| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

سناء صالح

 

 

 

 

السبت 29 / 9 / 2007

 


 

عناوين متفرقة يجمعها هم الوطن
4

سناء صالح /هولندا

متابعات رمضانية
بمناسبة شهر رمضان البرامج التلفزيونية لبعض القنوات الفضائية العراقية بين السخف والاستغلال البشع لمآسي العراقيين :

لست ناقدة فنية ولا أريد أن أتدخل في شأن لاعلاقة لي به وليس من اختصاصي , وإنّما بعد أن فاض بي وأثار مشاعر التقزز المخلوط بالرثاء لحال أناس يصنفون أنفسهم على الوسط الفني العراقي المعروف دوما بالالتزام .
يجري الحديث دائما عن القنوات التي تعود ملكيتها لأشخاص يتناولونها جملة وتفصيلا ويحكمون عليها بالرداءة والانحياز لجهة دون أخرى , وأنا في موضوعي هذا لا أريد أن أصفّر هذه الفضائيات وإنما أود أن أتناول بعض ما تبثه هذه القنوات تحت ستار إسقاط الضوء على السلبيات والنواقص والآفات التي تعتور مجتمعنا على جميع المستويات وهنا لاأريد أن أكم الأفواه عن كشف الحقائق التي هي واضحة وبينة مع وبدون هذه البرامج .
من ضمن البرامج التي خصصت للعرض خلال شهر رمضان المبارك وتمت الدعاية لها قبل حلول الشهر الفضيل بفترة طويلة برامج استعراضية تبثها قناة الشرقية تعكس معاناة الشعب العراقي (حسب الظاهر المعلن ) ولكن بأية طريقة !!
الجامع والمشترك بين هذه البرامج الرقصات المبتذلة التي تؤديها راقصات من نوع (يمه كرصتني العكربه) وغيرها من الكليبات التي تنم عن تردي وفساد ذوق معتمدة على الطريقة المبتذلة في الحركات , كل ذلك والمشاهد الخلفية والفكرة تدور حول المعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا .فالهروب الجماعي للناس وركام المزابل وحطام المدن , لايعني أن نعبر عنه برقصات ماجنة بل من الصعوبة أن نقرن ذلك بعمق المأساة .
إن تناول مخرج العمل لأوضاع العراقيين بهذا الشكل إنما هو إساءة بحد ذاتها وأرجو أن لا يذهب الظن الى أنني أريد الدفاع عن الحكومة وأعطي الحكام العذر فيما يحصل بل أنني أعني تماما توظيف المأساة بطريقة التهريج . ما الهدف والمخرج ينقل مشاهد الهجرة الجماعية أو الفساد الإداري والراقصات الروسيات أو رقصات ميس كمر والغجريات يتلوين على إيقاعات صاخبة .
ولو تناولنا أداء الذين يطلقون على أنفسهم فنانين فليسوا سوى مهرجين فاشلين معتمدين على التشوهات الخلقية في استدرار ضحك الجمهور يذكرونني بمدرسة إسماعيل ياسين المعتمد على سعة فمه وعلى شرفنطح في ضآلته وهو يعتمر طربوشا أطول منه . فزعومي البدين وساسوكي القزم وأبره أو ميس كمر التي أصبحت نجمة العراق الأولى في كثرة ما تظهر على الشاشة بملابسها التي تبعث على الاشمئزاز وطريقة حديثها وصوتها العالي وحركاتها التي تعيد الى الأذهان المرأة السليطة اللسان ( العايقة ) . صورة قبيحة لما وصل إليه بعض الممثلين العراقيين من الارتزاق الى درجة أن ينصبوا أنفسهم أضحوكة وهذا ليس بالغريب فمواقفهم موثقة تلفزيونيا بالصوت والصورة وهم يرددون شعارات القائد المخبول حتى آخر لحظة ومنهم من حمل السلاح ووقف يغني الأناشيد الحماسية ضمن جوقة تضم الكثير منهم قبل سقوط الصنم بيوم واحد فقط يمجدون وليّ نعمتهم فإن تناسى هؤلاء الماضي فالشعب العراقي لاينسى وهو لايصدقهم وهم يتباكون على شعبهم والحقيقة يريدون إشباع بطونهم ولهفتهم للمال حتى وإن كان على حساب كرامتهم فمن شب على الأمتهان وبيع النفس شاب عليه .

على مائدة أحد السادة السياسيين الرمضانية :
أقام أحد السادة السياسيين ممن صعد نجمهم مؤخرا فأرتقى منصبا حزبيا بالوراثة رغم صغر سنه ولكونه قبل تسنمه هذا المنصب مهتما بمؤسسات خيرية إنسانية , على كل حال فليس هذا مربط الفرس في موضوعي وسأروي لكم مما شاهدته على إحدى القنوات المتخصصة بمتابعة شؤون أتباع آل البيت وقياداتهم السياسية .

دعى هذا السياسي الشاب كبار القضاة والإدعاء والأستئناف الى دعوة إفطار , بالتأكيد كانت الموائد شهية عامرة بالجلو كباب والرز المعمر بالكشمش واللوز والدجاج بالزعفران ناهيك عن البقلاوة والكز والمكسرات الإيرانية المشهورة والفواكه من كل شكل ولون أصدقكم القول في سري قلت ( ياليتني كنت معهم ) .
بعد أن أكل الجميع وشرب وتجشّأ وغسل يديه وفمه بالماء المعطر بالكولاب (ماء الورد) بدأ الجزء الثاني من السهرة , حيث وقف السياسي المحدث الشاب خطيبا بجمهور القضاة مثنيا عليهم .. الخ بطريقة تصل الى حد أنك تتخيل أن المتحدث سيبكي من فرط الأيمان . جاء الدور على السادة القضاة الذين يلعبون اليوم أدوارا كبيرة في القضاء والأستئناف , وبأيديهم ما يسمى بمحاكمات العصر لأعتى المجرمين قتلة الالآف من أبناء شعبنا . وقف الجميع بدون استثناء يكيلون المديح لهذا الرجل الفلتة السابق عمره وعصره دون مراعاة أنهم بذلك يبدون انحيازهم لجهة ما وهم من ينبغي أن يكونوا موضوعيين في أحكامهم لايمدحون ولا يهجون .

أنا لا أريد أن أصادر حرية السادة القضاة الشخصية وأمنعهم من تحركهم لكنني أريد القول إن مواقف كهذه ستثير اللغط وتتشكك في حياديتهم ومواقفهم من قضايا ينبغي أن يكونوا بعيدين عن شبهات الولاء لحزب أو كتلة , كان بالإمكان تلبية الدعوة بعيدا عن وسائل الأعلام والى عرضها على الشاشة فالواقع أن هذه الدعوة أعادت لي صورة كريهة كم كنت أود أن لاتتكرر في عراق جديد طال انتظارنا لقدومه , لقد عادت لي صورة عدي أبن الطاغية محاطا برجال الفكر والثقافة يهذي بينهم ويوجههم !! لكن الصورة رأيتها بتغييرات الملبس فالشاب الوريث معمما وبلحية !!
أدرت القناة الى أخرى نقيضة والمثل العراقي على سطح لساني (( صمنا صمنا وفطرنا على .. ) ولا أريد أن أكمل المثل لكي لا أتهم بالطائفية !!

هل سيخذلنا هلال العيد فيخلف الموعد :
منذ أن فتحت عينيّ على الدنيا وعرفت العيد وما يعنيه للأطفال من ملابس وأحذية جديدة تبيت ليلة العيد تحت وسائد صغار يجفو النوم عيونهم استعجالا ليوم بهيج حافل بالعيدية واللعب والأكل اللذيذ حيث تغسل الصغيرات أياديهن من مسحوق الحناء الطيب الرائحة بعد أن يكون قد ترك أثره زخارف جميلة تفننت الأم في رسمه .ولكن كانت فرحتنا ناقصة دوما نحن الذين نسكن مدنا تحتفل دوما متأخرة , حينما كنا نسمع عبر الإذاعة بنهاية رمضان وقدوم العيد كانت أعيننا تتجه دائما الى السماء , نحاول رؤية الهلال فكنا كثيرا مانتخيل بأننا رأيناه فنتجه الى أهالينا نبشرهم , نرد خائبين لامناص وهذا بالنسبة لنا يوم آخر من انتظار وساعات تمتد فتكون كالدهر فالملابس جاهزة للبس ورائحة الكليجة تثير شهيتنا ولا نستطيع أن نمد الأيدي إليها حتى ( لايزعل العيد ) وأهم ما في الأمر العيديات التي ستدفأ جيوبنا فنمكن من شراء الحلوى والخروج والدخول بدون موانع فاليوم عيد .

كانت المشكلة الأساسية بالنسبة لنا أننا سنقضي يومين من العطلة في البيت دون شعائر العيد ففي مدينتنا لم يهل الهلال لذا فالعيد عندنا يوم واحد وينبغي أن نتوجه الى المدرسة , ومن أجمل أعياد الفطر ذلك العيد الذي احتفلنا به مع الحكومة أي استمتعنا بثلاثة أيام العيد وكانت هدية ثورة تموز لنا هو أن يظهر الهلال في موعده فلم يخلف موعده .

إن كنا تحدثنا عن سالف الأيام وشعور الطفل بالإحباط لأنه لم يحتفل بالأيام الثلاثة للعيد شأن أقرانه الذين يعيدون مع الحكومة فإننا اليوم مدعوون الى اتخاذ خطوة عملية باتجاه تضييق الهوة بين أبناء الشعب العراقي خاصة وان الحديث يجري عن وجود طائفتين , ودخول الدين في السياسة وتقسيم المجتمع العراقي الى ملل ونحل , بأن نبدأ بالممكن في أن نعتمد وسائل التقنية الحديثة في رؤية الهلال , بحيث نضمن عيدنا في يوم واحد وهنا نكون قد أدخلنا الفرحة على الجميع وأثبتنا بأننا موحدون على الأقل في يوم عيدنا وقد يكون هذا أول خطوة في الاتجاه الصحيح .وتكون المصالحة التي نسمع عنها ولا نرى نتائجها وحينها قد يتراجع مجلس الشيوخ الأمريكي عن تلويحه بتقسيم العراق .
 

عناوين متفرقة يجمعها هم الوطن ;
- 3 - هل ستوفق الحكومة العراقية في إيجاد بدائل للمواطنين الذين يتخذون المدارس مأوى لهم

- 2 - المواطن العراقي غارق بين اللاءات

- 1 - الكتل السياسية المتنفذة واللعب بمصير الوطن