|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  31  / 3 / 2015                                 سلاف رشيد                                  كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 
 

 

احتفال ليس من طراز جديد *

سلاف رشيد

منذ بداية شهر آذار هذا العام وأنا في حيرة كيف أحتفل هذا العام، أعتدت أن أشعل شمعتين عند صورتك، ليس بدافع ديني بل لأنك تحب الشموع في مثل هذه الليلة، كنت تشتري شموعا على عدد السنوات، ولكنني كنت أكتفي بشمعتين لتلك الليلة، وأضع راية حمراء تغطي أطار صورتك عليها منجل ومطرقة.

أما في هذا العام فقد تزاحمت على ذاكرتي الكثير من الأحداث، لهذا قررت أن يكون احتفالي ليس من طراز جديد، رغم أنني حين قررت أن لا احتفل هذا العام، أحسست بكل روحي تتبخر من بين أضلاعي.

لهذا أغلقت باب هذا الأمر وقررت أن أحتفل. ولكن كيف؟ ربما سأجلس أمام صورتك وأبدأ بقراءة وصايا الرفيق فهد، فأنا بحاجة لها هذه الأيام لأنها تعيد لروحي الاطمئنان من أنني ما زلت أحمل في روحي تلك الأخلاق التي تعلمتها منك، وسوف أبدأ بآخر هذه الوصايا (أقرن دائما أعمالك بأقوالك، فلن تكسب ثقة رفاقك وأصدقائك ولن تكون جديرا بتمثيل الحزب بين الجماهير ما لم تكن أعمالك وتصرفاتك مطابقة لأقوالك وللمبادئ والأهداف السامية التي تعمل من أجل نشرها بين الجماهير).

أعرف يا والدي سوف تضحك لأنك تعرف من أنني أحترم الالتزام بهذه الوصايا لأنها حقا ترشدني إلى السير في الطريق التي سرت عليها.

أم تراني اقرأ لك (كن صريحا في كشف نواقصك وأخطائك للحزب والعاملين معك، وكن جريئا في تشخيص أسبابها ومعالجتها والقضاء عليها، فليس أكثر أضعافا للمناضلين من دفاعهم عن أخطائهم ونواقصهم وتشبثهم بها).

ولأنك تعرف صراحتي سوف تدمع عيناك لأنك تتوقع أنني الآن في وضع آخر. لا يا والدي كن مطمئنا المبادئ والحزب الذي قدمتَ روحك فداء لهما لم ولن أتخلى عنهما، لأنك المثل الذي أفتخر به وبشجاعته.

هل تريد أن اقرأ لك عن التحلي بالصفات الحميدة؟ حسنا يا والدي حقا الصفات الحميدة هي القناة التي تصل الشيوعي بالجماهير (تحل بالصفات الحميدة، وكن على استعداد دائم لنفع من هم حواليك، وثق صلاتك بجماهير الشعب عن طريق المثابرة على أرشادها والتعاون معها في الدفاع عن مصالحها).

هل تعبت يا والدي من حديثي معك؟ بين أضلاعي كلمات لا تكفيها سنوات فراقك عنا، أخشى البوح بها، لهذا قررت أن أحتفل هذا العام معك بطريقة أخرى وبطراز آخر لأنك ورفاقك الشهداء وكل المخلصين من رفاق الحزب يستحقون أن احتفل معهم وإن كان احتفالي ليس من طراز جديد.




*
نشرت في طريق الشعب العدد 161 السنة 80 الثلاثاء 31 آذار 2015


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter