|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس 5  / 3 / 2015                                 سفيان الخزرجي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المنشور الذي ادى الى سحلي في الفيسبوك

سفيان الخزرجي

يبدو ان العراقيين مهووسون بالسحل وبالتمثيل بالجثث، فلا نحتاج ان نغور بعيداً في التاريخ للتذكير بحوادث السحل، فقد سحلوا رئيس وزراء العهد الملكي نوري السعيد ومثلوا بجثته، وقبل سنتين امسك الجنود العراقيون بأرهابي وحرقوا جثته وهم يرقصون حول جثته المحترقة ويهتفون بطريقة تذكرنا بآكلة لحوم البشر في الافلام، وقبل ايام دعا كاتب فيسبوكي نشط الى ابادة كل اهل الموصل بالكيماوي بمنشور لاقى رواجاً بعنوان: الموصل الكيمياوي هو الحل، وقبل يومين امسك الجيش العراقي بطفل (11 سنة) واعدموه رمياً بالرصاص بأحتفالية امام كاميرات الفيديو وحتماً انهم سحلوه واحرقوا جثته.

وجاء دوري ليقوم احد محرضي الطائفية بسحلي في الفيسبوك بسبب منشور جاء فيه:
"كان العرب يستخدمون النساء لتشجيع المحاربين بالهوسات والهلاهل، ونساء حرب اليوم هم جماعات الفيسبوك".

وضع صاحب الصفحة هذا المنشور مع صورتي وانهالت الشتائم عليّ من كل حدب وصوب، ونال اسمي القدر الاوفر من الشتائم، وانا على يقين بأن المعلقين كانوا يتلذذون بالتفنن في شتمي وفي اتهامي بالارهاب ومناصرة داعش.

والمحيّر ان منشوري لا يتحدث عن جهة معينة فهو يعني كل الاطراف المتحاربة، ولكن اسمي اعطى لمنشوري صبغة طائفية لا مجال للشك فيها.

فماذا لو تواجدت في بغداد بين هؤلاء المعلقين؟ انا على يقين لسحلوني في الشوارع راقصين مهرجين بأنهم امسكوا بداعشي.

ومن مهازل القدر ان قائد حملة السحل الفيسبوكي هو استاذ جامعي وعلماني كما يدّعي.

لله درّك يا عراق، فإلى اين تسير؟
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter