|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  23 / 8 / 2013                                 سعيد غازي الأميري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

عبد الرزاق عبد الواحد أبن الفراتين

سعيد غازي الأميري
(موقع الناس)

تتوارد المقالات على خبر لا أعرف قدر دقته " مفاده رغبة الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد أن يتوسد تراب العراق في رقاده الاخير"

سمعت كغيري بتداخل جراحي قد اجريَ له ، أتمنى له السلامة ودوام العافية .

لا أرغب الخوض سجالاً ولكن عملاً بحرية الراي الملتزم ..

لا زلت اتذكر جيداً وأثناء الحرب العراقية الايرانية حيث كنت جندي قابع قسراً في احدى جبهات القتال كان الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ينشر عموداً أسبوعياً على أحدى الصفحات الداخلية لجريدة القادسية الفاعلة "انذاك " أظن في صفحتها الثقافية ان لم تخونني الذاكرة وبتحديد أكثر كان العمود المنشور يقع في أعلى يمين الصفحة والتاريخ مابين عام 48 أو85

تناول ذات مرة موضوعة طريفة وبليغة لشاعر عباسي مُقل وهكذا عَرَّفَه ولم يذكر أسمه

" هذا الشاعر يعتد كثيراً بشعره وله رفعة باوساط ألادب والادباء أنذاك كان يرتزق من دكان يبيع به أدوات الفلاحة والتحطيب .

وبحضور لبعض أاصدقائه كانوا يجالسونه المكان ، مَرت أمرأة جميلة تلاقت نظراتهما فهزت قريحته فانشد مختالاً " رمتني بسهام لحظٍ ما .... وخانته قريحته فلم يفلح باكمال بيت الشعر.

وجمَ كثيراً، أغلق دكانه وقبع حزيناً ببيته ، وبعدالإلحاح من اصدقائه وأهله عادَ لدكانه.

سأله زبون عن سعر فأس ، فسامها عليه بسعر يبدو أكثر من المعتاد فرد عليه الزبون مستفسراً بأن سعرها غالي ما فولاذها ؟

كاد الشاعر أن يَجن من الفرح وبصوت مسموع قال للزبون خذها ببلاش هذه العبارة كادت ان تقتلني

" فاكمل بيت الشعر( رمتني بسهام لحظٍ ما فولاذها.... )

يقول الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد حين أرتجل القصيدة مفردات اللغة تنهمر أمامي كالسيل

(وللنبوغة حوبة كما يقال بالعامية)؟!

من لا يقبل وعلى وسع الدنيا رؤساء ، أحزاب ، حكومات ، طوائف وملل بإيماءة من الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد؟!!

وفي مرة اخرى وبنفس الصفحة نشر بضع سطور لواقعة بسجن ديالى على ما أظن " في حقبة الحكم الملكي وكان من ضمن الناشطين معه بالسجن مظفر النواب ، ما حيرني وشدني هو جرأته وعدم تردده بوصف الشاعر مظفر النواب بالقامة الشعرية العالية بالوقت الذي كان من يردد مقطع شعر للنواب " يروح جلده لسبع مسالخ وعلى التوالي"

عبد الرزاق عبد الواحد يعرف جيداً وقع قيمته عند الدكتاتور صدام حسين والا كيف نفسر صدام حسين يقف ويشعل سيجارة الروثمن لعبد الرزاق عبد الواحد؟!!

من كان يجرأ أن يخطف من أمام عدي صدام حسين في أوج هيجانه، من كان متابع بالعراق يعرف الخصومة بينهما جيداً.

في مقال منشور بتاريخ 21\8\ 2013 صادر من المدى برس أثارتني إيمائة أعدها مقصودة للاسف :

"يذكر أن عبدالواحد وهو صابئي مندائي، ولد في بغداد عام 1930 ولقب أيضا بشاعر أم المعارك والقادسية واشتهر بقصائده الحماسية أثناء الحرب العراقية الإيرانية،"

كفرد مندائي أقول و الكثير من ابناء طائفة الصابئة المندائيين يعتزون كثيراً بالشاعر عبد الرزاق عبد الواحد مبدعاً مندائياً وهذا الكلام ورد تكراراً على لسان فضيلة الريش أمة ستار جبار حلو رئيس طائفة الصابئة المندائيين، وبيت الشاعر هي الان وقفاً مندائياً دفعَ أغلبه من ميزانية الدولة ومكتبته العامرة هدية للطائفة ينهل منها طلاب المعرفة.

النفس " النشمة" وديعة الجسد باذن العارف الحي تعود لبارئها والنفس غلابة المراد

ومراد الارض لايضاهى، مقبرة الصابئة المندائيين في "ابي غريب" تقع في صرة العراق حين تتشابك عروق النخيل فترتوي من جداول وترع الفراتين معاً.

بالله عليكم وهل كان عبد الرزاق عبد الواحد دون قمم الشعر بوصف الفراتين

"في الأعم الاغلب ديدن الشعراء واحد" فعلامَ الكيل بمكيالين؟!!

وهل يعقل للعقل المثقف أن يَشمت؟!!


السويد
أب 2013

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter