|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  29  / 12 / 2014                                 سفيان الخزرجي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

البريد الالكتروني للسماء

سفيان الخزرجي

كان صدام حسين، في فترة سطوع نجمه، يخصص أوقاتاً لاستقبال شكاوى المواطنين بتحديد مواعيد للقائهم مباشرة، وكان كما كان يفعل الأباطرة والقياصرة، يغدق على الذين يحظون بلقائه بحلول سريعة لمشاكلهم، وفي أكثر الأحيان تتعارض تلك الحلول مع القوانين السائدة .

وبغض النظر عن سلبيات تلك الحلول الآنية لكنه (أعني صدام) كان يتلقى المكالمات الهاتفية مباشرة من المواطنين ويلتقي ببعضهم.
أوقدت هذه الطريقة فكرة ربما تبدو للوهلة الأولى ضرباً من الخيال ولكني أعتقد أن تنفيذها ليس بالأمر المستحيل خاصة إذا تعلق الموضوع بقدرة خالق عظيم.
الفكرة تتلخص بإنشاء بريد إلكتروني بين الخالق وعبادهّ!!

كان هذا النوع من التراسل متعذراً في الماضي، فليس من المنطق ولا من الواقع أن نكتب رسالة ورقية معنونة لله ونضع عليها طابعاً بريدياً ونتركها في إحدى المقابر ليستلمها ملاك ويعرج بها للسماء، أو أن يطرق علينا الباب ملاك متستر بزي ساعي بريد ليسلمنا رسالة إعجاب من حواء.

فالتطور التقني في الإنترنت جعل وسائل الاتصال أشبه بالسحر وأقرب إلى عالم تحضير الأرواح. وقد قمت أنا بنفسي بتحضير روح فتاة رائعة في الفيسبوك، ما زلت أقضي معها لحظات ممتعة في الوقت الذي تخلد فيه زوجتي للنوم.

أقول إن هذا التطور المذهل جعل الاتصال بيننا وبين العالم الأخر في منتهى اليسر. فكل ما نحتاجه هو جهاز اتصال كالكمبيوتر أو الموبايل وعنوان بريد إلكتروني، على سبيل المثال:

info@god.sky

بعث الله سبحانه كل الرسل والأنبياء لكي يوصل مبادئه إلى البشرية وقد حظى بعض الناس دون غيرهم بمخاطبته مباشرة، او انهم يتوسطون لنا عنده سبحانه وتعالى، فأني أقترح أن يكون الاتصال مباشراً بين السماء وبين المظلومين والمحتاجين من أبناء المعمورة.

صحيح أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد وهو يسمع دعواتنا ولكن المصيبة أننا لا نستطيع تبين ردود أفعاله لعدم وجود الوسائل التي تمكنه من مخاطبتنا بها.

أما في حالة وجود الاتصال الالكتروني فسيكون الرد الإلهي بين أيدينا قبل أن يرتد إلينا طرفنا. وبفضل الـ (وب كاميرا) سيكون بإمكان الخالق أن ينقل لنا مشاهد من الجنة والحور العين أو من النار وجحيمها. وعندها لن تكون هناك حاجة الى كل تلك الحروب لكي يؤمن الناس بالدين السماوي.
غير أن هذا النوع من الاتصال المباشر بالله سيخلق طوابير من المعممين العاطلين عن العمل.

ولكن مَن يدري فقد يقوم رجال الدين بانشاء مراكز للاتصالات السماوية او قد يبيعون لنا بطاقات ذكية، فان رجال الدين يملكون قدرات فائقة لتسخير السماء والارض لمصالحهم وسنظل نحن دائما تحت ظل رحمتهم علينا.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter