|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس  30 / 5 / 2013                            صادق محمد عبد الكريم الدبش                     كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

انذارات .......تحذيرات .......مساجلات هادئة

صادق محمد عبد الكريم الدبش

لم نفاجأ بالذي يجري على الساحة الدولية ، والصراع الذي يجري منذ ما يزيد من عامين على الساحة الشرق اوسطية ، وعلى وجه الخصوص في ( سوريا ....ولبنان ....والعراق ) . فكلما ظهرت بوادر أمل بالانفراج ولو بنسبة 1% نرى بداية لتصعيد ممنهج وبوتائر تصاعدية مريبة ومثيرة للشك ، واحيانا مبهمة وغير واضحة المعالم والمرامي وتحمل في ثناياها تشعب وتعدد الاهداف ، وقد تشبه الصواريخ الحديثة والعابرة للقارات والمحيطات ومتعددة الرؤس وتستهدف ضرب اهداف متعددة في أن واحد ، بعد اللقاءات المكوكية التي جرت قبل فترة بين الادارتين الامريكية والروسية ، واعقبها بريطاني روسي ، وألماني روسي ، ولقاءات اخرى بين مختلف الفاعلين والضالعين في أتون الحروب القائمة في المناطق الساخنة ، ونتج حسب اعلاناتهم هم ومن مصادرهم وليس من جهة اخرى ، بأنهم توصلوا الى اتفاق على مؤتمر جديد واطلقوا عليه (جينيف 2) وهذا يعتبر خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح والذي من شأنه أولا وقبل كل شئ أيقاف التدمير والقتل الممنهج من قبل الجميع ، وبخاصة على الساحة السورية والعراقية . ولكن الغريب ... ان الذي حدث هو عكس ما تم اعلانه ، فبالأمس خرجت علينا وسائل الاعلام بخبر مفاده موافقة الاتحاد الاوربي برفع الحظر على توريد الاسلحة الى ما يسمى ( المعارضة السورية ) وتحت يافطة شرط استخدامه للدفاع عن المدنيين !!! ، هذا اولا والشئ الاخر هو ، ان حلف الناتو لن يسمح بهزيمة ما يسمى (الجيش الحر) وردا على هذا الموقف الأمريكي الغربي ،اعلنت روسيا من جانبها انها سوف تذهب للوفاء بالتزامات موقعة سابقا مع النظام السوري وتسليمها صفقة الاسلحة من صواريخ متطورة للدفاع الجوي (s s 300) وذلك لخلق توازن ستراتيجي لسوريا ومنع التدخل الخارجي ، حسب ما جاء على لسان وزير الخارجية الروسية .

ان تقاطع المصالح الغربية والروسية ، والنهج العدواني للامبريالية الامريكية يدفع بالمنطقة لحافة حرب مدمرة ، لا تبقي ولا تذر ؟ ان الاحداث والتصعيد الارهابي الذي يطال العراق خلال الاسابيع المنصرمة الماضية ، والذي تغذيه قوى دولية تمتلك القدرات والامكانات المادية والوجستية والتي لها خبرة ودراية لمثل هكذا حروب ! هي التي تقف وراء كل ما يتعرض له بلدنا وشعبنا وهو متلازم ومترابط وبشكل وثيق بالذي يجري في سوريا ولبنان ، العراق يمر باعنف اساليب البطش والقتل والتدمير والارهاب ، واكثر من اي فترة سابقة ، والاسباب عديدة ومتشعبة ، منها ما هو سياسي من خلال تقاطع المصالح بين القوى السياسية التي بيدها السلطة والمال ، وهذا من شأنه اللعب على الوتر الطائفي والاثني والمناطقي والعشائري ، اما اللاعبين الخارجيين فهو امر مفروغ منه ومكشوف حتى للكل الناس ، وهو متأتي من غياب المشروع الوطني ، او عدم القدرة على انضاج برنامج دولة يستظل الجميع تحت خيمتها معززة هذه الدولة بالقانون والدستور ، وهنا يجب الابتعاد عن لغة التخوين والولاء للاجنبي ، يجب ان نبحث عن المشتركات حتى وان كانت في حدودها الدنيا ، المرحلة غاية بالصعوبة وتحتاج الى همة عالية ، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع ، والمطلوب مساهمة الكل لحلحة ما يتعرض اليه العراق ، ولدى القوى السياسية مجتمعة قدرات وامكانيات الفعل والتأثير داخليا وخارجيا من خلال مجمل العلاقات ...داخليا وأقليميا ودوليا ، وكل من هذه القوى تعرف حجمها وا مكاناتها وتأثيرها ، فالعراق يستحق من الجميع كل شئ ، وعلينا ان نسترخص له الغالي والنفيس ، وهناك الشيئ الاهم وهو التأسيس لمنظومة امنية مهنية وكفوئة ومحصنة وقائمة على أساس وطني ، يتمتع منتسبيه بالنزاهة والوطنية والاخلاص ومتجردة من اي نزعة عرقية وطائفية او منا طقية او حزبية ضيقة ، وأن ترفد بالمعدات والتقنية الحديثة وتحضى بالرعاية والدعم من سائر الشعب وقواه السياسية ، وأن تقوم على أسس علمية ، ويقودها أناس ذا خبرة ودراية ومعرفة في شتى العلوم الامنية والعسكرية ، وكذلك لديه الخبرة والدراية في التركيبة الاجتماعية والمكونات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وكيفية التعامل مع هذه الشرائح ، وتوزيع المهمات والواجبات والمسؤوليا ت حسب اختصاصها، والتعاون بين مختلف هذه الصنوف بما يخدم مصالح شعبنا والعراق العليا.

ان احكام السيطرة على الحدود البرية والبحرية والجوية هو الذي يحمي العراق وشعبه وثراواته من الطامعين والمعتدين ، وأدارة هذا الجانب بعناية ومسؤولية وحرص ووطنية سوف يكون مردوده كبيرا ، والامن الداخلي هو من مسؤولية اجهزة الشرطة والامن الداخلي والمخابرات ، فهذه هي التي تصون الامن وتثبت دعائم الدستور والقانون وليس عدد المنتسبين ولو انه مهم ولا نقلل من تأثيره على صيانة الامن والنظام في انحاء البلاد ، ان السواتر الكونكريتة والموانع والمصفحات لا تحمي البلد ابدا ، ان القدرة على تشخيص القوى التي تسعى لايقاف بناء الدولة وسيادة القانون ، لا تتم مواجهتها بهذه السواتر والمصفحات والمتاريس ،ولكن من خلال تنظيم وتوزيع هذه الاجهزة بكل صنوفها وكل حسب المسؤولية المناطة به ، وان تبني اوثق العلاات مع الناس في كل المدن والقصبات والقرى والارياف لتكون ظهير لهذه الاجهزة والسند القوى لها، ومن دون هذه العلاقة وهذا الترابط لا يمكن لهذه الاجهزة العمل وسط الناس ولن تستطيع القيام بمهماتها لتحقيق اهدافها وهو صيانة امن المجتمع والحفاض على تماسكه ووحدته وكيانه .

وعلى كل الخيرين من شعبنا وشعوب المنطقة ان ترفع صوتها عاليا مطالبتا بأيقاف الدمار في سوريا والعراق ، والتوقف عن دعم القوى الارهابية بكل مسمياتها والوانها من قوى الظلام والتخلف ،والتي تريد ايقاف عملية التطور الطبيعي في مجتمعاتنا ولابقاء شعوبنا متخلفتا عن الركب والحضارة الانسانية ، وعلى شعوبنا ان تمارس اقصى درجات الضغط على القوى الدولية اللاعبة في منطقتنا العربية ومن اجل مصالحهم ، وليس لشعوبنا مصلحة في هذا الصراع ، بل العكس ان مصالح شعوبنا تستدعي أيقاف كل هذا الدمار والموت المجاني والخراب الاجتماعي ،حتى تتمكن من اشاعة الامن والاستقرار لهذه الشعوب ،ولتبدأ بأعادة ما تم تدميره وليعم السلام والامان والرفاهية ، ولتعود هذه المجتمعات متماسكة ومتأخية ومتعايشة فيما بينها ولتبني حاضرها ومستقبلها ولتسابق الزمن لتلحق بالركب لتؤمن مستقبل الاجيال القادمة.


29/5/2013

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter