|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة  2 / 11 / 2012                            صادق محمد عبد الكريم الدبش                     كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

متى تعاد حقوق الشهداء الذين سقطوا غدرا على يد النظام الفاشي البعثي السابق

صادق محمد عبد الكريم الدبش

مضت عشر سنوات على أنهيار النظام نتيجة لأحتلال العراق عام 2003م ولم يتم البت في هذه الجرائم والتي هي جرائم ضد الانسانية لكونها جرائم أبادة جماعية ضد أفكار الناس ومعتقداتهم وخياراتهم ،وخلال هذه الفترة لم يتم أحالة أي متهم الى القضاء ولم يصدر أي قرار حكم بحق من ساهم وخطط ونفذ هذه الجرائم وليس فقط التي تم نشرها هذا اليوم من قبلي على الفيس بوك وهي بألألاف ؟ وكل الذي جرى في المحكمة الجنائية العراقية العليا محاكمة عدد من رجالات النظام السابق والذين أصدروا قراراتهم بتصفية المختلفين مع النظام فكريا وسياسيا وعلى أساس الأنتماءات العرقية والطائفية والذين لا يتجاوز عددهم العشرات ونفذ حكم الأعدام بحق عدد لا يزيد عن خمسة او ستة أشخاص ؟!!!...أما القتلة الحقيقيين فهم طلقاء ويسرحون ويمرحون ويسخرون من الضحايا وذويهم ومنهم من هو في مراكز الدولة العليا وبيده ناصية القرار وبيده مصائر ذوي الشهداء .

طبعا هذه الحقائق يدركها ويعرفها حق المعرفة والأدراك كل السياسيين العراقيين الذين في السلطة او خارجها ويدركون بأن هؤلاء الضحايا كانوا رفاقهم ويحملون مبادئهم وقيمهم وقدموا حياتهم قربانا على مذبح الحرية والانعتاق والخلاص من الأرهاب والدكتاتورية ، أن من يتنكر لحقوق الشهداء ويغض الطرف عن هذه الحقوق بأعذار شتى ولحسابات الربح والخسارة أو لمصلحة ذاتية وأنانية ضيقة أو لضغوط سياسية خارجية أو داخلية فعليه أن ينتظر من شعبه الحساب الذي يليق به وأن التأريخ لن يرحمه أبدا .
ان حقوق الشهداء مقدسة ولا يجوز المساومة عليها وهي أمانة برقاب كل من له ذرة من الضمير والوجدان والكرامة وأولى هذه الحقوق وقبل أي شئ أخر أن يتم العثور على رفاتهم ومعرفة كيف قتلوا ومن الذي أرتكب هذه الجرائم وكيف ومتى ؟! هذا أولا ...وثانيا يتم نقل رفاتهم كل الى مسقط رأسه ليواروا الثرى وبمراسم رسمية تليق بشرف الشهادة وتكريما لذكراهم ؟! ....والمسألة الثالثة تنشر أسمائهم وعناوينهم في الجريدة الرسمية للحكومة العراقية (جريدة الوقائع العراقية ) بأعتبارهم رجال العراق الأوفياء والذين ذادوا عن الوطن ورفعته وكرامته ؟!....والمسألة الأخرى هي عدم التمييز بين الشهداء ومن كل الطيف العراقي لا على اساس الفكر والعقيدة والدين والمذهب والعرق .

ان قتلة هؤلاء معروفون من قبل الجميع وقبل كل شئ أخاطب البعثيين والذين يحرصون على أعلان الحقيقة كاملة وأضهار الحق ليعود الى أصحابه وهم الضحايا ،أن يبادروا الى ألكشف عن هذه الجرائم وبذلك يقدموا خدمة كبرى للعدل والحق ويبرئ كل واحد منهم ذمته أمام العدل والقانون والتأريخ ، وبعكسه سوف يكون متسترا عن جريمة كبرى .

ان من أرتكب هذه الجرائم هم من كتبوا التقارير على هؤلاء الضحايا واعضاء الشُعب و الفرق الحزبية التي كانت اوكارا للأستجواب ولا تعدوا هذه المقرات كونها مقار أمنية ومسالخ بشرية للضحاياها ، ومقرات الجيش الشعبي ومديريات الأمن والشرطة والمخابرات وكثير من المؤسسات والدوائر الحكومية ؟؟!!هؤلاء هم المنفذون الحقيقيون لكل الجرائم التي تم ارتكابها ، وحتى تأخذ العدالة مجراها ولا يأخذ عامر بجريرة عمران وتحقيقا عادلا ونزيها تشكل في كل محافظة لجنة تحقيقية تقوم بأستجواب القائمين على تلك المؤسسات التابعة للنظام السابق وتدعو هذه اللجان كل من لديه معلومات الأسراع بألأدلاء بها لهذه اللجنة القضائية المختصة ، وتحذير من يحاول أخفاء هذه الحقائق تحت طائلة المساءلة القانونية وتشديد العقوبة بحقه جزاء وفاقا لأخفائه المعلومات عن العدالة .

وبذلك نكون قد خلصنا ضمائرنا ومسؤليتنا الأدبية والأخلاقية وأدينا ما على كاهلنا من واجب امام هؤلاء المناضلين وأحقاقا للعدل والحق والذي هو شريعة الأرض والسماء. .

أما ذوو الشهداء فعلى الدولة بكل مؤسساتها أن تولي كل الأهتمام والرعاية والجهد لأنصاف هذه الشريحة التي قاست من العسف والتنكيل والأضطهاد والقمع لعقود عديدة وما زال القسم الكبير منهم يدفع فاتورة هذا الذي وقع عليهم .....وما زالت كثير من مفاصل الدولة تتعامل مع هذه الشريحة وكأنهم يستجدون من هذه المؤسسات والدوائر والافراد ،وعلى القائمين على دفة السلطة وبيدهم ناصية القرار أرسال رسائل حازمة لكل مفاصل الدولة بالقيام بخدمة هذه الشريحة ومن يخالف هذه التعليمات يصار الى أنزال أشد العقوبات بحقه وفقا للقوانين النافذة .

هذا هو الطريق الصائب والسليم لأشاعة السلم الأهلي من خلال أشاعة العدل والحق ، وهو الذي يؤدي الى المصالحة الوطنية الحقة وليس من خلال القفز على هذه الحقائق المريرة والمأساوية والظالمة...وأنا هنا أذ أضع هذه الأمور بين يد الساسة والمسؤلين رغبة بأضهار الحق والعدل ولكي أعود وأذكر مرة أخرى ساستنا والمسؤلين في الدولة والمجتمع ،أحزاب ومنظمات وجمعيات ومؤسسات مجتمع مدني لكي يقوموا بواجبهم بتبني هذه القضية العادلة وسوف لن أدخر جهدا بأعادة الكرة مرات عديدة حتى تحقيق هذا الهدف النبيل والملح .


1/11/2012 الخميس

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter