|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  16  / 5  / 2024                                 د. سالم رموضه                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



رؤية جامعة حضرموت في التطور المهني لهيئاتها التدريسية

د. سالم رموضه *
(موقع الناس)

تحرص الجامعات على مساعدة أعضاء هيئة التدريس فيها على تطوير خبراتهم وإثرائها حتى يكونوا أكثر قدرة على القيام بمسؤولياتهم في التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وهذه تتمثّل عادة في تقديم العون المالي للسفر في المهمات الأكاديمية وعلى حضور الندوات والمؤتمرات العلمية، ومنحهم إجازات التفرغ العلمي للقيام بأبحاثهم ودراساتهم. كما إن بعض الجامعات تعمل على إقامة مثل هذه الأنشطة كتنظيم الندوات والمؤتمرات العلمية بشكل دوري ضمن إطار كلياتها ومراكزها العلمية. أما معظم الجامعات لاسيما في البلدان المتقدمة، فقد أنشأت مراكز تطوير أكاديمية تكون مهماتها مستمرة وبرامجها متطورة، هدفها مساعدة أعضاء هيئة التدريس على تحسين طرائق تدريسهم وأسلوب أدائهم العلمي.

وفي جامعة حضرموت والتي تعتبر من ضمن الجامعات الحكومية الحديثة في اليمن، اُتخذت إجراءات أولية للتطوير المهني لأعضاء هيئة التدريس بها، من خلال طرق عدة بما في ذلك افتتاح برامج الماجستير في بعض التخصصات حتى يستطيع أعضاء هيئة التدريس من التخطيط والإشراف على البحوث مع منح الأقسام العلمية بكليات الجامعة صلاحيات واسعة لمتابعة أداء أعضاء هيئة التدريس وتقويمه. ونوقشت مسألة تطوير الأداء الأكاديمي وتقويمه في اجتماعات الهيئات العلمية بالجامعة بما في ذلك المجلس الأكاديمي الذي أعار هذه المسألة كل الاهتمام. إن الهدف من هذا الطرح هو إيضاح بعض الجوانب الإجرائية المتعلقة بمتابعة التطور المهني لأداء أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وتقويم هذا الأداء من خلال وسائل قياسية مختلفة بما في ذلك تصميم الاستمارات النمطية التي تُعبأ من قبل الأقسام العلمية وتُراجع من قبل عمادات الكليات أو من خلال حصر المؤشرات التي تُبيّنها نتائج الاستبيانات التي تُوزّع على نماذج مختلفة من الطلبة بغرض معرفة جوانب الإيجاب في أداء أعضاء هيئة التدريس للتنويه له بالاستحسان وجوانب القصور للتنبيه على تلافيه وتجاوزه.

يُعتبر حصول عضو هيئة التدريس على درجة الدكتوراه أو ما يعادلها الأساس الأول في تكوينه المهني والأكاديمي، كما يُعتبر هذا الأساس الحد الأدنى للمؤهل المطلوب للتعيين في المرتبة الأولى من مراتب أعضاء هيئة التدريس بموجب قانون الجامعات اليمنية واللوائح التنفيذية المنظمة له. ولكن هذه المرتبة العلمية غالباً ما ينقصها الإعداد التربوي المناسب للقيام بمهمات التدريس الجامعي، كما أن مستوى التخطيط للبحوث والقيام بإجرائها يحتاج الى تطوير وتقويم مستمرين, واستناداً على هذا الفهم فإن على عضو هيئة التدريس أن يُطوّر معارفه ويرتقي بأبحاثه حتى يستطيع أن يصل الى مستوى أفضل في مجال تخصصه من حيث عطائه العلمي وأبحاثه العلمية ومؤلفاته، وأن عليه أيضاً في نفس الوقت أن يعمل باستمرار على تطوير أدائه العلمي في مجال التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع بفضل مجهوده الذاتي واعتماداً على ما توفره له الجامعة من إمكانيات متاحة.

وهناك جملة من الطرق التقليدية التي لجأت إليها الجامعة لمساعدة أعضاء هيئة التدريس على تطوير خبراتهم العلمية وإثرائها حتى يكونوا على مستوى جيد من القيام بمسؤولياتهم في التدريس الصحيح والبحث العلمي المفيد والدور الفعال في خدمة المجتمع والمساهمة في حل قضاياه والنهوض به, وتمثّلت بعض من هذه الطرق في الآتي :

- إتاحة فرص جيدة لحضور المؤتمرات العلمية في داخل الوطن وخارجه
- توفير المراجع والدوريات لأغراض التدريس والبحث
- إتاحة الفرص للدراسات المتقدمة ما بعد الدكتوراه
- منح إجازات التفرغ العلمي في جامعات خارجية معتبرة للقيام بالأبحاث والدراسات
- تهيئة إمكانات البحث والنشر المادية والتنظيمية في الجامعة
- توفير مجلات علمية دورية يتاح فيها للباحثين من أعضاء هيئة التدريس نشر بحوثهم
- إقامة الندوات والمؤتمرات العلمية المتخصصة بشكل دوري وإشراك الأقسام العلمية في تنظيمها والإشراف عليها.

إنه أمر أساسي أن تكون الجامعة منارة للمجتمع ومتفاعلة مع مجمل قضاياه وذلك عن طريق جهود أعضاء هيئة التدريس في الاستشارات العلمية وإبداء الرأي والمشورة وإجراء البحوث المختلفة التي تسهم في عمليات التنمية وأن تكون الجامعة كذلك سبّاقة في مجال الإنتاج العلمي وصنوف الإبداع الفكري والثقافي، ومع ذلك يلاحظ ضعف الإنتاج البحثي لأساتذة الجامعة ويُعزى ذلك إلى كثير من العوائق والأسباب لعل منها :

- عدم وجود مكتبات ومعامل كافية.
- زحمة الأعمال التدريسية والإدارية الملقاة على عاتق الأساتذة.
- انشغال الأساتذة بأعمال أخرى سعياً وراء مزيد من الدخل.
- عدم وجود جو علمي يسمح بالتنافس.
- عدم وجود نظام فرق البحث.
- عدم وجود التسهيلات اللازمة بخدمات الإنترنت والبرامج الرقمية الحديثة.

وحتى لا يكون مجمل الطرح في هذا الجانب نظرياً، ولتطوير المستوى العلمي لأعضاء هيئة التدريس, فقد قامت الجامعة بزيادة نسبة الابتعاث لأعضاء هيئة التدريس المساعدين في عدد من البلدان العربية والأجنبية للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه. كما تم السماح لعدد من أعضاء هيئة التدريس في إجازات تفرغ علمي أو سنوات بحثية لرفع المستوى العلمي والأكاديمي بغية الوصول لألقاب علمية أرفع, واستطاع عدد من أعضاء هيئة التدريس التقدم للترفيع العلمي بموجب اللائحة وتمت ترقيتهم وفقاً للمعايير التي كانت سائدة وكذا لاستيفائهم الشروط المطلوبة.

كما أنشأت الجامعة بعض الوحدات والوسائل العلمية التي تساعد في تطوير أداء أعضاء هيئة التدريس وتهيئة البيئة الأكاديمية المحفزة للإنتاج العلمي مثل :

1- إنشاء وحدة لطباعة الكتب المنهجية والمجلات العلمية والأدلة واللوائح وغيرها.
2- إصدار أول عدد من مجلة الجامعة العلمية والموسومة بـ " حضرموت للدراسات والبحوث" مجلة علمية محكمة نصف سنوية، وهي معدة ومطبوعة في وحدة الطباعة للجامعة.
3- البدء في برنامج الماجستير في كلية التربية- المكلا في تخصصات اللغة العربية وطرائق ومناهج التدريس والتاريخ الحديث، بأول دفعة للعام 2001/2002م وبمتوسط عشرة طلاب لكل تخصص, والهدف من هذا البرنامج بدرجة مباشرة تأهيل أعضاء هيئة التدريس المساعدين الذين لم تسمح لهم ظروفهم الخاصة بالسفر خارج الجمهورية للتأهيل. كما هدف هذا البرنامج من ناحية أخرى الى تمكين أعضاء هيئة التدريس أصحاب التخصصات المعنية من التخطيط والإشراف على البحوث والارتقاء بها الى مواضيع تُشكّل إضافات علمية في ميدان المعرفة الوطنية والإنسانية بمواكبة أحدث تقنيات البحث والمنهجية العلمية, على أن تُعمّم هذه التجربة مستقبلاً للتخصصات الأخرى التي تتوفر فيها الحد الأدنى من الشروط والمستلزمات لفتح برامج الدراسات العليا.
4- إنشاء مركز الجودة والاعتماد الأكاديمي في الجامعة.



المكلا في 15 مايو 2024م


* نائب رئيس جامعة حضرموت السابق
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter