|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  1  / 9 / 2019                                                       صباح كنجي                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

نطق لبيد فلمْ يصدقهُ حتى البليد..!
(3)

صباح كنجي
(موقع الناس)

من خلال هذا المقتطف الطويل الذي استقطعناه من اوراق توما توماس .. وهو شخصية شيوعية قيادية حصلت على الثقة والتقدير الحزبي .. وقائد انصاري يتمتع بالشجاعة و الضبط .. ويمتلك رصيد شعبي وجماهيري مرموق .. وهو يشخص طبيعة العلاقات السائدة في قيادة الحزب.. وما رافق اجتماع اللجنة المركزية من اجواء تآمريه يجعلنا ان نؤكد.. بأن ما اسفر عن ذلك الاجتماع.. كان الأساس لكارثة مراني وفقاً للمعطيات التالية :

اولا: جرت تصفية حركة الانصار الشيوعية من قبل قيادة الحزب .. بدور فاعل لأعضاء المكتب السياسي .. واتخاذ قرارات خاطئة.. تصب في مجرى حل تشكيلات الانصار والغائها عملياً .. من خلال دمجها بالمنظمات المحلية ..

و تشخيص رفاق غير مؤهلين لقيادة العمل ليصبحوا اعضاء فيما سمى بالمفصل.. انيطت بهم قيادة المحليات كما هو الحال مع لبيد عباوي ـ ابو سالار.. الذي يفتقد للقيم والخصال الثورية .. ولا يمتلك مؤهلات و قدرات عسكرية.. وتميز بقدرة هائلة على المخادعة واللف و الدوران.. بالرغم من ثقافته وتحصيله العلمي وقدراته التنظيمية والفكرية..

وهي صفات لا تتلاءم مع طبيعة حركة الانصار التي تتطلب قيادة ميدانية تعتمد على التضحية والايثار والشجاعة.. والاستعداد لمواجهة المخاطر والتحديات.. مقرونة بالتحمل والصبر لتجاوز الصعوبات والمحن في المنعطفات الكبرى كما هو الحال مع الانفال..

ثانيا : اربكت هذه القرارات الوضع في حركة الانصار.. وانعكس ذلك بدرجة كبيرة على الاوضاع في بهدينان.. وشل قدرة المفارز والتشكيلات التي كانت منتظمة في هياكل عسكرية.. تعتمد صيغ الافواج والسرايا و الفصائل.. وجردها في اللحظة المناسبة .. من كل صلاحياتها .. وبدلا من ايقاف العمل بهذه القرارات البائسة.. واصل لبيد عباوي جهوده.. في زمن محاصرة الجيش وتطويق المقرات لتشكيل الهيآت ومجاميع الدمج .. غير آبه بما يدور حوله.. وأشغل الانصار بمهام غير مجدية.. بعد ان نصب نفسه مسؤولا أول.. وتجاوز لجنة المفصل واهملها .. و اعتمد على من يستطيع التأثير عليه .. و شخص من يتمكن من دفعهم للمشاركة في قراراته..

لهذا يذكر.. ان ابو سربست وتوفيق اشتركا معه في اتخاذ القرار الخاص بتسليم العوائل.. وهما ليس اعضاء في المفصل القيادي.. الذي ذكر اسماؤهم توما توماس في اوراقه .. ولم يكن لهم موقع حزبي مؤثر ليواجه ضغوطاته "كمسؤول ".. ولم يذكر لبيد في اللقاء.. ان هذا المفصل عقد اجتماعا واحدا له قبل كارثة مراني بأيام .. وكان رد فعل الكوادر في محلية دهوك التي يقودها ابو عمشة.. رافضا لهذا التشكيل .. الذي اسماه توما توماس بالتعريب..

ثالثا : لا يمكن النظر الى هكذا امور تتعلق بمصير الحزب وحركة الانصار بنظرة سطحية مبسطة.. لا تتجاوز الأخطاء في مجال التكتيك والتقديرات غير الدقيقة لموازين القوى.. وغيرها من الأسباب و المبررات.. دون ان ننتبه لما كان يخطط له النظام عبر اجهزة مخابراته في ذات السياق مع الحملات العسكرية في الأنفال .. وما يمكن ان تؤديه شبكة مخابراته وعملائه في صفوف الأحزاب والقوى المتواجدة في كردستان وفي المقدمة منها الحزب الشيوعي العراقي..

وما يلفت النظر بالنسبة لحركة الأنصار والوضع القيادي في الحزب الشيوعي.. الذي كان مخترقاً هو الآخر بلا شك كما نعلم ..

وكما ورد في مذكرات الراحل توما توماس وانفراد ( آرا ) ومن معه في تقرير مصير الأحداث قبل وبعد هذا الاجتماع التآمري .. وما جرى في الواقع التنظيمي من متغيرات .. شملت أغلب الكوادر العسكرية القيادية الفاعلة في الأنصار.. دون أن نأخذ بنظر الاعتبار هذه الحقيقة المؤلمة.. ونتوقف عند ابعادها وما لها علاقة بشبكة العملاء داخل الحزب.. التي افرزت اسماء كان لها تواجدا في ساحة العمل الانصاري وفي قيادة الحزب.. في تلك المرحلة.. وقد شخص الراحل توما توماس احد ـ ى الاشخاص الذين كانوا ضمن العشرة.. الذين جرى دمجهم في قوام اللجنة المركزية للحزب.. دون انتخابات في المؤتمر الرابع .. وافتضاح امر احدهم بسبب نشر وثائق تؤكد موقفه ـ ها الضعيف عند الاعتقال عام 1978 .. الأمر الذي اضطرهم لإخراجها من قوام اللجنة المركزية بعد الاجتماع الأول مباشرة ..

لا يفوتني ان استعيد بعضا مما له علاقة بموضوعة الاندساس داخل الحزب.. وأنا استعيد في ذاكرتي جزء من مداخلة فخري كريم في المؤتمر الخامس في شقلاوة.. الذي صور بالفيديو حينها .. وهو يتحدث عن المعتقلين العاملين في قيادة الحزب والخط العسكري .. ممن وقعوا في ايدي اجهزة القمع التابعة للنظام من بداية السبعينات.. وهو يتحدث امام المؤتمرين .. مؤشراً ببصمة إبهام يده اليمنى في حركة تمثيلية مقصودة و معبرة ليقول :

لم يخرج احدا منهم سالماً دون توقيع وتعهد!! .. واعقبها حديثه عن ( آرا ) الذي كان المسؤول الأمني للحزب.. وجلب محفظته الدبلوماسية مع اوراقها ووثائقها الخطيرة من قبل ضابط مخابرات سوري لمكتب الحزب في دمشق قائلا بسخرية :

ـ هذه شنطة رفيقكم نساها في سيارة تكسي! ..

واضاف موضحاً ان آرا يفرط بالشرب ويفقد توازنه وترك حاجياته غير مؤنة.. كما هو الحال مع وثائقه في الشنطة ..

لم يكتفي فخري في مداخلته الأمنية عند هذه الحدود.. نوه لمسألة متعلقة بالفقيد ثابت حبيب العاني وما دار حوله من شبهات معروفة للجميع .. ذاكراً ان مصدر المعلومات للشكوك حول ثابت جاءت من اقرب الناس اليه .. ويقصد عامر عبدالله.. كان لحديثه عن ثابت.. يتعلق بصلة كادر بعثي له علاقة تنسيق بالحزب الشيوعي انكشف امره ولاقى مصيره .. يعتقد ان ثابت سربها .. وهذا ليس موضع حديثنا الآن لانه تكشف لاحقا.. ان زوجة عامر الثانية في لندن.. كانت هي من سرقت اوراقه وكامل مذكراته وسلمتها للمخابرات العراقية عن طريق شخصية فلسطينية ..

سنعود لما له علاقة بالأنصار والانفال ووجود آرا لوحده ممثلا للمكتب السياسي في كردستان وتحوله للقائد الميداني للتحكم بالأنصار ومصير الكفاح المسلح ونتساءل ..

هل جاء ذلك بصورة عفوية ؟.. ام انه كان في نطاق نشاط مبرمج لخطة المخابرات التي حركت شبكة عملائها داخل الحزب والأنصار.. ليؤدوا دورهم المطلوب .. قبل الحدث العسكري.. وهو ما ابدع فيه آرا بشكل مذهل .. وفقا لما ورد في المقتطفات التي استقيناها من اوراق الراحل توما توماس .. خاصة بعد اكتشاف ارتباط آرا بالأجهزة الأمنية للنظام وتواصل تقاضيه لراتب 1200 دولار شهرياً من السفارة العراقية في براغ .. وهو عضو في المكتب السياسي اثناء فترة الكفاح المسلح..

كيف يستقيم هذا؟ ..

علما اني اثرت الموضوع قبل وفاته ورجوته ان يدافع عن نفسه .. لكنه سرب جوابا.. ان ما كان يتقاضاه لم يكن الا راتبه التقاعدي !..

رابعاً.. لم يكن آرا الحالة الوحيدة غير السليمة في كيان الحزب .. لكنه كان الحالة الوحيدة التي ترك لها الاجواء لتعبث بحركة الانصار وتقرر مصيرها.. ولعب دورا فعالا في ذلك الاجتماع التآمري .. الذي يستدعي التوقف عنده وفك طلاسمه ممن ما زالوا يتواجدون احياء من قادة الحزب.. خاصة الذين شاركوا فيه وساهموا في اتخاذ تلك القرارات المشينة.. ولا استبعد انطلاء الامر على بعضهم وانسياقهم للموافقة على تلك القرارات بحسن نيه والاجتهاد الخاطئ ..

لكن الم يكن آخرين في قيادة الحزب والانصار ممن انخرطوا في سلك العمالة.. وشكلوا جزء خطيرا من شبكة التجسس البعثية داخل الحزب ؟..

ـ الم يكن يوسف حنا القس ـ ابو حكمت.. عضو اللجنة المركزية للحزب ومسؤول قاطع اربيل للحزب الشيوعي العراقي.. عميلا هو الآخر؟..

ـ الم يكن نائف عبدالله ـ ابو هيوا مرشح اللجنة المركزية عميلا؟.. كان قد خبأ امر تعهده للأمن عن الحزب..

ـ الم يكن ماجد عبد الرضا عضو اللجنة المركزية عميلا؟.. وكلف بشق الحزب وفق برنامج مؤجل ومحدد توقيته من اجهزة المخابرات.. بعد توقيعه تعهدا للبعث عام 1978 اثناء اعتقاله ..

ـ الم يكن عددا آخر من اعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي من المتعهدين والموقعين لأجهزة القمع ؟.. في حوزتي اسماء اخرى ممن تعاملوا مع اجهزة الأمن ووقعوا على تعهدات جرى حجبها عن شبكة الكادر والقواعد الحزبية!!..

ـ الم يكن ابو طالب .. المسؤول العسكري لقاطع بهدينان عميلا ؟.. تم سحبه الى اربيل ليبدأ بتطبيق برنامج امني بالغ الخطورة اثناء الانفال وما بعدها.. تمثل بسحب واستدراج عدد من قادة الحزب وفي المقدمة منهم عمر علي الشيخ ـ ابو فاروق وشبكة من الكادر العاملين معه الى الداخل في بغداد بالاتفاق مع مديرية الأمن العامة التي كانت تشرف على كامل المخطط التنظيمي وتتطلع على المراسلات والبريد الحزبي المرسل الى شقلاوة لغاية عام 1993 حيث تم اكتشاف امره ولم يكن بالإمكان التستر عليه ..

ـ الم يكن ابو هيمن ـ عدنان الطالقاني .. عضو منطقة الفرات الاوسط .. عميلا؟ .. وبالرغم من اكتشاف امره قبل المؤتمر الرابع.. جرت اعادته الى الداخل من جديد لينجو بنفسه.. وتمكن من استدراج عدنان عباس ـ ابو تانية عضو اللجنة المركزية للداخل بالاتفاق مع الأمن حيث نزل معه من قرية شاريا وللأسف تلافى وتغافل عدنان عباس عن هذه الواقعة الخطرة في مذكراته ولم يتطرق اليها.. مع التأكيد ان ابو هيمن يواصل عمله مع حزب البعث بشكل سافر لليوم .. بالإعلان عن اسمه كعضو في اللجنة المكلفة بإحياء الذكرى السنوية لرحيل الطاغية صدام حسين في كل عام ..

ـ الم يكن ابو بهاء البصراوي.. الكادر المتقدم .. عميلا؟

ـ الم يكن ممو اربيل و ممو بهدينان عملاء؟..

اسماء وعناوين كبيرة وشبكات من عملاء صغار وكبار .. كانت تعمل وتنشط وتخرب تواجدت في مختلف القواطع والمكاتب والمفارز .. اكتشفنا بعد الانتفاضة.. وجود 28 حالة اندساس في قاطع وتنظيمات لجنة محلية اربيل فقط .. احداها كانت عضو مكتب قاطع اربيل.. والوثائق ما زالت بحوزة الحزب بالأسماء والخرائط المشخصة التي استحوذنا عليها من دوائر الأمن في انتفاضة 1991 من عدة محافظات في كردستان وغيرها..

ـ ماهي المهمات التي كلف بها هؤلاء وغيرهم.. في فترة الانفال.. وما سبقها ؟..

ـ هل جاءت القرارات البائسة للمكتب السياسي ـ آرا عفوية.. أم مدروسة؟.. وفق مخطط تكميلي وتنسيق.. من قبل الدولة ومؤسساتها الأمنية مع حركة الجيش والتشكيلات المكلفة بالتوجه الى كردستان !!..

ـ هل كان سلوك البعض من هؤلاء الكوادر المكلفين بدمج الانصار مع التنظيم وقيادته.. من بينهم لبيد عباوي سليماً وموفقا ؟.. ام انه انساق في لجة الحدث للمشاركة في استكمال المشروع التدميري بلا وعي .. بحكم حالة الفوضى والرعب التي احاطت به .. وفقدانه لزمام الأمور.. بعد أن أصبح ينقاد لنوازعه وغرائزه بدونية.. تجسدها الرغبة الذاتية للخلاص على حساب الآخرين ؟!! ..

يقول لبيد فيما قاله في حواره مع شه مال ..

( في خضم ذالك الوضع الخطير المتصاعد لصالح النظام العراقي البائد حاول النظام من خلال جواسيسه القضاء على مفرزتنا المحاصرة وتسليمنا الى النظام العراقي ... حيث قام شخص كان من ضمن المفرزة بإحضار( سيارة تنكر), واقترح علينا ان ينقلنا إلى أى مكان آخر للخلاص من الحصار والطوق القاتل ـ حسب إ دعائه ) , الا اننا اكتشفنا امره وتبين لنا بان الشخص كان مندسا وأراد ان يسلمنا بهذه الطريقة كلقمة سائغة للسلطة .......!! )

وهو يقصد بهذه الفقرة النصير .. ابو ( ل ) .. الذي كان من عائلة شيوعية معروفة رفدت الانصار بعدد من المناضلين المعروفين .. وكان نصيرا وكادرا حزبيا ـ امنياً.. مكلفاً من قبل عمر علي الشيخ ـ ابو فاروق مباشرة بالعمل للاختراق اجهزة الدولة القمعية ..

شاهدته لآخر مرة قبل الأنفال بأيام في كند دوغات.. كان عائدا من الموصل في الأول من آب.. و يبدو ان ملابسات الأحداث المعقدة والمهام التي كلف بها في حينها بالنزول للموصل.. بعد عودته الأخيرة وتهيئة مستلزمات الحركة للمجموعة المحاصرة من الانصار.. واعتقال النصير الاداري ابو (ح) في الموصل.. واطلاق سراحه فوراً.. بعد ان ابدى استعداده للتعاون الشكلي معهم لينقذ نفسه ويخبر المجموعة المحاصرة بأمره .. قد سعر من شكوك الانصار.. بالذات مسؤول المجموعة لبيد .. ودفعه للتعامل مع المقترح بنقل الانصار من خلال تنكر الماء.. و استنتاجه الفوري.. انها محاولة أمنية للتخلص منهم واعتقالهم ..

لذلك قرر التخلص من النصير بشكل فوري تحت تأثير حالة الرعب والانهيار التي انتابته..

إن المعلومات المؤكدة التي لا تقبل الشك.. واشقاء النصير الفقيد ابو (ل) ما زالوا موجودين.. ولا زالوا اعضاء ويناضلون في صفوف الحزب الشيوعي لليوم ..

أن التنكر يعود لشقيقه المعوق .. الذي كان يبيع الماء.. ووضعه تحت تصرف الانصار والحزب في تلك المحنة .. وكان مقترحاً وجيها بالإمكان تجربته بإرسال ولو شخص واحد.. او شخصين كأول مجموعة بهذه الوسيلة غير المكشوفة .. لكن للأسف فقدنا هذا النصير الشجاع بسبب تكليفه بالعمل في اختراق اجهزة الدولة.. ونجح في اختراقها اولا.. والتسرع في اتخاذ قرار فردي بإلغائه من الوجود والتخلص منه بعجالة ثانياً ..

وهو ليس الحالة الوحيدة التي اصدر من خلالها لبيد هكذا قرارات خطيرة.. تتعلق بمصير مناضلين كادت ان تؤدي بحياة رفيق آخر من مناضلي الموصل المعروفين .. بسبب ملابسات اعتقال ابو مناف والرفيقة نغم في الداخل.. واستعجال لبيد في الصاق التهمة بالرفيق ( ر.. فجر ) دون تحقيق حينها ..

و بعد الانتفاضة حيث كان عضوا في المكتب السياسي.. كلف مكتب محلية نينوى بالتخلص من ( فجر) الذي كان متواجدا حينها في دهوك.. واقترحنا عليه اللقاء به والتحقيق معه لأنه كان مصدر الاتهام.. لكنه كلف المكتب بالتخلص منه فورا دون تحقيق .. وكلف كاتب السطور بتنفيذ هذه المهمة .. ولسببين نجحت في تمرير مناورة بإنقاذ الرفيق فجر من الموت ..

الأول.. ورود معلومات امنية عبر ابو سالار الينا من باب التنبيه والتحذير الأمني .. ( ليس لها علاقة بفجر) اكتشفنا زيفها وعدم اهميتها.. ولم تشكل اية اساس له علاقة بالنشاط الحزبي ..

الثاني.. امتلاكنا لمعلومات من خلال وسائلنا المباشرة بوجود اختراقات في قيادة الحزب.. عبر بعض صلات لبيد .. كانت مهمتها ضخ معلومات غير المهمة للحزب .. او الايقاع بالمناضلين الشرفاء.. ممن خططت اجهزت القمع للتخلص منهم.. بتوريط الحزب الشيوعي ورفاقه بها .. كما هو الحال مع ( ر.. فجر ) .. عبر مخطط اعتمد من قبل اجهزة الدولة.. في نطاق ستراتيجية امنية حملت عنوان.. ( الخطة الأمنية الاستراتيجية بعيدة المدى ) المعتمدة من عام 1986 .. التي كانت بعض فقراتها تؤكد على احتواء وكسب العناصر القيادية في الحزب والانصار .. ودع البقية المنظمات والخلايا تنشط تحت انظارك دون اعتقالهم )..

لم تتوقف ملابسات اعتقال ابو مناف .. سبهان ملا جياد والرفيقة نغم.. عند هذه الحدود وللموضوع والمشكلة صلة باختراق تنظيمات القوش.. ووجود العميل ممو.. الذي كان يتعامل معه الفقيد عامل ـ اونير بطرس .. عضو مكتب محلية نينوى بثقة مطلقة .. وسبق وان نزل ابو مناف الى الداخل عبر مساعدة عامل .. الذي التقاه في مسشفى الموصل.. اثناء اجراء عملية له في المشفى بمساعدة فجر الذي سكن ابو مناف في مشتمل له بالقرب من داره.. وكان هذا خطأ فادحا في العمل الحزبي في فترة قيادة لبيد للمحلية ..

حيث زاره عامل في المستشفى ايضا .. وحصل ابو مناف على بطل دم من متبرع من عنصر في الأمن ولم تكن هذا الثغرة الوحيدة في العمل التنظيمي.. الذي شكل السبب الرئيسي في اعتقال ابو مناف .. إذ سبقها مداهمة عنصر أمن .. كان زميلا له في الجامعة.. في بيت لجأ اليه ابو مناف مع نغم من اقربائها .. وكانت هذه المداهمة ـ الزيارة للتشخيص والتأكد من شخصيته ..

ورافقها مراقبة كافة التلفونات التي كان يتحدث ويتصل بها مع الآخرين.. خاصة مع اهله وأهل الرفيقة نغم .. التي تم تسجيلها والتنصت عليها من قبل اجهزة المراقبة والمتابعة .. كل هذه المعلومات وغيرها لم يتوقف عندها لبيد .. وجعل من ( ر.. فجر ) كبش الفداء وقرر التخلص منه كما اسلفت ..

لا بل هناك ملابسات وتعقيدات تفرعت من هذه القصة شملت اعطاؤنا بريد حزبي من قبل لبيد اثناء قيادته للمحلية لإيصاله الى المدعو .. ( الدكتور امين سليمان بدوي ) في كلية الزراعة والغابات ـ حمام العليل ـ الموصل.. على اساس انه بريد حزبي مهم للغاية للمكتب السياسي ..

جرى تكليف رفيقة ومناضلة مقدامة غير مكشوفة.. كانت طالبة في كلية الزراعة.. من منظمة بحزاني حينها ..لإيصالها على اساس انه بريد المكتب السياسي المهم .. لكن تبين ان الدكتور أمين لم يكن شيوعياً و يتعامل مع اجهزة القمع .. وبالرغم من ايصال الرسالة المذكورة له للبيت وتسليمها الى زوجته من باب الاحتياط .. فأن امر المراسلة قد كشف تقريباً.. وحدث وأن جاء عدد من افراد الأمن الى الشعبة التي كانت الطالبة المناضلة فيها للتشخيص مصطحبين معهم طفل كان متواجدا في الشارع امام بيت الدكتور امين حينها لدقائق ومن ثم خرجوا .. وتيقنت رفيقتنا حينها.. ان الدكتور أمين.. أو زوجته .. من المتعاملين مع الأمن دون شك .. كان هذا قبيل الانفال بفترة ..

وقبل ايام عرفت.. ان المذكور الدكتور أمين سليمان بدوي .. هو ابن اخت النصير ابو مناف.. ومن المتعاملين مع اجهزة القمع كمخبر للأمن بسبب خوفه آنذاك .. وإن ابو مناف لم يكلف لبيد بإيصال اية رسالة له من خلاله وكان يتجنبه .. وايضا لا بد من التنويه لوجود صلة نسابة تجمع النصير مزهر ـ ابو رشا.. الذي توجه الى كردستان مع ابو سمرة.. بالدكتور أمين.. وهل كانت له صلة بتلك الرسالة ام لا ؟.. يبقى لبيد متهماً بهذا الموضوع الخطير.. إن لم يكشف للحزب ورفاقه عن طبيعة تلك الرسالة وملابساتها وسكوته عنها يحوله الى متهماً .. خاصة وان اطراف هذه المعادلة الأمنية ما زالوا احياء يرزقون ..

 

10/8/2019
 

ـ يليها الحلقة الرابعة القادمة وستكون الأخيرة
 

 

 



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter