|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  23  / 5 / 2017                                 د. سلام يوسف                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

على المكشوف

أستجواب ..و"مطيرجية" .. وقنبلة

د. سلام يوسف
(موقع الناس)

ثلاثة عناوين تمتاز بالقاسم المشترك وهو الفساد! فقد تم استجواب وزيرة الصحة في شهر نيسان الماضي من قبل مجلس النواب حول حيثيات ملفات الفساد التي تنفث سمومها في أغلب مرافق الوزارة، داخل مبانيها وخارجها، حالها حال كل الوزارات والجهات التنفيذية الأخرى ولم يفضِ الاستجواب الى نتيجة منطقية كما توقع المتابعون، علماً أن الاستجواب لم يأتِ على الأولويات والمواضيع المهمة التي تستحق الاستجواب، ولما كانت النتيجة (فالصو) لذلك فمن حقنا ان نضيف الى بنود الاستجواب بنداً أخر الاّ وهو بند (المطيرجية) الذين أتخذوا من أماكن في بناية الوزارة أبراجاً لتربية وتكثير الطيور كما تتم تربية وتكثير الفساد والفاسدين في مرافق أخرى من بنايات الوزارة، حيث صدر الأمر الوزاري ذي العدد 42 والمؤرخ في 4/2/2016 والموقّع من قبل الوزيرة حول تلك الفضيحة،الأمر الوزاري يقضي بتشكيل لجنة تحقيقية في موضوع (وجود) أبراج لتربية الطيور "وبكميات كبيرة"!

وبعد مرور أكثر من سنة، لا نعلم ماذا حصل في موضوع أبراج الطيور ولكن بالإمكان تخمين (وفق سياقات الفساد التي تسيّر أمور البلاد حالياً)، أن ينتهي الموضوع بنقل ضابط أمن الوزارة الذي أكتشف هذه الأبراج بل وربما قد تمت معاقبته على (الجريمة) التي أقترفها!

والسؤال المقبول، هل أن المعلومة الواردة الى مكتب الوزيرة تستحق تشكيل لجنة تحقيقية فيها ؟ أم ان المفروض هو اتخاذ أجراء وعلى الفور، ألاّ أن الخوف (المحاصصاتي) ولكون الدولة (فالتون) لذلك فقد تم إصدار أمر وزاري بتشكيل اللجنة التحقيقية أعلاه وأغرب ما في الموضوع بل والمضحك بسخرية حقاً، أن هذه الأبراج وجدوها في الطابق الثاني (طابق المفتش العام)!!

وسؤال يُعدّ منطقياً من باب ألأنصاف، لماذا تسرب الأمر الوزاري هذا وعمره تجاوز العام قبل يوم أو يومين من حصول حادثة غريبة أخرى في هذه الوزارة العجيبة، الاّ وهي حادثة (محاولة) اغتيال الوزيرة؟

كيف تصل قنبلة الى داخل الوزارة وتوضع في السقف الثانوي في غرفة المصلّى كي يتم تفجيرها بالوزيرة وهي تصلّي ؟! فإذا افترضنا أن كل الواقعة صحيحة (!) فهذا يعني وجود خرق أمني كبير وشرخ عظيم في المنظومة الأمنية لكل الوزارة، وبالمنطق فلا الخرق ولا الشرخ يمكن أن يحصلا ما لم يكن هناك فساد حقيقي في واقع الحال! فساد التواطئ من أجل اغتيال الوزيرة.

وإزاء هذه الصورة المضحكة المقرفة في واقع (بيت) الوزارة، فمن المؤكد أن الشعب لا يرتجي خيراً في أدائها وتقديم خدمات طبية مقبولة ولا في مطاردة الأوبئة والأمراض ولا في الارتقاء بعمل منتسبيها ولا في تخفيض نسبة الوفيات بين الأطفال ولا تخفيض نسبتها في المستشفيات، كما لا نرتجي خيراً في توفير الأدوية والعلاجات واللقاحات، مع عدم إغفال حقيقة النقص الشديد والحاد في عدد الكادر الطبي وأضعاف ذلك في الكادر الصحي، والمصيبة الكبرى أن وزارتين تم دمجهما معاً لتكون الأضرار مضاعفة وفقاً لهذه المعطيات السلبية.

أن مجمل ما يمكن وصفه في أداء وزارة الصحة والبيئة هو أرضاء تطلعات ومصالح الكتلة التي تمثلها، من خلال انتقاء المستشارين والمدراء العامين ومسؤولي المراكز الحساسة الذين يتعاملون (!) مع حصة الوزارة من الميزانية ألاتحادية وبالتزامن مع أبعاد التكنوقراط الوطني الحريص.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter