|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  25  / 11 / 2015                                 سامي سلطان                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

إلى عالم الاحلام!!

سامي سلطان
(موقع الناس)

لا يمكن وصف لوعة الأمهات والأباء على أبناءهم، حين يغادرون وطنهم إلى المجهول طلبا للأمان، وضماناَ للمستقبل في بلدان العالم الاخرى، وفق ما يُوصف لهم من ميزات هذا البلد او ذاك، من خلال حجم المساعدات، وطبيعة العناية، وربما ، أشياء أخرى.....رسموها في خيالهم يوما ما.

في الطريق إلى عالم الاحلام، يمتطي الفارون ، من جحيم بلدانهم، الأخطارالتي فاقت مغامرات السندباد البحري وأساطير الف ليلة وليلة، ولكل واحدا منهم قصته التي تصلح أن تكون رواية لفلم مغامرات، لايتسم بالتحدي فقط، وانما في حالة إذلال وقهر وأمتهان للكرامة، انطلاقا من القول الشائع (اليجي من غير دعوة.. يكَعد بدون فراش)، إذ ان البلدان المستهدفة للجوء، ليست بنفس المستوى من التعامل مع القادمين الجدد، إذ أنها لها مشاكلها المتعددة الجوانب، وخصوصا في هذا الوقت بالذات، حيث الركود الاقتصادي، وارتفاع مستوى العاطلين عن العمل، هذه الاوضاع وغيرها، ساعدت على انتعاش نزعة معاداة الاجانب، وصعود اليمين المتطرف، في العديد من الدول الاوربية، تجلى ذلك في حجم التظاهرات التي سادت في دول اوربية عديدة، داعية إلى إيقاف موجات النزوح الجماعي الغير مسبوق، للمهاجرين لبلدانهم، ما استدعى قادة هذه البلدان ، إلى عقد العديد من الاجتماعات، لإيجاد حلول لهذه المشكلة، كما جاءت الأعمال الإرهابية الأخيرة ، في فرنسا، والتي راح ضحيتها العشرات من الابرياء، وكذلك التهديدات التي تتعرض لها دول أوربية عديدة لتشكل عقبة أخرى في طريق ايجاد حلول لمشكلة اللجوء .

ان دوافع هذه المغامرات، المحسوبة العواقب!!، للجموع الزاحفة نحو أوربا من اللاجئين السورين والعراقيين وغيرهم، متعددة الجوانب ، يأتي في مقدمتها، طبيعة الاوضاع المأساوية التي يواجهونها يوميا في بلدانهم، حيث يلوح شبح الموت امامهم أين ما توجهوا، إضافة إلى انعدام الامن والأمل في إيجاد حلول للمشاكل الشائكة التي تثقل كاهل النظام السياسي، المبني على أساس الاستثارة بالسلطة، واعتماد الطائفية المقيته كنهج في إدارة الحكم، مما يشيع روح الحقد والكراهية بين أبناء البلد الواحد، حيث يذهب الألف الضحايا من الأبرياء يوميا، في الوقت الذي تتمتع الفئة الحاكمة بخبرات البلاد، ويقبع السواد الاعظم من الناس تحت مستوى الفقر والحرمان، ليس هذا فقط ، وانما يتعدى ذلك إلى فرض الارادة، ومحآولات تكميم الافواه ، ان هذه السياسات الرعناء، التي تُنتهج من قبل الطبقة السياسية الحاكمة، التي سخرت كل شئ لخدمة أغراضها الخاصة، لاجل تحقيق أحلامها المريضة، في الاستحواذ على كل خيرات البلاد، وكأنها ملكا لها، ولحاشيتها من الفاسدين ، من عصابات الجريمة المنظمة، تاركين ، الناس يواجهون الموت والقهر والحرمان، ومن المضحك المبكي، تراهم يتباكون، على ضياع طاقات الشباب،وفقدانهم، للثروة البشرية!!!!!؟؟؟، في الوقت الذي تساهم السلطات ذاتها، في تغذية روح اليأس والاحباط بين أوساط الناس ، من خلال التسويف والتهميش لحاجاتهم، والترويج لفكرة اللجوء، بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال التسهيلات في السفر ، وإصدار الجوازات، ملوحين إلى أن هذا هو طوق النجاة، من الأوضاع المزرية التي تحيط بالجميع، ولسان حالها يقول .... ها هو ذا الطريق سالكا، كي نتخلص من تذمركم، ومطالبكم بحقوقكم في كل جمعة، في سوح التحرير، ودعونا نتقاسم الكعكة لوحدنا، نحن الطائفيون، فإن العراق غنيمة ، ونحن أولى بها، هكذا ينادي القابضون على السلطة في العراق، لكن ذلك سوف لن ولم يكن لهم ، ما زال هناك من الغيارى والوطنيون من أبناء شعبنا، نساءا ورجالا، شيبا وشبابا، لن يقف مكتوفي الايدي، وسوف يلقون بالفاساد وسراق المال العام ، وناهبي ثروات البلاد في مزبلةِ التاريخ، والنصر الأكيد للحق والعدل، وان شعبنا العراقي ماض في طريقِ الحق، وان قل سالكيه.

 

19 / 11 / 2015

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter