|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  2 / 2 / 2013                            صادق محمد عبد الكريم الدبش                     كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

شباط في ذاكرة التأريخ

صادق محمد عبد الكريم الدبش

من أين نبدأ من هنا ليل السعال ..........وبريدنا الباكي المعاد
لم تزل يافا وما زال الرفاق ........تحت الجسور وفوق أعمدة الضياء
يتأرجحون بلا رؤوس في الهواء .......ولم يزل دمنا المراق
على حوائطها القديمة واللصوص.......وحقولنا الجرداء يكسوها الجراد
                                                                                 
بدر شاكر السياب

اليوم هو الأول من شباط ؟ وما يحمل هذا من ذكريات أليمة وفواجع قلٍ نظيرها في تأريخ العراق الحديث بعد أستيلاء البعثيين على ...مقاليد السلطة وأسقاط ثورة تموز التحررية وبحمام دم طال الألاف من خيرة مناضلي شعبنا بين شهيد ومعتقل وشريد، وخيم على العراق ليل طويل في الثامن من شباط الأسود .

واليوم ونحن نستذكر هذه الجحافل من الشهداء والمعذبين بعد خمسين عاما خلت على هذه الجرائم وما جرى للعراق وشعبه لاحقا وما زال نتيجة للنهج الأرهابي والفاشي لهذه الزمر الباغية والتي عاثت بالعراق الخراب والدمار والموت والى يومنا هذا .

تمر هذه الذكرى وعراقنا مازال ينزف نتيجة الأرهاب الذي تقوده وتنفذه أعتى القوى المتطرفة من القوى الرادكالية والظلامية والفاشية المتمثلة بتنظيم القاعدة وحزب البعث سيئ الصيت .... فالخراب والدمار والموت والبطالة وغياب الخدمات وتأجيج حمى الطائفية والعرقية والمناطقية والأحتراب السياسي ، بمباركة ورعاية وتمويل جهات أقليمية ودولية، حتى يبقى العراق ضعيفا وتابعا وقراره السياسي والاقتصادي والسيادي مرتهن لهذه القوى الغاشمة ؟ وهذا مشروع تم التخطيط له من قبل النظام الرأسمالي وبرعاية أمريكية وليشمل كل المنطقة وليس العراق فقط .
أن ما يجري في الجارة سوريا الغالية على نفوس وعقول كل الخيرين من العراقيين وغيرهم ليدمي قلوبهم .

أن التدخل السافر للغرب والخليج وتركيا وأسرائيل وتنفيذا للمشروع المشار اليه أعلاه ومن أجل تدمير سوريا وبنيتها التحتية ومؤسساتها المدنية بحجة الدفاع عن الشعب السوري ولبناء نظام ديمقراطي يخلف النظام القائم ،وكأن الديمقراطية الأمريكية لا يمكن بناءها الا من خلال جبال من الجماجم البشرية من بنات وأبناء الشعب السوري ، وألحاق الديمقراطية المزعومة المرتقب قيامها في سوريا بعد حين بتوأم روحها دمقراطيات قطر وتركيا والسعودية ويبارك الفرعون في مصره هذا المشروع (الألهي)؟! من خلال أولياء أمور هذه الشعوب وربيعها ؟!!!

على قوى شعبنا جميعها ولا أستثني احداً منها أن تعي مسؤوليتها وبعقل راجح ومسؤول ، وتنظر لما يجري حولها وتستعد للذي هو قادم وتتخذ الخطوات الجريئة والشجاعة وأن تضع مصلحة العراق العليا الهدف الأول والأساس، وأن تنزل هذه القوى عن بغلتهم ويبحثوا عن أنصاف الحلول (وجعلناكم أمة وسطا) هذا ما جاء في القرأن الكريم ، ويوفوا بألتزاماتهم تجاه شعبهم ، فأمامهم سيل من التراكمات السياسية والأقتصادية والخدمية وعقبات في الدستور والقوانين الواجب تشريعها من قبل السلطة التشريعية ولوضع العراق على جادة الصواب ولنقيم دولة نباهي بها الأمم الأخرى .... والتأريخ لن يرحم أحد والزمن يمضي ولن ينتظركم.

أن ضحايا الأرهاب من الشهداء وذويهم من اليتامى والثكالى والأرامل والمعوزين والمتقاعدين والعاطلين وغيرهم كثر ، جميع هؤلاء ينتظرون أنصافهم ورفع الحيف عنهم وقبل هذا وذاك الوطن أمانة في أعناق الجميع في حمايته والذود عنه وعن شعبه وكرامته وحريته وسعادته ومستقبل أجياله القادمة .

شعبنا لا يريد غير العدل (والعدل أساس الملك).


1/2/2013
 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter