|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  16  / 8 / 2015                                 سامي سلطان                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

الاحلام التركية, الواقع والخيال

سامي سلطان

تحاول تركيا في حركتها الأخيرة باتجاه داعش التخلص من ثلاث ذبابات في ضربة واحدة كما يقال ، فمن جهة تهدف الى تقليم اظافر الاكراد وتحطيم حركتهم باتجاه تشكيل كيان لهم في جنوبها خصوصا وأن الاكراد في داخل تركيا حصلوا على أصوات مكنتهم من اكتساب 13 ثلاثة عشر مقعدا في البرلمان التركي مما شكل ذلك ثقلا لا يستهان به ، كما أنها ترسل رسالة مفادها أن تركيا لن تسمح بتشكيل كيان كردي على غرار ما هو قائم في شمال العراق ، هذا من جهة ومن جهة أخرى تريد إثبات أنها بعيدة كل البعد عن كل ما ذكر، من أنها وراء الدعم والأسناد الذي يحصل عليه داعش، وهي بذلك تريد ذر الرماد بالعيون وإبعاد الشبهات عنها في هذا المجال رغم وجود الكثير من الدلائل التي تؤكد تورطها في الكثير من الجرائم التي ترتكب سواء في العراق أو سوريا ومصر ودعمها غير المحدود لجماعات الإخوان المسلمين في المنطقة ،الشئ الثالث أنها تريد التأكيد لحلف الناتو بأنها قوة لا يمكن الاستغناء عنها في الخارطة الجديدة للمنطقة في حالة حسم الوضع في سوريا، وذلك من خلال ما أعلنته من أنها تريد إقامة منطقة عازلة بينها وبين سوريا.

في وقت يسعى الكثيرون ممن تورطوا في إشعال نار الفتنة بين شعوب المنطقة من أجل تحقيق مآرب خاصة سواء منها من يتعلق في تصريف الازمات الداخلية وتصديرها للخارج من خلال إشغال الداخل في أمور اعتقدوا أنها ستلهي الناس عن مشاكلهم الاساسية التي تمس حياتهم بالصميم مثل توفير الأمن والاستقرار والعيش الرغيد ، وهكذا فعلت تركيا لانها أخذت تشعر بحرارة الحرائق التي غذتها في العراق وسوريا وهذا شئ طبيعي فإن انقلاب السحر على الساحر أصبح من المسلمات حيث ظهر ذلك جليا،بعد انقلاب بن لادن والقاعدة على من صنعوه وكما يتجلى في مناطق مختلفة في الدول التي دعمت الإرهاب ومدته بكل وسائل البقاء معتقدة بأنها سوف تنجو من آثاره المدمرة ولكن لم ولن يكن ذلك ممكنا ، وها نحن نرى العمليات الإرهابية وهي تطال هذه البلدان عاجلا أم آجلا .

إن التطور الحاصل في استحصال الولايات المتحدة الأمريكية على تفويض باستخدام قواعدها الجوية الموجودة في تركيا ما هي إلا تأكيد على ما ذهبنا إليه فيما يتعلق بطموح الأتراك في الحصول على حصة الاسد في تحقيق أحلامها في فرض سيطرتها على مساحات أكثر في العمق السوري لتحتفظ برأس حربة ضاغطة على اي نظام جديد قادم في سوريا، هذا طبعا بعد حصولها على ظمانات أكيدة في الاحتفاظ بمكانتها باعتبارها الحليف الموثوق به ،على خلفية تعرض مصداقيتها للاهتزاز إزاء حليفها التاريخي القديم ،آخذين بنظر الاعتبار مكانتها الأستراتيجيه في إطار الصراع الدولي على مناطق النفوذ الذي يسعى إلى مواصلة إعادة تقسيم العالم من جديد من خلال استخدام أساليب الحرب الصلبة والناعمة


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter