|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  12 / 11 / 2011                            صادق محمد عبد الكريم الدبش                     كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لترتفع الأصوات لأيقاف غلاة الأمريكان من اللعب بمصائر الشعوب العربية

صادق محمد عبد الكريم الدبش

سبق وان تعرضت لنفس  الموضوع ولكن بشكل اخر ومن زاوية اخرى ولكنه يدور حول استمرار هذه الأحداث الدراماتيكية التي تجري منذ اشهر ,حين بدأ ما اطلق عليه الربيع العربي وما شاب تلك الأحداث وما زالت من انعطافات حادة وعدم وضوح وضبابية تارة ومحاولة حرفها عن مسارها الطبيعي تارة اخرى وذلك من خلال التدخل المباشر والسافر للولايات المتحدة الأمريكية مستخدمة قوتها الجبارة وأعلامها ومخابراتها وكذلك الأيعاز لحلفائها الغربيين بالحذو حذوها وأصدار الأوامر للخانعين الأذلاء دول مجلس التعاون الخليجي وزعيمة الرجعية العربية ومصدرة الأسلام الأصولي الديني المتطرف وراعيته وممولته وكذلك تركية والاردن وأسرائيل وتسخير امكانياتهم المادية والأعلامية واللوجستية بتنفيذ الخطط المرسومة في البنتاغون وحلف شمال الأطلسي وذلك برسم خارطة جديدة للمنطقة خدمة لمصالحها والتي تتمثل وبشكل محدد او على اقل تقدير هاتين النقطتين اضافة الى اهداف اخرى .

الأول هو التخلص وبشكل نهائي من كل الأنظمة التي مازالت تتبع نظام اقتصادي ما يسمى (اشتراكي) او يسمى القطاع العام او رأسمالية الدولة والذي حسب فلسفة الليبرالية الجديدة يتعارض مع العولمة وحرية حركة راس المال وهيمنة الشركات هذه والتي 70% من هذه الشركات هي امريكية والباقي اوربي والقليل ياباني .

والشيئ الأخر والذي لا يقل اهمية عن سابقه هو تبعية هذه الدول بعد تصفية البنى التحتية للقطاع العام في هذه الدول وبذرائع جاهزة لتسويقها الى الأعلام المرئي والمسموع والمقروء وبحجة اعادة هيكلة الأقتصاد لهذه الدول توعز الى المؤسسات المالية العالمية الممولة للقروض الضخمة وبفوائد وشروط مجحفة وطويلة الأمد وذالك لتمويل خطط هذه الدول لبناء مؤسساتها الأقتصادية ,وفي هذه الحالة ضمنت الرأسمالية تبعية هذه الدول لشروط النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وبنفس الوقت عملت على تحريك اقتصادها المتعثر والمتأرجح والركود الشامل الذي يعاني منه اغلب اقتصاديات الدول الرأسمالية وتلافيا لحدوث احتجاجات نتيجة لهذا الركود وازدياد عدد العاطلين وتدني القدرة الشرائية نتيجة لزيادة التضخم وغلاء الأسعار .

وطبيعي بعد تصفية القطاع العام في البلدان التي كانت تعتمد اقتصاد وهيمنة قطاع الدولة والذي كان يقدم الدعم لكثير من السلع والخدمات خدمة للشرائح الأجتماعية الفقيرة وذات الدخل المحدود ,عند الأنتقال من اقتصاد قطاع الدولة الى القطاع الخاص او الحر سوف يرفع الدعم عن اغلب الخطط التي كانت تدعم هذه السلع والخدمات والتي جراءها سوف يتضرر الملايين ويشكلون جيشا من المعوزين الذين يعيشون دون خط الفقر .

هذه التي اسلفتها هي اضرار بنيوية مادية تصيب بنية المجتمع ,اما ما يصيب الاوطان والشعوب بألصميم من ناس ومؤسسات وحجر وشجر وضرع فهذا لا يعرفه ولا يمكن ان نحصيه الا بعد سنوات وربما عقود وأمنيتي ورجائي ان لا يحدث المحذور لأنه لا يسر احدا سوى القتلة والمتلذذين بتعاسة وبؤس بني البشر وهم قلة نادرة لأن اغلب بني البشر هم انسانيين في طبعهم وطباعهم وفي فطرتهم.

للمتابع لنهج وسلوك الولايات المتحددة وبعض من حلفائها لم يكتفوا بمئات الالاف الذين تم نحرهم وبسابقة فريدة واحيانا  بشرعنة دولية وبدم بارد في حروبهم المدانة من قبل كل ذي بصر او بصيرة وكذلك من قبل الشرائع والمواثيق الدولية والمنظمات المعنية بحقوق الأنسان والبيئة والطفولة وجمعيات الرفق بألحيوان وحماية التراث الأنساني وغيرهم .

هذا كله الذي جرى في يوغسلافيا السابقة وأفغانستان والعراق وفي فلسطين وغيرها من بقاع العالم المختلفة يبدو ان الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة لم تشفي غليلها كل هذه الضحايا البريئة ولم تروي من ظمئها بعد, فهي تعد لجولة جديدة ولكنها اي جولة ....انها نذير شئم وشر مستطير   .

وكما عودتنا امريكا فهي قد اعدت لكل شئ  مبرراته ودوافع وذرائع وتهم جاهزة في وقتها وفي حينها لتسويقها الى المجتمع العالمي بشكل عام والعربي بشكل خاص وعبر ماكنتها الأعلامية المضللة والمأجورة مستعينة بتغطية ومباركة الأنظمة العربية السائرة في ركابها والمستظلة تحت خيمتها وتعمل ما تأمر به صاغرة خنوعة ذليلة كمغتصبة تم اغتصابها في وضح النهار بل اذل من ذلك واذا دعت الضرورة يمكن ان يجدوا لهذا مبررا شرعيا يباركون به لفرعونهم لفعلتهم المرتقبة لاحقا .

اليوم قد تفاجأ البعض من اعلان الجامعة العربية الغريب والاغرب من كل ذلك هذا الأذعان المذل للأرادة الأمريكية وشرطييها اللقيطة اسرائيل وفقد كل حياء حيث خرج علينا رئيس وزراء قطر وهو متربع على عرش الجامعة العربية ومعه الأمين العام للجامعة ومن اجل حماية المدنيين وحقوق الأنسان المنتهكة ومن اجل نظام انساني يمثل ارادة السوريين حسب ما جاء في ديباجته اعز الله مقامه ونال من حوله ببركاته !!!!تصوروا ايها الأعزاء الاكارم الشيخ الجليل بقدره وعلاه يتباكى الم وأسف ولوعة على حاضرة الخلافة الأموية وعلى مجد معركة ميسلون وتدمر وملكتها زنوبيا التي ابت الا ان تموت من دون الخنوع.... هذا المسكين يتباكى على شعب البطولات وصاحب التأرخ الذي علم الشيخ وحاشيته علم الكلام وأدب الحديث والصبر عند الملمات والنوائب والتي بفضائل هؤلاء الحكام تتوالى وهي تترا تحصد في طريقها الاف من الأبرياء !!!!! أيتها الشعوب العربيه ......أيه المتمردون والثائرون على انظمتكم ....الساعين الى غد خال من الأرهاب والموت والدمار ...خال من القهر والجوع والمرض غد الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية دولة الشعب كل الشعب من دون الغاء ولا اقصاء ولا تمييز ..ناضلوا وبعزم لا يلين لنيل حريتكم وصون كرامتكم التي يتاجر بها اسياد المال والعهر والجريمة ....ولا تهنوا فأن للباطل جولة وللحق جولات وعلى الباغي تدور الدوائر .

لا يمكن للجلادين ومصاصي دماء الشعوب ان ينصفوا ضحاياهم ابدا ...انهم باعوا ضمائرهم واسترخصوا ذمتهم ومقدسات وطنهم وتعدوا على اعرافهم ودينهم في مقابل البقاء في صومعتهم اذلاء في عروشهم,  ولكن ستلاحقهم لعنة الشعوب طال الزمن ام قصر .

ان استمرار هذا النهج المدمر والمنافي لكل الأعراف والمواثيق الدولية والعبث بأرواح الناس ومقدراتهم ومستقبلهم من دون اي وازع ديني او اخلاقي او انساني لسوف يعرض الأمن والسلام والأستقرار في المنطقة والعالم ولسوف يترك اثاره لفترة طويلة والواجب الملقى على عاتق الخيرين في العالم ومن مختلف الملل والأعراق ان يقفوا وبثبات ضد هذا النهج المدمر وأن تقفوا مع هذه الشعوب ونصرتها وعدم السماح لقوى الشر من اذلالها وزيادة بؤسها والامها ,وحتى لا يتوهم البعض بأنها اشارات او دغدغات للأنظمة في سوريا او ايران او لبنان والتي هي من مخلفات الماضي السحيق وليس لها حظوظ في الاستمرار او الحياة وعليها ان تعي حقيقة ان التأريخ لا يرحم احد وحكم الحياة وحركتها دائما عادل عندما يحين وقت رحيله ...والبناء الأجتماعي والمتغيرات التي تحدث في بنيته وانتقاله من مرحلة دنيا الى مرحلة ارقى لا تتم عبر التأمر والافساد والفساد او التضليل والتلاعب بمشاعر الناس ومحاولات التأثير على قناعاتهم بألضد من مصالحهم وشراء الذمم وأساليب الترغيب والترهيب ,ليس عبر هكذا اساليب رخيصة وان نجحت فنجاحها مؤقت , بل يتم الأنتقال وفق قوانين ونظم تكتشفها وتصوغها وتحولها الى فعل جماهيري من خلال هذه القوة الكامنة داخل حركة المجتمع وعندما يحين موعدها لا توجد اي قوة قادرة من ايقاف هذه الأرادة الجبارة لأنها تمثل الأرادة الشعبية التي لا تقهر .

يجب ان لا نسمح لغلاة المتطرفين الأمبرياليين من اشعال حرب جديدة لأن المنطقة كفاها ضيم وظلم وجور وخراب ...واثمان الحرب سوف تكون باهضة ومدمرة ويصعب تقدير مدياتها واثمانها وأمتداداتها.  

 

    12/11/2011 

 


 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter