|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة  2 / 9 / 2011                            صادق محمد عبد الكريم الدبش                     كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لمصلحة من تقرع طبول الحرب

صادق محمد عبد الكريم الدبش

لا اغالي بأن قوى السلام والتقدم والساعية الى مستقبل امن ومرفه مجتمعةً على أن الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الرأسمالية وقلعة (الليبرالية الجديدة المتوحشة) الساعية الى عولمة الأستغلال والجشع بتحويل الأقتصاد العالمي الى سوق واحدة يحكمها قانون واحد تؤطره منظمة التجارة العالمية والمؤسسات المالية الأخرى (البنك الدولي - وصندوق النقد الدولي) والتي تتبنى اقتصاديات السوق وحرية السوق وحرية التجارة وفتح الحدود وتقليص دور الدولة في الأقتصاد.

الليبرالية الجديدة في المحصلة تعني (الغني يزداد غنىً والفقير يزداد فقراً) ومن خلال فلسفتهم والتي يدعون فيها الى : (لا داعي لدعم السلع من قبل الدولة ولا داعي للتسعيرة الأجبارية للسلع بأسعار اقل من السوق العالمية ,ولا داعي للخدمات العامة المجانية ,والسعي لتقليل الضرائب على ثروات الأغنياء ,,وكذلك تسريح العمال كلما كان ذلك ضروريا , عدم تقديم الدعم المطلوب لمعالجة الأثار المدمرة للبيئة نتيجة الغازات والمخلفات التي تنتجها المصانع والمنشئات الصناعية ) والتي يجب ان تكون ملزمة حسب القوانين النافذة بمعالجة كل هذه الأضرار والذي يلحق الضرر البالغ ليس فقط بالمناخ والتربة والمياه بل بأغلب الكائنات الحية ومنها الأنسان . هذا هو الوجه الحقيقي للولايات المتحدة وسلوكها العدواني ومحاولة فرض ارادتها على الشعوب !......هي استعمار بثوب جديد بأدعائها زورا بتسويق الديمقراطية وحقوق الأنسان ودولة القانون كما تدعي وتخفي وراء ذلك غاياتها الحقيقية وهى الهيمنة الأقتصادية لجني اكبر الأرباح على حساب الفقراء ومن تعبهم وحرمانهم ,كذلك الدفع بتخفيض الدعم لبرامج التنمية للطفولة والشباب والمرأة وتقليص برامج الدولة المختلفة مثل التأمين الصحي ومساعدة العاطلين وتقليص الرواتب وغير ذلك.

هذا في الجانب الأقتصادي والذي ذكرت القليل منه ,اما على صعيد السياسة الخارجية فحدث ولا حرج ولنكشف عن غيض من فيض هذا السلوك المنافي لأبسط الحقوق والقانون المفترض ان يكون متوفرا مع الدول التي تتعامل معها ولم نقل تتحالف,ولنأخذ منطقتنا العربية والتي نحن بصدد الحديث عنها ,انها تقيم اوثق العلاقات مع اعتى الأنظمة رجعية بل والمتهمة بتسويق الفكر الأصولي المتطرف ,والتي لا تقيم وزنا لا للقانون ولا لحقوق الأنسان ولا للديمقراطية وليس فيها اي نوع من انواع الأنتخابات ,اما عن المرأة وحقوقها فيا ليل وياعين!!!!وقصة منع النساء من قيادة السيارة هي في متناول الجميع ,مع كل عيوب وموبقات هذه الأنظمة فأن الولايات المتحدة وحليفاتها يقيمون مع هذه الانظمة اوثق العلاقات الأقتصادية والثقافية والتجارية ويرتبطون بهم بمعاهدات واحلاف عسكرية وأمنية وهناك قواعد عسكرية في البعض منها  ,والقارئ العربي سريع البديهية ويدرك حقائق الأمور ولو اخذنا عينات من هذه الدول وعلى سبيل المثال لا الحصر اسرائيل الأبن المدلل لأمريكا والغرب منذ تأسيسها وليومنا هذا فإنها لم تلتزم بأي قرار دولي ولا يوجد حسيب عليها ولا رقيب وتمارس كل انوع القهر والأرهاب والقتل والسجون والأبعاد والتمييز العنصري ضد اصحاب الأرض الحقيقيين وهم الشعب الفلسطيني وترتبط بامريكا والغرب بأوثق العلاقات ويغدقون عليها الهبات المالية والعسكرية وكل ما تحتاج وفي اخر المطاف تقول امريكا انها مع العدل والديمقراطية وحقوق الأنسان!!!!![انت شايف احلى من هيك ديمقراطية وعدل وانصاف] ونترك لكم الحكم .

دعنا من هذي التي تدعى اسرائيل [لأن هذه مو من لحم ثورنه] مثل ما يقول المثل العراقي لنأخذ الدول المنظوية في ما يسمى بدول التعاون الخليجي جميعها ولا استثني واحدة منها كلها انظمة دكتاتورية قمعية بأمتياز وليس لها علاقة لا بالديمقراطية ولا بالقانون ولا الدستور ولا بحقوق الأنسان وليس فيها عدل ولا انصاف والتي ما زال قسم منها تعيش فترة ما قبل الحضارة وهي اي الأنظمة في سبات عميق تصور كم هى اي امريكا حريصة على الشعوب وسعادتها وحريتها !!

لقد شهد العالم تغيرات واحداث دراماتيكية في العقد الاخير من القرن العشرين وغير متوقعة لأغلب الساسة والمهتمين في الشأن الدولي وذلك بالأنهيار المريع للأتحاد السوفيتي القوة العظمى والمنظومة التي كانت تسمى بألمنظومة الأشتراكية الحليف القوي لكل الشعوب وحامي الأمن والسلام الدوليين وبفضله لم تحدث حرب كونية ثالثة .

ان بنهاية الحقبة السوفيتية انتهت الحرب الباردة وبشكل نسبي وانفراد الولايات المتحدة وحلف الناتو بالعالم ومسعاها للهيمنة على مصائر الشعوب ومحاولاتها بفرض النظام السياسي الذي يلبي مصالحها المبنية على الجشع والاستغلال,ونتيجة لهذا الواقع المرير بدأت الولايات المتحدة بتنفيذ اجندات خدمة لمصالحها وبالضد من مصالح الشعوب, وبدلا من حل النزاعات التي تحدث هنا وهناك وبالطرق السلمية قامت بتغذية بؤر التوتر والنزاعات وساهمت بتفتيت يوغسلافيا وتحويلها الى دويلات متناحرة عرقيا وجغرافيا وطائفيا ,وهي تتحمل قسط من المسؤلية التي ارتكبها الطاغية صدام وحماقته في دخوله الكويت من خلال الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة في حربه مع ايران ومحاباته قبل دخوله الكويت من قبل سفيرة الولايات المتحدة لتوريطه ثم الأنقضاض عليه فيما بعد والتي الحقت افدح الأضرار بالعراق وشعبه و ما زلنا ندفع ثمن هذا الذي حدث.,وكذلك احتلال افغانستان والعراق وجلب الدمار والخراب للمنطقة بأسرها.

ان الذي يجري في المنطقة وفي بلدان عربية عديدة من هبات وثورات واحتجاجات ما هو الا رفض للواقع المزري والبؤس والفقر والظلم الواقع عليهم من انظمة اقل ما يقال عنها غير انسانية ومجردة من اي وازع او ضمير ,وما انفكت الولايات المتحدة من التدخل في شؤون هذه البلدان لغرض التأثير على هذه الثورات وحرفها عن وجهتها وبالضد من مصلحة هذه الشعوب مستخدمة كل امكانياتها المادية واللوجستية وماكنتها الاعلامية والقوة ان لزم الامر مثل ما حدث في ليبيا وقد تلحق بها سورية فيما بعد اذا غيبت عقلها ,لم تكتفي الولايات المتحدة بذلك بل وبلغة المتغطرس والمتجبر امرت تابعيها من العرب والأتراك والأسرائيليين وكذلك الأردن وبعض القوى اللبنانية بأن يحذوا حذو الولايات المتحدة في تسخير كل قدراتهم خدمة للمصالح الأمريكية وخاصة في ليبيا وسوريا وذلك من خلال أغداق الأموال على عملائهم في سوريا من التكفيريين والمتطرفين والمناوئين للنظام القائم في سوريا وفي البلدان الأخرى مثل سوريا وتونس للتأثير على اهداف الثوار والمنتفظين وتفتيت وحدة وارادة هذه الجماهير ومن اجل قيام انظمة موالية للمشروع الامريكي ,وتكللت الجهود الغربية المحمومة بتصريح الرئيس الفرنسي بالتهديد بتوجيه ضربة عسكرية للمنشئات النووية الأيرانية ! وهي اشارات مقلقة لكل شعوب المنطقة والمهتمين بالشأن العام في المنطقة والعالم بما في ذلك العراق المكتوي بنار الأرهاب وغياب الخدمات والصراع السياسي الذي يأخذ مديات طائفية احيان اخرى ,اما الجارة الشمالية لسورية تركيا التي كانت بالأمس القريب حليفا قويا لسورية! ما الذي تغير لكي تغير موقفها على هذا النحو الدرامي؟ والغريب وهم حسب ادعائهم حريصون على ديمومة هذه العلاقة وتطويرها ,انا اعتقد بصمات القرار الأمريكي واضحة بعدم التأخر في السير قدما مع المشروع الأمريكي وألا.......

لأن النظام التركي حريص على الديمقراطية وحقوق الشعوب بالعيش الكريم وبحرية تامة وهذا شئ يثلج الصدر ولكن لدي سؤال الى القادة الأتراك وهو مبدأ من مبادئ الدين الاسلامي الحنيف؟ بأن تعم المساواة ويسود العدل كل الرعية في الأمة الأسلامية ......اذا لم تخني ذاكرتي بأن في تركيا ما يقرب من العشرين مليون كردي واغلبهم مسلمون ولكن كل حقوقهم مصادرة وتمارس بحقهم كل اشكال الأضطهاد والقمع ومحاربون حتى في ارزاقهم واعمالهم وهم من الدرجة الثانية او الثالثة !!!هل هذا هو العدل الذي تنشدون ولكن لا حرج في سلوككم هذا لأن اسيادكم الأمريكان يعتبرون مطالبتهم بحقوقهم هو ارهاب وتهديد للسلام والأمن الدوليين .

ان ما يجري في المنطقة يستدعي شحذ الهمم والتجييش الجماهيري وعلى المستوى الاقليمي والدولي للجم جماح الساعين لاشعال اتون حرب مدمرة سوف تأتي على كل شئ ولم يسلم منها احد ولم يكن رابح فيها ابدا وعلى النظام السوري ان يعي هذه الحقيقة قبل فوات الاوان واللبيب من اصغى لمنطق العقل والاحمق من ركب رأسه او يسقط ممرغ في وحل الهزيمة.

 

 


 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter