|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  1 / 7 / 2019                                 سعيد غازي الأميري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

يوبيلا ذهبياً لستار خضير

سعيد غازي الأميري
(موقع الناس)

مع بالنشيد الوطني، رددت الحناجر، هل أراك، سالما منعما، غانما مكرما.

احتفالية كبرى، تليق بالشهيد المقدام ستار خضير، حضور نوعي غفير، غصت بهم قاعة فارهة في مدينة لوند السويدية، مُسنَد، بإصرار كبير من محبيه، وهم يغذّون السير والجهد بعِند الاحرار لذات الوصايا النبيلة، من اجل وطنٍ ينعم به مضطَهديه بحاصل ثرواته المنهوبة.

كلمة مؤثرة أفاضت بها، أبنة الشهيد مي ستار خضير، بخصال والدها الوثاب، المهاب، متفاخرة بسيرته الوطنية الباسلة، قاربت بسخاء، بين خسارتها لحنين أب دافئ القلب وقبلها أنسان له حق العيش، وشهيداً ينير الطريق مشعلاً لمسيرة وطن يتوق الخلاص والانعتاق نحو الضياء.

مهرجان، للأشعار والاغاني الوطنية والأحاديث التي لا تنفك عن محنة الوطن، وما آلت اليه كوارث تراكمات حكم البعث الفاشي منذ عام 1963.

أكثر من شاعر نظم شعراً تناجي ذائعة الجواهري (دجلة الخير)، ودجلة اليوم؛ يتخالط مائه بين دمِ المغدورين وعفن التلوث، ما عادَ ذاك النبع الصافي.

استوقفتني عبارة، أستهل بها الشاعر فالح حسون الدراجي، نقلا عن أديب فقراء العراق، الراحل شمران الياسري (أبو گاطع) وهم بالمنفى القسري، بأن الشهيد ستار خضير مسؤول تنظيم الخط العسكري بالحزب أنذاك، كان مشروع ثورة، والفاشية تعرف ذلك بيقين، فالوشاية وبيع الضمائر وجدت عبر الازمان، وهذا ما توقف عنده القاضي زهير كاظم عبود ومستعرضاً بمداخلته؛ تفاصيل مسرح الجريمة منذ خروجه من البيت (احد أوكار الحزب) الى الشارع العام، وكيف انقضَّ عليه المأجورين بالتناوب بالرغم من بسالته وهو الأعزل... طويت الجريمة، والفاضحة الدلالة، وفق مسلسل انتهاك صارخ لقوانين القضاء العراقي المسلوب السلطة، أخفيت أوراق وقائع أطلاق الرصاص عليه ومن ثم استشهاده بعد خمسة أيام بالمستشفى، مشيراً الى ان الجريمة لا تسقط بالتقادم قانوناً.

إبهار مسرحي، في فن المونودراما؛ مسرحية، قدمها أخ الشهيد الفنان المسرحي سلام الصگر، نصٌ محبوك، يستعرض بذكاء، سعادة شهداء الأوطان وهم في عوالم الانوار؛ وكيف يتألقون بذاكرة الاحياء رديفاً يحاكي راحة ضمير من رحل غدراً.

الاحتفالية تضمنت الكثير من رسائل العنفوان والإصرار على مواصلة درب قوافل شهداء الحزب، والكثير من المنشورات الأدبية المتميزة والتي يصعب عليَّ حصرها.

في الختام:
نصٌ قصير كتبته لروح الفقيد، في ذكراه الخمسين

***************
يدٌ متمرِّسة بالرذيلة
تتقن التقاط الأوامر والفتات معاً
ضغطٌ على الزناد
رصاصةٌ وحشيَّةٌ، تلتها الثانية والثالثة
استقرَّتْ بغدر مسبق بقلب ستار خضير
الحالم بوطن حرّ وشعبٍ سعيد
أُوصِلَ النبأ...
رئيس جهاز حنين، تملكته قهقهة صاخبة، أنعشت روحه الملتهبة
المُضاف لسِفر الحالمين طريح في مشفى عام...
يوصي بتكملة المسار
ذووه، وبصمت المؤمنين، ألبسوه كفناً أبيضَ، معقوداً بهميان،
جسده يلامس الثرى، عند عقدة تشابك عروق النخيل المتشربة
من شهد دجلة وعذب الفرات.
حبلُ الظلم، معقود
بعد أربعة وثلاثين عاماً...
رئيس جهاز حنين (مسحولا) من جحور الضواري،
مرتعداً، فاغراً فاه، يتوسل طبيباً أمريكيّاً الرأفة والغفران،
دفق الضياء ممدود
خمسون عاماً مَرَّت، يوبيلا ذهبياً لستار خضير يُحيي أهله وأنصاره
والأحرار الحالمون بوطن حرٍّ وشعبٍ سعيد


01/07/2019
 


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter