|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  30  / 3 / 2015                                 سفيان الخزرجي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

كن طائفيا ولكن بشيء من الشهامة

سفيان الخزرجي

القوانين في العالم لا تدين الفرد على ما يكنه من الحقد على شخص ما أو طائفة ما، والحقد على الطائفة يُطلق عليه "طائفية"، وطالما ان القانون لا يدين الشخص الطائفي لمجرد كونه طائفيا دون ان يسيء بالعمل او بالقول للطوائف الأخرى ، فيعني ان الطائفي ليس مجرما ولا يجب ان ننظر اليه شزراً فهو يمارس حقا مشروعاً، ولكننا نأمل ان يحمل بعض شهامة الگوّاد في هذه الحادثة :

هذه القصة واقعية حدثت في الستينيات من القرن الماضي .. يرويها أحد سائقي التاكسي الذين كانوا يعملون في بغداد وبالتحديد ما بين منطقتي الباب الشرقي وباب المعظم.

كانت منطقة الميدان والقريبة من منطقة باب المعظم معروفة لأهالي مدينة بغداد بوجود أكثر من بيت للدعارة فيها.

يروي سائق التاكسي بأنه في أحد الأيام وبينما كان يحمل راكباً من الميدان الى باب الشرقي، حاولت أمرأتان أن توقفا السيارة، عندها صاح الراكب بسائق التاكسي : "عمي لا توگف لا توگف وأني أنطيك كروتهن (اجرتهن) " أستغرب سائق التاكسي لهذا الطلب ولكنه عمل بنصيحة الراكب ومضى في طريقه.

وعند الوصول الى منطقة الباب الشرقي أخرج الراكب نقوده وحاول أن يدفع أجرته مع أجرة المرأتين ... عندها قال له سائق التاكسي: "عمي بس قلي شنو السبب اللي ما خليتني أشيل (أنقل) النسوان وهسه تريد تدفع كروتهن؟" عندها ضحك الراكب وقال: "خوية أني أشتغل گوّاد والناس كلها تعرفني، وهذولة النسوان مبينين بنات أوادم ، أخاف لا أحد يشوفني وياهن ويظن السوء بيهن."
عندها رفض سائق التاكسي أخذ الفلوس من الراكب لشهامته.

فيا ايها الطائفي العزيز أياً كنت، ولأية طائفة او ملة تنتمي ، نحن نعرف انك تمارس حقك المشروع في حقدك التاريخي والمقدس وحاشاك ان تُقارن بمهنة هذا الگوّاد، ولكن هل لك ان تتحلى ببعض من شهامته؟
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter