|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  31 / 7 / 2015                                 صباح راهي العبود                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أرض تشبه أرضنا

صباح راهي العبود

كلما زاد غباء المرء إزدادت قناعته بأنه الأذكى بين ناسه,وهذه القناعة هي واحدة من إفرازات غباءه. وإني لأعجب كلما طلع علينا أحدهم على شاشة التلفاز ليعلن بأن مسألة دوران الأرض حول الشمس ليست حقيقة وربما العكس هو الصحيح . وإني لا ألوم أحد من هؤلاء الجهلة فهم يتكلمون بقناعة عما يعتقدون به ,لكن عتبي وغضبي ينصب على من أتاح لهم فرصة الظهور على قنواتهم الفضائية وتسميم أفكار الناس البسطاء بدفع معلومات لا تمتلك أية أسس علمية في حين يجب أن يكون دور وسائل الإعلام إيجابياً دوماً.

الذي أثار عندي هذا الموضوع ودفعني لكتابة هذه الديباجة هو إطلاعي على خبر كوني بثته وكالة ناسا الفضائية مفاده أن علماء الفلك تأكدوا تماماً من وجود كوكب جديد ضمن مجرتنا (درب التبانة) يدور حول نجمه الأم (شمسه) على مسافة منه تجعل من الممكن وجود الماء على سطحه بحالته السائلة, و قطره يزيد على قطر كرتنا الأرضية بنسبة 60% مما يمهد لظهور حياة عليه, ويشكل خطوة ممتازة لإيجاد أرض جديدة غير أرضنا . ولابد من الإشارة الى أن العلماء إكتشفوا أبان تسعينات القرن الماضي حقيقة أن هناك نجوماً (غير شمسنا) تدور حول الكواكب مثلها مثل مجموعتنا الشمسية.

ويتأمل العلماء أن هناك فرصة لأن تكون طبيعة هذا الكوكب المكتشف صخرية كأي كوكب بالحجم نفسه أو المقارب لذلك , وهذا يعني أن هذا الكوكب تقترب صفاته من صفات أرضنا تقريباً . أما طول مدار هذا الكوكب حول نجمه (أي طول سنته) فهي 385 يوماً من أيام أرضنا ,أي أطول بنسبة 5% من مدار الأرض حول شمسنا الذي هو 365 يوماً . أما عمر المجموعة الشمسية لهذا الكوكب (الأرض الجديدة) فهو 6 مليارات سنة ,في حين أن عمر مجموعتنا الشمسية هو 4.5 مليار سنة . وعلى الرغم من أن إشعاع هذا الكوكب يزيد على إشعاع أرضنا بنسبة 20 % لكن له درجة حرارة أرضنا نفسها.

قائد فريق تحليل البيانات لتلسكوب كبلر بمركز وكالة ناسا في كاليفورينيا وهو العالم الفلكي جون جنكينيز صرّح بأن هذا الإكتشاف يوفر لنا فرصة لفهم تطور البيئة على كوكب الأرض ,وأن دوران هذا الكوكب حول شمسه لمليارات السنين الماضية في مداره هذا يعطينا مؤشراً كبيراً عن إمكانية شكل من أشكال الحياة على سطحه. وقد تولد إعتقاد لدى علماء الفلك أن جميع المكونات والشروط الضرورية للحياة يمكن أن تكون موجودة فعلاً على هذا الكوكب.

ليعلم كل من يفكر بالسفر الى هذه الأرض الجديدة ليتخلص من المشاكل التي يعانيها هنا من تقاتل وتهديد بالقنابل الذرية أو يهرب بجلده من الذبح وطرقه المتطورة المتنوعة أنه يحتاج الى 26 مليون سنة فقط للوصول الى هناك. وله الحرية في التفكير الجدي بالسفر أو تركه للزمن فيما لو لم يستطع الحصول على تأشيرة سفر ( فيزا ) من سفارة دولة الأرض الجديدة!!!.
 


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter