|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  3  / 6 / 2015                                 د. سلام يوسف                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

في يوم الطفل العالمي .. ماذا جنى الطفل العراقي ؟

د. سلام يوسف

لا نختلف في مشاعرنا تجاه الطفولة العراقية، أنها طفولة بائسة، متألمة، حزينة، واستحالت من طفولة بريئة، الى طفولة متوحشة، بل نما عنها فتيان وفتيات، شبان وشابات، يحملون في طيات وثنايا أخلاقهم وتربيتهم، مشاريع من الانحراف والعَوز التعليمي والعلمي الثقافي والفكري، يحملون كم هائل من مشاعر الحرمان والألم النفسي.

فشبان اليوم أطفال الأمس، بدأت حياتهم في ظل نظام حكم الطاغية، فتحوا عيونهم على الدمار والدم وإباحة المال والعِرضْ جرّاء مآثره العسكرية، خبأنا رؤوس أطفالنا في أحضاننا خوفاً عليهم من غارة، بل خوفنا ولّد فيهم الخوف، فهم لا يعرفون ولا يفقهون ما يجري، لا يعلمون أن حاكماً دنيئاً حاقداً ناقماً يحكمنا ويحكمهم بالحديد والنار، لا يعلمون أنه نصب المحارق في كل مكان في داخل البلد وعلى حدوده، صورٌ مؤلمة تناثرت بين أزقة المدن ومنعطفات القرى، فالكثير من الأطفال نشؤا وأمنياتهم أن لا يكون خبر استشهاد أبائهم الذين قتلتهم آلة الحرب العراقية – الإيرانية، صحيحاً، أمنياتهم أن يعود أشقائهم الأسرى، لكنهم لا يعلمون بمماتهم في الأسر أو أنهم عادوا يحملون العديد من الأمراض الجسدية والنفسية، أمنياتهم ومازالت، أن يجدوا من يدلهم على أبناء الجيران الذين فُقِدوا في تلك الحروب العبثية، بل وبعضهم قتل صدام آبائهم، سواء كمعارضين أو في الحروب، قبل أن يولدوا.

شبان اليوم أطفال الأمس، نشأوا وهم يسمعون أصوات صفارات الإنذار، أو يشاهدون صور من المعركة، أو عدد غير قليل منهم ألبسوهم عنوةً ملابس أشبال صدام الجبان!
هؤلاء الأطفال حينما كبروا عرفوا أن صدام يعني حطام..!
شبان اليوم أطفال الأمس ،كانت ألعابهم، آلات حربية مصنوعة من البلاستك، فنشأوا وتربوا وحفظوا عن ظهر قلب أناشيد المعركة فتعسكرت عقولهم، وحينما يكتبون في درس الإنشاء من مادة اللغة العربية، تراهم يستعملون مفردات: حرب، جيش، تدريب، عدو، صواريخ ،قنابل، طائرات، القائد...، بدلاً عن السلام والمحبة والتآخي والورود، حتى في رسوماتهم الفطرية ،تجد الدبابة هنا والخوذة هناك.

عاني أطفالنا الكثير، وما أشرت اليه أعلاه لم يكن وليد صدفة أو حقبة بسيطة من الزمن أو جراء أحداث متفرقة ولكن جاء كنتيجة متوقعة لسلسلة من أحداث المراحل الأقتصادية ـ الأجتماعية التي مرت على العراق والعراقيين، فإضافة الى التمايز الطبقي وسطوة الرأسماليين القلّة على الأغلبية الفقيرة والمتوسطة ورغم ما سرده التأريخ العراقي المعاصر من مآسي البسطاء في العهود الاستعمارية(العثمانية والبريطانية) والملكية، ألاّ إن النظام الصدامي المقبور يعد الأعتى والأبلغ والأقوى في تأثيراته الإجرامية على نفسية الطفل العراقي وبالتالي فهو نظام نجح في زرع الخلايا الإجرامية في جسد وعقل الطفل البرئ، وذلك من خلال:ـ
1. تشكيل سرايا أشبال وطلائع وفتوة صدام:وهي تشكيلات عسكرية أدت الى حرف الطفولة البريئة المسالمة نحو التفكير الدموي والتسلطي وبث روح العجرفة العسكرية والنظرة القاسية إزاء المجتمع والزمن بمراحله الآنية والمستقبلية(وهذا ما ثبت لاحقاً)، وذلك بحكم معطيات الضوابط العسكرية التي عاشها هؤلاء المساكين وقد حرموا من المرور الطبيعي المفترض أن تمر به حياة أي طفل، وبالنتيجة فقد أنحرف تفكير الطفل، علماً أن الانتماء لهذه التشكيلات كان قسرياً.
2. تشويه التأريخ وصورته الحقيقة بما يخدم الرؤى الصدامية والتغيير المقصود في المناهج الدراسية خصوصاً لطلبة الصفوف الابتدائية والتي يتوجب تعليمها بما يتناسب مع عقلية ومدارك الأطفال، لقد أستخدم النظام البائد الأساليب الهتلرية في توظيف الدرس والمدارس لطموحاته اللا مشروعة النابعة من نفسيته المريضة.
3. تعليم وتدريب الأحداث على الأساليب اللصوصية من خلال ترغيبهم وترهيبهم للإدلاء بمعلومات عن عائلاتهم، وفعلاً أدت هذه الأساليب الى سجن وإعدام الكثير من أباء وأمهات المغدور بهم، مستفيد من عفويتهم وبراءة تفكيرهم وخوفهم من الكبير.
4. إغراق الأسواق بألعاب ودمى كنهها القسوة والقتل والحروب والتشفي والعدوان وبكل ما ينقل التفكير الطفولي البريء الى عالم العنف والانتقام.
5. لم يغفل النظام الصدامي ولم يعتق هؤلاء الأبرياء، بل أستمر في غيّه فأسس تشكيلاً دموياً أخر أطلق عليه أسم "فدائيو صدام" وجعل منهم متوحشين متدربين وبامتياز بحيث أستخدمهم لذبح الإنسان بواسطة السكين(أستخدمت هذه "الخبرة" لاحقاً حينما التحق بعضهم بعصابات داعش).
6. واستمراراً للمخطط ألأجرامي، فقد توّج نظام صدام أعماله بمؤسسة الجيش الشعبي وحرف حزب البعث بالكامل نحو العسكرة والتسليح.
7. القسوة التي أستخدمها ضد آلاف العائلات العراقية بحجة تبعيتهم الإيرانية وجرّدهم من بيوتهم ووطنهم وأسقط عنهم جنسيتهم والأسلوب الإذلالي الذي أستخدمه ضدهم حيث فرّق بين أفراد العائلة الواحدة، ولكم أن تتخيلوا مدى الدمار النفسي الذي لحق بأطفال هذه العائلات، قبل كبارها!
8. الوحشية التي أستخدمها ضد أطفال كردستان وخصوصاً استخدامه السلاح الكيمياوي ضد الشعب الكردي المظلوم.
9. الحروب الصدامية، أودت بحياة عشرات الألوف وبالذات منهم أصحاب عائلات، فكانت نتائج ذلك:
• نشوء أجيال من الأطفال مع أباء معاقين جسدياً وبعضهم نفسياً.
• نشوء أجيال من الأطفال بلا أب أو أم أو كليهما.
• تغيير في نسيج العائلة فالكثير من هؤلاء النشأ عاش حياة زوج الأم أو زوجة الأب ومنهم سكن دور الأيتام.

هذا ما فعله المجرم على مدى ثلاث عقود ونصف وما جناه المجتمع من هذا الوضع اللا أنساني،حيث خرّجت مؤسساته الإرهابية آلاف بل عشرات ألوف العٌنفيين والقساة ومنهم يمارس عمله الإرهابي الأن بعد أن غدر به زوال النظام الذي خلقه وأمّده بمفاهيم الأجرام والعنف.

مما تقدم تتوضح الأرضية المشوّهة التي أسسها النظام السابق حيث زج بمئات من العراقيين الى أتون الجريمة والانحراف واغلبهم تزوّج وأصبح لديه أطفالاً، والسؤال:كيف سيكون الوضع النفسي والاجتماعي والتربوي لطفل أبوه مجرم أو أبواه لطفل ينشأ في وضع أسري مفكك خصوصاً من بين عائلات انفصلت فيها الأواصر الأسرية.

زال النظام، وطفحت الى السطح معالم تخريب المجتمع، وفاحت رائحة الدمار الاجتماعي، أطفال متسولون، أطفال بعيدون عن مقاعد الدراسة، أطفال يتامى، تربوا في كنف آخرين.
جاء بديل النظام الدكتاتوري، نظامٌ تحاصصي لا يقل بشاعة، بل المحاصصة هي البشاعة ذاتها، فكانت الحاضنة الأوسع لإنتاج الوضع المأساوي المتشرذم في بلاد ما بين النهرين، أرض السواد، أرض العراق، فنام العراقيون لتصحوا عيونهم في اليوم التالي على ما حذر من حصوله الوطنيون ونبهوا اليه مراراً!
طفلٌ تسأله : ما هو شغل أبيك؟، يجيبك ،" أبي قتله السنّة"، وأخرى تسألها عن أبيها، فتقول " أبي قتله الشيعة".
اي طعام فكري تغذون الأطفال يا أعداء الطفولة؟!
كم طفل فقد أباه وكم طفلة فقدت أمها، بل وكم طفلٍ فقد حياته جراء النعرة الطائفية المقيتة؟
كم أصبح عدد اليتامى من الأطفال يا أيها المتاجرين بالدين والمذهب والقومية؟
يا تجار الطائفية أنتم صنعتم داعش التي عاثت بالأرض فساداً، قتلت الأطفال وفعلت الكبائر والأكبر منها، سَبَت النساء وحرمت الأطفال من أمهاتهم، وحرمت الأطفال من أخواتهم.
الوضع ما بعد زوال النظام ولّد معطيات جديدة ومختلفة ومتقدمة للانحراف النفسي والاجتماعي،ألاّ انها تصب بذات المجرى المأساوي.

وقد تجلت تلك المعطيات بالصور التالية :ـ
• مشاهد الأموات والدم في الشوارع والأزقة وحتى التمثيل بجثث المغدورين.
• سماع القصص اليومية بما يحل بالناس من أوضاع سيئة.
• الحرمان من مواصلة الدوام بالمدارس ولأيام بل أسابيع، وحتى إن حصل الدوام فيكون تحت أجواء وظروف الخوف والرعب فغالباً ما كانت تحصل المواجهات والمداهمات المسلحة وغيرها.
• انقطاع صلة الرحم بالعديد من أفراد العائلة أو العشيرة بسبب التقتيل.
• انقطاع حبل الصداقة والزمالة وعلاقات الطفولة مع العديد من الأقران بسبب عمليات التهجير القسري التي طالت آلاف العائلات.
• تحديد حركة الأطفال واحتباس طاقاتهم في اللهو واللعب.
• تغلغل الطقوس والفعاليات التي ترضي طموحات وقناعات الأبوين قبل الطفل، وتجد هذا الكائن البرئ يؤدي واجبات لا يعرف كنهها.

نتيجة ما حصل لا يقل شأناً عمّا حصل جراء سياسات النظام الصدامي البائد بل تجاوزه بالقساوة والأساءة للطفولة العراقية.

وفي المرحلتين المتعاقبتين لعبت التجارة السوداء دوراً سيئاً جداً في ترسيخ سياسة العنف والموت والقتل،هذه التجارة المتمثلة باستيراد كل أنواع اللعب التي تمثل الحروب والقتل والدمار.
والآن فالطفل العراقي يعاني من وضع صحي ونفسي يشوبه الكثير من السلبيات، ويمكن أجمال ذلك بزيادة عدد حالات:
1. سلس البول الليلي.
2. مص الأصابع أو طقطقة الأسنان أو مص الشفتين.
3. التلكؤ بالكلام (التأتأة).
4. فقر الدم جراء العزوف عن تناول الوجبات الغذائية الرئيسية.
5. هبوط المناعة جراء الضغوط النفسية.
6. التوحد والتي ظهرت لدى عدد لابأس به ممن دخلوا تواً للمدرسة.

إن أعداداً لا بأس بها من الأطفال تعلمت وتداولت عادات سيئة ومسيئة للصحة والمجتمع كالتدخين وبعض الفتية يتناول الكحول وأحياناً المخدرات.

وبكل تأكيد فهذه المعطيات ونتائجها وهذه الصورة المحزنة ستؤثر سلباً على التطور والتفاعل الاجتماعي للجيل النامي في ظل أوضاع وظروف غير مستقرة وستكون سبب مباشر في عرقلة تطور المجتمع ما لم تنمو الأسباب الحقيقية لإنقاذ ما تبقى.
البعث ومؤسساته المخابراتية استباح الطفولة العراقية.
الطائفيون استباحوا الطفولة.
داعش استباحت الطفولة.
أي حياةٍ مؤلمة لطفلٍ انتزعوا ثدي أمه من فمه، وأي حياةٍ قاسية لمن تشرد من داره وشارع أصحابه؟
أي أحلام منامٍ يراها هؤلاء المغلوبون على أمرهم؟
أي عقدٍ نفسية ستنشأ وتكبر وتتضخم في داخلهم؟
كلنا خطاة.. كلنا خطاة، حينما نصرخ بوجه طفل، أو ننهره، أو نضربه أو نحرمه من شئ ما.
كم من الآباء يفكرون بإنتاج الأطفال كي يكبروا من أجل مراعاتهم في شيخوختهم؟!

أنظروا الى الأطفال وهم يلعبون، وراقبوا تعابير وجوههم كم هي بريئة، يتحدثون مع أنفسهم، يخلقون أجواء دَور التمثيل بألعابهم البريئة، ويأتي الكبار ليغتصبوا هذه البراءة بألعاب حربية، آلات بلاستيكية جارحة، أو ينهروهم من أشياء لا يعلمون لماذا ممنوعين منها أو ممنوعة عنهم!.
يأتي الكبار فيسرقون براءة الطفولة بتزويج الطفلة وعمرها 8 سنوات،

منذ نعومة أظفارهم، وهم في المهد .. نغني لهم، " دللول يا الولد.. دللول .. عدوك عليل وساكن الجول"، طفل بالمهد خلقنا له عدو، وليس عدو فقط، وإنما أبدينا القسوة المفترض ان تكون لدى العدو، حينما دعونا له ان يكون مريضاً ولا أحد يعينه وإنما ساكن الخرائب والصحراء!!
أية قسوة هذه التي نمارسها مع أطفالنا، أين القانون من هذا العدو ،أين نواظم الطبيعة؟!
أيها الناس .. لقد فاضت آلام الأطفال عن حدود الآلام، في عراق البترول والزراعة والمنطقة الخضراء!، الأطفال يعملون بأجورٍ يومية زهيدة، أيدي عاملة رخيصة، الأب مفقود، ضياع المدرسة والمستقبل، الأخوة الصغار كثر، الأم تبيع الخضراوات عل جادة الشارع، والبيت عبارة عن صفيح من الـ "تنك"، فأي طفولة وأية ابتسامةٍ ننتظرها منهم؟!

والأطفال النازحين .. فهؤلاء قصتهم قصة حزينة أخرى، حيث اٌختِزلتْ كل مآسي البشرية بهم وبمأساتهم، فإضافة لكل الوضع النفسي وضغوطاته، تراهم يعانون من وضع صحي متمثل بالأتي:ـ
1. عدم حصول قسمٍ منهم على اللقاحات.
2. ضياع التسلسل التلقيحي للقسم الأخر.
3. أصابتهم بالعديد من الأمراض الانتقالية ومنها: الجدري المائي، التهاب الكبد الفايروسي، الحصبة والحصبة الألمانية ، النكاف.
4. أصابتهم بالعديد من الأمراض غير الانتقالية ولكنها تنتشر بسبب ظروف بيئية كالتي يعيشونها حالياً، ومنها الجرب، القمل، حبة بغداد، الأسهالات، التهابات العين الفايروسية والبكتيرية.

أما أطفال الريف، فحدّث، وحديثك ليس له نهاية، حيث يمكن تقسيم ملامح الوضع الصحي لأطفال الريف الى ما يلي :
أولاًـ نتائج استخدام المفاهيم والتقاليد الريفية .
ثانياًـ الأمراض الانتقالية.
ثالثاًـ نتائج النشأة الريفية.

فما يخص نتائج تطبيق واستخدام المفاهيم والتقاليد يمكن أن نشخّص الظواهر السلبية التالية:
1. الإستعانة بالجِدّة لتوليد الحامل، ورغم التطور البطئ الحاصل بأهلية المولِدات (الجدات) للقيام بهذه المهمة الخطيرة، إلاّ إن العائلات ما زالت تفضّل توليد النساء لدى الجِدّات علماً إنه من الناحية الطبية لا يوجد ما يمنع من الاعتماد على الجدات بتوليد النساء ولكن هناك ضوابط غاية في الأهمية يجب الاحتكام إليها خوفاً على الوليد وأمه، فقط حصلت الكثير من العاهات لهؤلاء الأطفال جراء توليدهم بالطرائق البدائية، وربما يصابون بمرض الكزاز الولادي القاتل، وهو من الأمراض المتوطنة في العراق.
2. استخدام القماط، وثبت إن القماط عبارة عن قيد مؤلم للطفل، وليس له علاقة باستقامة عظام الطفل، على العكس فقد لاحظ الأطباء إن مساوئ القماط كثيرة وهو أسلوب غير صحي للوليد.
3. استخدام أساليب غير صحية ولا صحيحة مع بعض ما يعترض وضع الرضيع، مثال ذلك حينما يكون أنف الرضيع محتقناً (مسدود) يعمدون الى تنقيط بعض قطرات حليب الأم في أنفه ! وضع الكحل في عيني الطفل، استخدام دهن الطبخ لحالات جلدية...الخ. لقد ثبت إن قطرات الحليب هذه تسبب التهاب ذات الرئة لدى الأطفال وإن الكحل غالباً ما يؤدي الى التهاب العين اللا جرثومي وحصول الحساسية فيها .
4. النظرة غير الصحية في التعامل مع حالات الإسهال التي تنتاب الطفل، فالغالبية من أهلنا في الريف لا يعتقدون بوجود الجراثيم أو الالتهابات، وإنما يعتقدون بأن الرضيع قد (كرف) شيئاً ما،أي أنه تَنَفَس رائحة إحدى الحيوانات مثل القنفذ !! أو إنهم يستخدمون الـ (كي) على بطن الطفل، وغالباً ما تنتهي حياة الطفل جراء هذه المعتقدات.

أما ما يخص الأمراض الانتقالية فإن الواقع يقول إن الناس في المناطق الريفية والنائية بحاجة الى الرعاية الاستثنائية حيث أن العديد من هذه الأمراض ما زالت متوطنة في العراق، وبهذا المجال نوضح :
1. إن العديد من العائلات الريفية لا تلقح أطفالها.
2. إن العديد من العائلات لا تلتزم بالجدول الزمني للقاح أطفالها.
3. إن بعض العائلات تنتقل الى أماكن سكنية أخرى وبالتالي لا تتابع لقاحات أطفالها.
4. إن العديد من العائلات تمتنع عن تلقيح أطفالها بحجة أن الطفل يتمرض بعد التلقيح.
5. إن العديد من العائلات تهمل لقاح الأطفال مجرد حصول مشاكل عائلية أو زعل الأم الى بيت أهلها.

وفي مجال النشأة الريفية وما ينعكس عنها من سلوكيات وتصرفات سلبية تؤثر بهذا الشكل أو ذاك أو بهذا الأسلوب أو ذاك بمجمل الصفات أو السمات الصحية العامة فإننا نستطيع أن نحصر العديد من العادات والسلوكيات التي يعتادها الطفل والتي تؤثر عليه سلباً :
1. عدم الاهتمام بالصحة العامة وانسحاب المعتقدات الريفية عليه من حيث يدري أو لا يدري.
2. إهمال النظافة الشخصية، وعدم إيلاء جانب الوقاية من الأمراض المشتركة أهميتها الخاصة، ومثال ذلك: عدم الاهتمام بنظافة وتعقيم بعض المنتوجات الزراعية فيتناولها مباشرة على اعتبار إن هذه المواد طازجة ولا تحتاج الى التعقيم متناسياً إن العديد من الأمراض الطفيلية تنتقل عن طريق المأكولات الزراعية غير المعقمة أو المغسولة.
3. عدم الاكتراث بالأمراض التي من الممكن أن تنتقل بواسطة ممارسات خاطئة كالسباحة بالترع والسواقي ومثال ذلك البلهارزيا.
4. عدم نشأة الطفل بما يتناسب مع ما يجري من تطور حضاري وتقدم تكنولوجي، إضافة الى عدم الاستفادة من قابلياته الذهنية والعقلية وتنمية مواهبه.

وأخيراً ـ ماذا جنى الطفل العراقي؟!
إنه ضحية، ومجنى عليه، وباسمهم سأقدّم شكوى الى محكمة العدل الدولية، إذا لم تكن المحكمة ذاتها بحاجة الى العدل!








 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter