|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  29  / 1  / 2024                                 د. سالم رموضه                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



جامعة حضرموت في الذكرى 30 لإنشائها

د. سالم رموضه *
(موقع الناس)

ليس الحديث هنا عن تاريخ جامعة حضرموت وكيفية إنشائها, فذاك أمرٌ معروفٌ لدى الجميع, ولكن الذي دفعني أن أكتب هذه الخاطرة هو معرفتي ولكن في وقت متأخر بانتقال الشيخ عمر أحمد بادحدح إلى جوار ربه, ذاك الرجل الجليل المولود عام 1920م في بلدة صيف بوادي دوعن والذي ما زالت صورة ملامحه الوقورة مرسومة في ذاكرتي وهو يزور الجامعة الوليدة مع ثلّة من رجال حضرموت الأخيار الذين كانوا يجلّونه و يقدّمونه عليهم بحكم عامل السن وتوقير مكانته ومنزلته الحميدة لديهم في المهجر. عملوا جميعاً بحب وتفانٍ من أجل إقامة هذا الصرح العلمي في حضرموت بالتوازي مع جهود الدولة وبمساهمة أبناء المحافظة من أكاديميين ومهندسين ورجال أعمال وتجّار وغيرهم. إنه حلم جميل وقد تحقّق على أرض الواقع بمحاسنه ومثالبه, ترى ما هي ملامح ذلك الحلم الجميل؟ إنه باختصار أن تنشأ في حضرموت جامعة متكاملة وفق أحدث الجامعات العالمية مع ارتباط وثيق بحاجات المجتمع وخطط البلاد التنموية والاقتصادية مع انفتاح على دول الجوار ومتطلباتها المهنية. سيكون الحديث مقتصراً هنا حول مكوّنات الحلم الأكاديمية, فقد توزّعت هذه المكوّنات إلى ثلاث مجموعات متخصّصة, المجموعة الهندسية وتضم كلية الهندسة والتكنولوجيا وكلية النفط والمعادن وكلية العلوم وكلية الزراعة ثم المجموعة الطبية وتضم كلية الطب البشري وكلية طب الأسنان وكلية الصيدلة وكلية التمريض والمستشفى التعليمي وأخيراً المجموعة الإنسانية والأدبية وتضم كلية الآداب وكلية العلوم الإدارية وكلية العلوم التربوية وكلية الحقوق. ماذا تحقّق من كل ذلك؟ الأمر لا يحتاج إلّا إلى مسح أولي للمكوّنات الحالية ومعرفة الإجابة. ومهما كانت تلك الإجابة فإن الحلم الشخصي بالنسبة إلي هو أن يكون الحرم الجامعي في فلك مدينة جامعية متكاملة تعج بالطلبة والطالبات بمرافق وخدمات جامعية راقية وشبكة طرقات مسفلتة ونظيفة وبمسطحات خضراء تضفي على الموقع بهجة وانشراحاً وأشجار ظليلة دائمة الاخضرار في كل مكان وملاعب وصالات رياضية, ومساكن لأعضاء هيئة التدريس وأعضاء هيئة التدريس المساعدين ومثلها للطاقم الإداري والفني للجامعة مع وجود روضة أطفال ومدرسة تعليم أساسي نموذجية مع خدمات نقل عامة وأخرى خاصة بالجامعة, بالإضافة إلى توفّر كادر تدريسي وفني متخصّص ومؤهّل. لا شك أن أي مشروع كبير بحجم جامعة حضرموت يلزمه جهود وتكاتف الجميع وقد سنَّ لنا الشيخ الجليل عمر أحمد بادحدح البداية المباركة, ومشى على خطاها رجال حضرموت الأخيار ومجلس أمنائها الموقر برئاسة سعادة الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان أطال الله عمره. هذه كانت مقدمة لا بد منها وقد شرّفتني رئاسة الجامعة أن ألقي كلمة المؤسّسين في الحفل التكريمي لمؤسّسي الجامعة وحفل تخرّج الدفعة 2022/ 2023م من كلياتها صبيحة يوم 28 ديسمبر 2023م في قاعة الفقيد علي هود باعبّاد مؤسّس الجامعة. لقد عاصرتُ فترة تأسيس الجامعة مع زملاء أعزاء إداريين وأكاديميين, منهم من انتقل لرحاب الله وأولهم رئيس الجامعة نفسه الذي غادرنا في يوم الجمعة الثامن من مارس 2013م, والأخ العزيز زميل الدراسة في ليبيا المرحوم الدكتور محمد علي العيدروس والذي تعيّن معي في نفس الفترة كأول أمين عام للجامعة الوليدة. كما عمل في فترة التأسيس كذلك المرحوم الأستاذ الدكتور عبدالله صالح بابقي مستشار رئيس الجامعة وعضو اللجنة العلمية المشكّلة للنظر في تحديد هوية الجامعة العلمية وتخصّصاتها المطلوبة وكذلك المرحوم الأستاذ الدكتور الخبير التربوي الأردني محمد محمود الخوالدة مستشار رئيس الجامعة وعميد كلية التربية بجامعة اليرموك سابقاً. وفي هذا السياق فإن هناك جهود جهات عديدة كانت حاضرة وقت التأسيس وربما فيهم جنود مجهولون مثل الأخ العزيز المهندس صالح عبدالله العساني مدير عام المؤسسة العامة للإنشاءات والتركيبات الصناعية فرع حضرموت الذي سلّم مقر المؤسسة والورش الفنية بمعدّاتها وكل أراضيها الواسعة لرئاسة الجامعة لتكون مقراً لها وذلك بالتنسيق وبالرجوع للأطر العليا في الدولة وبشروط سهلة وقابلة للتنفيذ وكذلك الأخ العزيز المهندس فؤاد حسن باشميلة المدير الفني للمشروع لمشاركته الفاعلة في اللجان العلمية والهندسية والفنية لتخطيط كليات الجامعة ومنشآتها. وحريٌّ بنا القول أن هناك جهود جمّة رسمية وشعبية وعلى مستوى الأفراد, وهو من الصعب حصرها في هذه العجالة, ولكن لا بد من الإشارة والجامعة تحتفل بمرور العقد الثالث من قرار إنشائها في 19 أبريل 1993م بجهود:
- المرحوم التربوي والفنّان التشكيلي والنحّات عمر مرزوق حسنون مصمّم شعار الجامعة.
- السلطة المحلية والمحافظ السابق العقيد صالح عباد الخولاني.
- الشخصيات الاجتماعية ووجهاء المحافظة وعلمائها ومن أبرزهم المرحوم العلّامة والفقيه عبدالله محفوظ الحدّاد والمرحوم القاضي مفتي الديار الحضرمية الشيخ عبدالرحمن عبدالله بكير وكثير غيرهم.
- جامعة عدن ورئيسها الأستاذ الدكتور محمد سعيد العمودي والكادر العامل معه وأبرز هذه الجهود تسوير أولي لموقع الجامعة في فلك.
- الغُرف التجارية واللجان الشعبية والجمعيات الخيرية في كل من المكلا وعدن وصنعاء وعلى رأسها الشيخ عبدالخالق محمد بامطرف في المكلا والشيخ صالح باثوّاب في عدن والشيخ محفوظ شمّاخ في صنعاء.
- مجلس أمناء الجامعة برئاسة المرحوم عبدالقادر عبدالرحمن باجمّال ثم الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان وكافة الأعضاء العاملين في هذه المجالس.
- دار المقاولين برئاسة أحمد وربيع خميس باسباع الذي أعاد تأهيل المباني في فوة وبنى فوقها طوابق إضافية لتكون مباني مؤقّتة لكلية الهندسة والبترول وكلية العلوم الإدارية مع مبنى كلية البنات.
 


المكلا في 27 يناير 2024م
 


* نائب رئيس جامعة حضرموت السابق
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter