|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  3 / 6 / 2017                            صادق محمد عبد الكريم الدبش                     كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الشمس لا تستحق الرجم والتشهير !

صادق محمد عبد الكريم الدبش
(موقع الناس)

تسوّق هذه الأيام موضة جديدة من الخطابات والتصريحات النارية واللا مسؤولة ... تنطلق من هنا وهناك ؟... وهي قديمة جديدة متجددة في جوهرها وفحواها !!!

وأصبحت الحجارة تتقاذفها هذه القوى على الأخرين ! ليس في عتمة الليل وهجيعه ووحشته مثل ما عودونا ؟
بل في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الأشهاد وعبر شاشات التلفاز التي يمتلكون منها العشرات ، والتي لا نعلم بمصادر تمويلها ؟... وهنا نسأل الحكومة ومجلس النواب والقضاء والنزاهة عن تحريك شعار (من أين لك هذا) ... وغير تلك الأقنية والأدوات!... ومن جهات عديدة ـ ولكنها ذات توجه واحد وان اختلفت التسميات والألقاب والرتب !

ومن فحوى هذه الحملة الشعواء على (الليبرالية ... والعلمانية ... والمدنية !!! ) مفادها بأن الفساد .. والطائفية والمحاصصة !... ودخول داعش وأحتلاله لنصف مساحة العراق والملايين التي هجرّت منذ ثلاث سنوات ؟ ... والفشل في أدارة الدولة ، وعدم الوفاء بالألتزامات التي تقع على عاتق الدولة تجاه المطالب الملحة للملايين الجائعة وعدم توفير الخدمات وغياب الأمن !... هذا كله وغيره سببه كما يحلو للممسكين بالسلطة من الأسلام السياسي الحاكم اليوم ... سببه ! (الليبراليين .. والعلمانيين ؟؟!! ) ... حقا أنه شئ مضحك .. بل أنه شئ فاضح لحد السخرية .

ودليل هؤلاء السادة !... أن وزير الدفاع كان ليبرالي ! ... ووزير النفط كان ليبرالي ووزير التجارة كان ليبرالي.. وغيرهم !
والدولة العراقية منذ تأسيسها كانت علمانية وليست أسلامية ؟؟
ويتساءلون ؟... لماذا تحمّلون أحزاب الأسلام السياسي هذا الفشل الذريع الذي عاشه العراق وما زال ، ومنذ عقد ونصف ؟... قد يكون المتسبب بكل هذا الخراب والدمار والموت ... قدر مقدر من قوة خارقة ؟؟!.. لا حول ولا قوة !!.. لقادة الأسلام السياسي الممسكين بدست الحكم ، وبيدهم ناصية القرار !.. كون من يتحكم بمجريات الأمور هي قوة خارج أرادة هؤلاء الحاكمين !

فهم يتذرعون الى الواحد الأحد !!... لتخليصهم مما هم فيه ... ومن الورطة والجب السحيق الذي وُضعوا فيه ؟... بنعتهم (بالفاسدين .. والطائفيين .. وبأحتكارهم للسلطة ... والتفرد في أدارة الدولة والمجتمع ... وأتهامهم زورا وظلما !!.. بأنهم ومنذ عقد من السنين يؤسسون لبناء الدولة الدينية ولولاية الفقيه !.... بالوقت الذي هم من حوّل العراق الى واحة للديمقراطية ولدولة المواطنة وقبول الأخر؟؟....؟ هل رأيتم مثل هكذا ظلم تعرض له الحكام الأتقياء والورعين ؟!... من قبل هؤلاء الليبراليين والعلمانيين !!؟؟) ... المؤمنين الذين يخافون من رب العباد والبلاد !... ومن يوم الحساب !

ليس هذا فقط !... فقد تبين لهم ومن خلال ما يوحى اليهم أثناء تعبدهم في الليل والنهار !... بأنهم هم المدنيون ؟.. ولكن الشعب لا يفقه مدنيتهم ولم يُعطوا الفرصة الكافية ليثبتوا بأنهم أنقياء أتقياء ونظيفي اليد والسمعة !.. وكل ما يقال عنهم مجرد هفوات .. وعثرات .. وزلات .. وهزائم .. وجرائم .. يسامح رب العباد والبلاد عليها (لأن مدنيتهم من طراز خاص ... وهات أيدك وألحكني !) .

والسؤال هو ؟... الى متى تبقون يا سادة يا كرام ؟ .. تدورون في متاهات لها أول وليس لها أخر ؟
لماذا لا تنزلون عن بغلتكم ؟؟ كما يقول المثل الدارج عن المتمسك بموقفه ورأيه ... الى متى تستمرون تغنون في الطاحونة ؟ ، وأنتم تاركين مركبكم تتقاذفه الرياح والأمواج العاتية ؟.. وكل يوم يمر تسيرون فيه نحو جهنم وأبوابها المشرعة على هذا الشعب المسحوق والجائع والمحروم من كل شئ جميل وحسن ؟

عليكم أن تعودوا الى رشدكم وتستشعروا الخطر قبل وقوعه ، وتعملوا بصدق وبوازع من ضمير ، وبالتعاون مع قوى شعبنا الديمقراطية والوطنية ، بالبدء بأعادة بناء وبشكل عملي وليس بوعود وأقوال كاذبة ومضللة ، والبدء بأعادة بناء الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية الأتحادية الموحدة .. كون دولتكم الدينية التي تسعون الى قيامها ، والتي ليس لها فرص للحياة !... كونها ولدت ميتة !

ولكي يكون من اليسير قيام دولة علمانية!... يجب البدء بأعادة بناء مؤسسة أمنية وطنية ومهنية ـ ودمقرطة الدولة والمجتمع .... وخطوات أخرى عاجلة ، مثل الهيئات المستقلة وتوحيد الأوقاف وتفعيل مجلس الخدمة وقانون الأنتخابات وقانون أحزاب عادل وغير ذلك من الأستحقاقات غير القابلة للتأجيل والتسويف والكذب .

هذا جانب ... والجانب الأخر .. هو ما تذهبون اليه اليوم في عسكرة الدولة والمجتمع ونحت ذريعة محاربة داعش وما الى ذلك من فبركات ! ... فهذا لا ينفعكم في شئ ؟؟

تدريبكم الأشبال واليافعين وأسلمة الدولة والمجتمع وفرض رؤيتكم على الدولة والمجتمع ؟.. سوف بزيد الدمار والخراب والتمزق في الدولة والمجتمع ، وسيخسر الجميع وأولهم أنتم !...

فهذا مشروع خاسر وخطر ، وله أبعاد فكرية وسياسية لا تتماشى مع حركة الحياة ، وهو تعميق لنهج الطائفية والعنصرية ـ وستشكل سابقة خطيرة قد تؤدي الى نزاعات طائفية ومناطقية وعرقية ـ وقد تشعل الأرض والحرث والنسل ـ وهذا لن يوفر الحماية لكم ولنظامكم ، ولسلطتكم كما تعتقدون أبدا ... وقد جربها قبلكم النظام السابق ، والنتيجة تعرفونها أنتم وغيركم !

كذلك سياسة تكميم الأفواه ، والتهديد والوعيد وأستعراض العضلات والخطف والاعتقال ، والتحريض على كل من يختلف معكم ومع نهجكم .. ومعاداتكم السافرة للمرأة جهارا نهارا ومن دون أي وازع قانوني أو أخلاقي !... فهذا كله لا يعدو كونه تصرفات وسلوكيات صبيانية !!، لا تنم عن حكمة ودراية وتعقل ، ولا تنطلق من أناس من المفترض أن يكونوا رجال دولة .

أن حصر السلاح والحد من أنتشاره والأستحواذ عليه وتحت أي ذريعة أو مسمى ، وخارج المؤسسة الأمنية !.. حتى وأن كان بغطاء الحشد الشعبي والتذرع به ؟.. فهذه مخالفة دستورية وقانونية لا يحمد عقباها ، ولا تؤسس لدولة المواطنة ..

على الحكومة أذا كانت جادة ؟ وتسعى الى أستتباب الأمن ، وتعمل على بناء دولة مدنية عصرية ، وتسعى لبسط الأمن في البلاد ، وتحرص على تماسك ووحدة النسيج المجتمعي ، عليها أن تتصدى للمجاميع المسلحة وللسلاح المنفلت ، وللمتنفذين في مفاصل الدولة والذين هم جزء من المشكلة وليسوا جزء من الحل ؟.. وسوف لن يساهموا في بناء الدولة أبدا . .

بالرغم من شكي الأكيد بأن القائمين على أدارة الدولة والمجتمع ليس في ذهنهم ولا في برامجهم أعادة بناء دولة مدنية عادلة ، تقوم على المواطنة والدستور والعدل والمساواة .. بالرغم من أني أشك في ذلك .. ولكن يحدوني الأمل في أن أرى النور في أخر النفق .

 


3/6/2017


 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter