبة امننا ودفاعنا تحت رحمة إحدى هذه الدول الراعية والداعمة للارهاب ؟

لا توجد دولة جوار واحدة للعراق ليست له معها مشاكل سواء سياسية او اقتصادية. وهذه المشاكل ستستمر حتى الى وقت ربما غير منظور. ولا يجوز في هذه الحالة التفكير بتسليح الجيش من دول مثل هذه. إن ما نرى الاجدر القيام به في هذا المجال هو بتطويرنا لسلاح مضاد لهذا النوع من الطائرات بموازاة القيام بتصنيعها محليا. فلا تنقص بلدنا العقول لهذا. وإلا فلماذا جرى إنشاء هيئة للتصنيع الحربي ؟ والبداية تكون مثلا بتطوير طرق رصد هذه الطائرات. فعلى الشبكة يوجد الكثير من المعلومات حول طرق الرصد هذه للتشويش عليها او اسقاطها. ليكن معلوما بان كل الدول المصنعة لمثل هذه الطائرات المسيرة قد طورت اسلحة مضادة لها وإن لا تعلن عنها. وقطعا اسلحة اخرى مضادة لهذه الاخيرة. لكن النقطة الاهم التي غفل عنها اذكياؤنا هو ان اقتناء هذه المسيرات لن يمنع هجمات المسيرات المماثلة لها التي يمتلكها اعداؤنا. ومن يغار ويحرص على استقلال بلده لا يذهب للتسوق من دول داعمة للارهاب. ومثال امريكا واضح للعيان. يجب وضع حد لهذا التفكير الساذج والقاصر المتمثل بالذهاب نحو ايا كان للتسوق للجيش منه. ومعظم دول الجوار لو لاحظ الكاظمي غير الذكي في هذه الامور ومستشاريه الفاشلين سيرى بانها كلها تطور صناعاتها العسكرية الخاصة. ولا تستورد من الخارج إلا ما تعجز عن تصنيعه عندها. وكمثال فقد تمكن الايرانيون قبل عدة سنوات من السيطرة على مسيرة امريكية كبيرة وهي في الجو كانت تحوم فوق بلدهم والهبوط بها على الارض عندهم !! فحري بالكاظمي وقياداته العسكرية القاصرة هذه إن لم تكن عميلة التعلم مما يحصل ويجري حواليه. إن تركيا تقصف بلدنا ليلا ونهارا. فهل ان فكرة الكاظمي العبقرية ستقنعها بالتوقف عن هذه التصرفات ؟ وهل ستقنعها باعادة اراضينا التي تحتلها في بعشيقة وغيرها عند الشريط الحدودي ؟ وهل ستقنعها ايضا بالتوقف عن حشر انفها في شؤوننا الداخلية وعن توفير الدعم والحماية لدكتاتوريات واقطاعيات اقليم الاكراد ؟ ما طريقة التفكير الساذجة هذه الى حد اللعنة والتي لا ندري من يكون صاحبها ؟ وتركيا هي من ادخل الدواعش الى بلدنا وجواره وما زالت. ويبدو ان ثمة من يريد تناسي قصة ضباط مخابراتها الذين كانوا يتنقلون بحرية جوا في شمال البلد بتسهيل من عميلهم المعروف هناك.

ان التكاليف الباهظة لاعادة الاعمار التي تسبب به لنا ارهابيو هذه الجارة الشمالية هي ما سيتوجب علينا تحمله لفترة طويلة. وغير هذا الاعمال الاجرامية ضد المتاحف والمواقع الاثرية مما يرقى في القانون الدولي الى جرائم حرب. وموقف تركيا في امر الارهاب لحد الآن هو غير مقبول بالمطلق. من الواضح بان ثمة من اعتبر الربط السككي معها بمثابة المطهر لكل افعالها السابقة والحالية ليجري تحويلها الى شريكة يعتمد عليها. اننا نرى في هذا الخبر دليل اضافي على عدم كفاءة الكاظمي للتجديد له كرئيس للوزراء.

ننتظر قيام الكاظمي بالعدول عن هذه الفكرة الخرقاء وغير الذكية ونسيانها تماما.


رابط الخبر :

مصادر عراقية تكشف عن صفقة لشراء طائرات "بيرقدار" التركية

https://www.alaraby.co.uk/politics/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9-%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%22%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%82%D8%AF%D8%A7%D8%B1%22-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter