|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  25  / 5 / 2015                                 د. سلام يوسف                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

على المكشوف

العمليات القيصرية وسيلة جديدة
للكسب السريع..!

د. سلام يوسف

آساتذتنا سواء على مقاعد الدراسة أو خلال ممارستنا لمهنة الطب، علمونا كيف نتعامل مع التي على أبواب ولادة وخصوصاً البكرية.
مراقبة ومتابعة الحامل على مدى شهور الحمل بكفّة(كما يُقال) وتوليدها بكفة أخرى، فالتوليد إجراء متمم لمتابعة الحمل وإمتداد لها ،وعلى ضوء معطيات المتابعة بإمكاننا أن نحدد طريقة توليد الحامل ،بمعنى هناك حالات محددة تستوجب إجراء العمليات القيصرية (وهي قليلة)،كما انها تعتمد على وجود عناصر الخطورة سواء على الأم أو على وليدها.

وما يهمني في هذا الموضوع، الحامل والتي لديها كل المعطيات والتي تشير الى امكانية توليدها طبيعياً دون الحاجة الى اجراء العملية القيصرية، ولكن وعلى وجه السرعة (وبغفلة من الزمن!) تقرر الطبيبة، عدم أمكانية الولادة الطبيعية؟!

الأرقام تنطق، أنقل اليكم الأحصائية الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة :
نسبة الولادات الطبيعية في المستشفيات الحكومية بلغت 69.8% ، يقابلها في المستشفيات الأهلية16.2 %.
نسبة العمليات القيصرية في المستشفيات الحكومية بلغت 30.2%، يقابلها في المستشفيات الأهلية 83.8%

نعم الأرقام تنطق، ففي كلا النوعين من المستشفيات الحكومية والأهلية نجد أن نسبة العمليات القيصرية عالية، في الحكومية بلغت الثلث وهذه نسبة ليست هينة لا يجوز النظر اليها كمجرد رقم، فهل من المعقول أن ثلث الحوامل لا يمكنهن الولادة الطبيعية؟ أم أن في ذلك اسباب ومنها، عدم بذل الجهود اللازمة مع الحامل لأفساح المجال لها لتلد ولادة طبيعية، ومنها عدم كفاءة الكادر، ومنها أيضاً تدني الوعي الصحي والأرشادي في أبداء النصح للتي تجرى لها عملية قيصرية لأول مرة، عليها أن لا تفكر بالحمل مرة أخرة الاّ بعد مرور سنتين لأعطائها الفرصة الأكبر في توليدها طبيعياً.

أما أرتفاع نسبة العمليات القيصرية في المستشفيات الأهلية، فلا تحتاج الى جهود ذهنية لمعرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك، فأستطيع أن أجزم أن جزءاً كبيراً من هذه النسبة يمكن أقتطاعه لأسباب تجارية بحتة.

إن للعملية القيصرية مخاطرها ومضاعفاتها على الأم وعلى وليدها، تبدأ من مخاطر التخدير العام ومشاكل التنفس ومن ثم الأفاقة، لتنتهي بآلام الشق الجراحي الذي أجري في البطن والرحم وخياطة الجرح وما يصاحبه من أحتمالات تلوثه والنزوفات المحتمله والفتق الجراحي ..الخ

أما العناية الخاصة بالوليد فهي تختلف قطعياً عن الولادة الطبيعية جراء تأثير المخدّر على جهازه التنفسي.

ما يثير التساؤلات أن أغلب الحوامل اللاتي يراجعن طبيبات يتعاملن مع مستشفيات أهلية تراهن يذهبن بأقدامهن الى مشرط تلك الطبيبة وهن معذورات طبعاً، فالأمانة العلمية التي أوكلت الى الطبيب عليه أن يوصلها بكل شرف وضمير.

إن أحالة الحامل(المخدوعة بطبيبتها) الى صالة العمليات تعود على الطبيبة وصديقتها المخدرة أو زميلها المخدر، وعلى المستشفى التي تتعامل معها أدارةً وشغيلة وعلى الصيدلية المجاورة للمستشفى وغيرها، بالنفع المادي البحت. هذا دون أن نحسب حساب التحاليل وتحضير الدم وأجراء فحوصات المطابقة ...الخ

هذا ناهيك عن القلق النفسي والرعب الذي سيصيب عائلة تلك الحامل أضافة الى إنحسار فرصة توليدها طبيعياً في الحمل الثاني. وفي العودة الى الواقع الثقافي والتطور الفكري والمعرفي لعائلة الحامل حينما تختلط آلامهم النفسية جراء العملية مع أن يكون الوليد أنثى!!

أتقوا الله في الحوامل وآهاليهم.



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter