|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
		السبت  2 / 11 / 2013                                 سعيد غازي الأميري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
		سرُّ المــاء قراءةٌ في صورتين لمشهد مندائي سعيد غازي الأميري (موقع الناس) في سفرِ الخلقِ المندائي .. حين أفصحَ ربُ العوالمِ عن ذاتِه حلَ بحرُ الضياءِ المُبهر ومنه ، وبآمره تدفقَ الماءُ الحي وبأمره حلَّ الملائكةُ الاثريون بتنظيم عوالمهم وأستحكاماتها ضد لعنة الظلام. فكان للماءِ الحيِّ الفعلُ الأولُ للحصانة والعهد ( الگَشطَـا) فبه إصطبغوا ؛ تسلحاً بالمعرفة الحقـة حَبانا العارفُ الازلي نحن أحياءَ ألارضِ " تيبل " بقطرةٍ من ماءِ العوالم العليا ،و بها تطهرت المياهُ الآسنةُ الراكدةُ ؛ فتدفقت عيونٌ جاريةٌ عذبةٌ ، ملأت الجداولَ والأنهارَ ؛ فأينعت الدنيا.. به إصطبغَ أدم ؛ فَسَرت بعروقِه طاعة المعرفة الحقّـة ؛ فتركَ التَجبُر. تواترت الأحداث.. والازمنةُ تؤذن لمغيبِ تاريخ ،وتؤرخ لجديد.. والماء يموجُ زهواً ، مستحكمٌ بناطـريه (1) بهذا السرِّ تشبثَ المندائيون وإلى اليوم الصورة الاولى : من مدينة مالمو السويدية بيوم تعميد جماعي في أيار 2012 ( يوم تعميد أدم المتوارث) (2) كنا بضعُ مئات، من شتاتِ العصف في بلاد ما بين النهرين، نكابدُ ونوائـمُ ألوان حريةِ التغيير ، سُرادقان ، واحدٌ للنساء والثاني للرجال ؛ فالمتعمدون بالدور، رجلُ دينٍ واحدٌ يُمسكُ صولجانه بدائرة مائه المقدسة ، لماءٍ باردٍ عذبٍ ، يقـّلُ ببرودته بضع درجات عن المعدل.. وانا أرقب إمرأةً ، دخلت الماءَ بتؤدة بلباسها الديني الأبيض (الرستة) لحد الركبتين تقريباً ، وَقَفت صوبَ الشمال ، وفتحت على وسعهـا ذراعيها ، وبمشهدٍ يتكررُ سينمائياً أطالت بالدعاء... في تلك الأثناء .. ، لَفَتَتْ نظَري إمرأةٌ مندائيةٌ ، إنسلت بهدوءٍ من بين صويحباتها ،وبيدها كتابُ لدعاءٍ يبجّـل الضياء َوفاطره ، وقَفت منفردةً قُبالة الماء ، وتقرأ، إخَتلَستُ منها وضعها المتميّز بلقطة كامرة ، جَفَلت ، إستاذنتها ؛ أومأت برأسها بابتسامةٍ شفيفةٍ عذبة موافقتها لصورة ثانية .. سؤالٌ لم يُبارحْ ذهني! لماذا وقفت قُبالة الماء تتلو ؟ لا شكَّ في أن الاجوبة عدة ومنها .. بأن للماء سراً يسري بنبض تلك المندائية المصون.. الصورة الثانية: من ميسان (3) فيها مشهدٌ مندائيٌّ مكتمل.. فهو شاهدُ ثباتِهم وإثباتهم الماءُ سرُ إبتسامتهم! الماء سرُ بساطتهم! الماءُ سرُ عافيتهم! الماء سر وداعتهم وجنحهم للسلام!! السويد أب 2013 (1) ناطـراه : شلماي وندباي " الملاكان الحارسان للماء الحي" (2) يوم تعميد أدم : يوم "دهفة يمانة" يوم أصطبغ سيدنا أدم ويلقب بيوم التعميد الذهبي للصابئة المندائيين. (3) صورة ميسان : ناسكان مندائيان يتقاسمان وفق الطقس المندائي لأرغفة الخبز أيذاناً لبدء مراسيم طعام الغفران لذكر الاسلاف طلباً للرحمة وتتلا به أسماء الاسلاف الدينية" الملواشة" الجميل الملفت بالصورة انها هي كما هي ومنذ الآف السنين التي خلت لآحد طقوس الصابئة المندائيين المهمة " اللوفاني".
	Since 17/01/05.  web counter