| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الثلاثاء 17 / 7 / 2012 سعيد غازي الأميري كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
في هولندا مندائيو المهاجر يعقودن مؤتمرهم السادس، مشاهدة عن قرب
سعيد غازي الأميري
(موقع الناس)
من شتات الارض بعد ان دفعتهم نوائب الدهر، تقاطر العشرات من المندائيين ممثلين لجمعياتهم وتجمعاتهم الدينية والاجتماعية،مع جمع طيب من رجال دينهم ومثقفيهم.
الفدرالية الهولندية (أسم تنظيمهم الجامع في بلد الزهور) استقبلتنا بحفاوة وتنظيم رائعين، اوقدت جذوة الامل بمندائية مكابدة من اجل ديمومة البقاء بذات النقاء.
طيف عزيز من مثقفي العراق وممثلي احزاب ومنظمات وطنية حضروا المؤتمر .
الاستاذ سعد العلي سفير العراق في هولندا ، أرتجل كلمة غزيرة المعاني تؤكد اعتزازالعراق بكل اطياف شعبه، واسفه للظروف القاهرة لهجرة الاعداد الكبيرة من الصابئة المندائيين وغيرهم لارض العراق ،، اتمنى لصدق امانيه التطبيق العملي ، لدولة إذا اعتمدت الكفاءة دون المحاصصة (والتي مرَ على ذكرها) هي السبيل المضمون لاعادة خيرة ابنائها بدل ان يكابروا من اجل رتق حطام نسيجهم.
المناضل الصلب كاظم حبيب السكرتير العام لهيئة الدفاع عن الديانات والمذاهب العراقية. و بمشاركة جريئة توقف فيها على جوانب مهمة ومعبرة دق فيها جرس الانذار للدولة العراقية منبهاً لمسؤوليتها التاريخية للحد من زوال طائفة اهلها اول من سكن العراق ،أقتبس منها (إن الأعمال العدوانية والجرائم التي ارتكبت بحق الطائفة المندائية كبيرة حقاً فبعد أن كان عدد المندائيين في العراق مع سقوط النظام الدكتاتوري الغاشم 77 ألف نسمة تقلص اليوم إلى ما يقرب من 5 ألاف نسمة. إنها جريمة ضد الإنسانية, إنها جريمة إبادة شعب عبر القتل والتشريد والتهجير القسري وبأساليب شتى).
في المداخلة القيمة للدكتور الباحث تيسير الآلوسي، دعا لمزيد من البحث والدراسة لشعب له مزاياه وخصاله الضاربة بالقدم جامعاً الارث النيّر لشعوب اندثرت، مُعاتبنا نحن المندائيون قبل غيرنا ، حول وَسمَنا بعبارة طائفة !.
وفي مشهد مؤثر للاديب الموسوعي جاسم المطير ، اثر أن يحضر بشخصه بالرغم من وضعه الصحي، قدَمَ للمؤتمر بكرسيه المتحرك، معلناً تضامنه الشخصي وباسم التيار الديمقراطي العراقي مع محنتنا ، عند القاءه كلمة التيار الديمقراطي العراقي بصوت و اسلوب خطابي مُتَقن لم يدع احدا ان يلتفت ، عَبّرَ فيها أمام المؤتمرين وضيوفهم بنكوص ترنيمة الجريان لدجلة والفرات بدون سقائف التعميد للصابئة المندائيين وعلى طول ضفافيهما. للحق كان في نبرة صوته حرقة و حرص على مندائية وادي الرافدين أكثر من مندائيين كثر التقيهم ، أدمنوا التهميش والوان الاضطهاد في بلدٍ اسلافهم أول من ارتسموا بماء فراته عرفاناً للحي الازلي.
خليل شوقي ينبوع الثقافة الملتزمة والكلمة النيرة قَدَمَ متكأ على نخلته الفنانة مي شوقي يتفيأ عند جيرانه المندائيين، ، لن يجزع من قهر الغربة، لعيناه بريق ممزوج بين الحزن والامل ، جبينه مشرق ، اتمنى له طول العمر وتمام العافية.
الدكتورة ليلى الرومي ، عراقية مندائية لن تثنيها غربة السنين الطوال عن حب العراق واهله، لن تعرف الكلل منذ ايام تحديها لجلاوزة انقلاب شباط الاسود، إمرأة تعرفها أروقة منظمات حقوق الانسان والهيئات الدولية أكثر من اهلها في العراق !!. لفرط صدقها ، تترك الاوراق وتتكلم بالعامية عن هموم المرأة وبلاء تهميشها في مجتمع ذكوري لا يقبل ان يترك أثام تآخره.
حديث الدكتورة ليلى الرومي يشبه موال جنوبي ، كوامنه حزنُّ نبيل ، لا يخلو من فسحة فرح .
في قاعة صغيرة مجاورة لقاعة المؤتمر حصلوا عليها بمشقة وشروط ، كان معرضاً جميلاً للمخطوطات ، بوث مندائية من الكنزا ربا وباللغتين العربية والمندائية ، مع اصدارات لمطبوعات مندائية جديدة ، أحيطت بروائع التخريم والقطع الفني لمصوغات فضية ابدعتها ايادي مندائية ، اغلبها رافدينية النكهة بامتياز.
في اليوم الثالث انفَضّ مؤتمر المندائيين ، وصايا مهمة تجسد الامال والطموح ، منادي للعبادة في المهاجر ، مشروع بيت المعرفة في بغداد ، مركز بحوث، مكتبات ،و ......
المال سيد التنفيذ!!.
تساؤل آراه مشروع ؟.
يكفينا من المال لتنفيذ وصايا المؤتمر ربع ميزانية وزارة محاصصة فائضة عن الحاجة!!.
لي طلب مشفوع برجاء الى سكرتارية اتحاد الجمعيات المندائية بالمهجر بدورته الجديدة.
بالمؤتمر القادم، تُعد المعوقات واسبابها والانجازات ومن ورائها وتقدم بملف جذاب لمن يقرر باروقة دولتنا الديمقراطية الجديدة !!.
كريستيان ستاد\السويد
تموز 2012
Since 17/01/05.
web counter
