|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 12/5/ 2013                               سامي بلو                              كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

" فـرانــــــــــــــــــــــــز "

 سامي بلو
alkoshbello@gmail.com  

الى ابنة اختي العزيزة " بهـــرا " التي خسرت وحيدها "فرانز" والى زوجها سدير حيدو، وحيث لم اجد في اعماقي ما اجمعه من الشجاعة للتحدث اليهما لاعزّيهما بدون نحيب ودموع، اقدم لهما وللملاك "فرانز" الصغير هذه الكلمات.


" فرانـــــــــز" ايها الملاك
يا حلما مر في سماء الايام
وبهجة رفرفت في فضاء قلب " بهرا "
وصورة لمحناها، لمعات فرح في عيون والوالدان
كاد الفرح من مجيئك ان ينسيهما الحياة
انت الفرح لهم،
وانت الحياة
وابتسامتك اشراقة شمس لصباحات الايام
إن توعكت حلت عليهم سحب هموم تجلب لهما الاحزان.
فكيف لغيابك عنهم أن يطاق؟
ولما قررت الرحيل في عيد الامهات ؟
أو لم تعرف بأن حضورك مع امك هو رمزا لامومتها؟
تتباهى وتسير وانت في حضنها،
فكيف لها ان تسير، بعد اليوم من دونك، الخيلاء ؟
كيف لأمك ان تحتمل كل هذا يا " فرانــــز " ؟
رحيلك جبل من الالم، حط على قلبها الرهيف
قلبي معك يا " بهــرا " العزيزة
الى ان التقيك إن شاءت الصدف،
وشاء الزمان.
.............

" فرانـــز " ايها الملاك
ابتسامتك جلبت الحظ لكل من رأك
وضحتكك كالندى على قلوب محبيك.
كيف للموت ان يخطف ملاكا حالما
مثلك يا " فرانــــــــز " ؟
كيف للموت ان يسرقك من والديك؟
ونشوة قدومك لم تزل تدور في الاذهان.
ما اقساك ايها الموت !
لاترحم طفلا غضا
ولا من كان في عنفوان الشباب.
ولا تبالي بقلوب الامهات.
نبع المحبة والحنان
على ارضنا، او في اعالي السماوات.
قلبي يعتصره الالم والحزن
على رحيلك يا " فرانـــــــز " .
لقد صَليتُ يا عزيزي
رغم اني قد تركت خلفي الصلاة،
واصبَحَت من الماضي، وفي طيات النسيان.
صَليتُ... وذرفت الدموع لاجل شفاءك،
واشعلت شمعة،
وتضرعت لمن في الغيب،
ولمن كان في الوجود امام الانظار.
أن تعود الى بيت والديك.
بدونك البيت سيبدو باردا كئيبا عليهما يا " فرانــــز "
حضورك هو كالشمس
يفيض النور على ايامهم والدفئ،
وهو نسغ الحياة.
.........
صليتُ وتوسلت...
واطلت النظر الى صورتك على الفيسبوك.
ومنيت النفس،
عسى أن تمتد اليك يدا قديرة
وتعيدك الى الحياة،
وتزول من وجهك تلك الانابيب
والاجهزة والاسلاك،
فهذه لم تصنع للملائكة، بل لبشر مثلنا ليس لهم مستعان.
فهل من قدرة أن تعيد لك،
تلك الابتسامة التي تسحر الالباب.
صليت وبكيت والتمست لشفائك،
ومعي فعل الكثير الكثير، في كل الانحاء،
وتمنينا لو أن شموعنا تلألئت، وانارت حلكة الظلام،
لتطرد كل كوابيس افكارنا
ويحل فينا السلام،
سلام عودتك الى احضان امك،
وطال الانتظار .....
فان كانت صلاتي، صلاة خاطئ، لا تستجاب
اين تلاشت اذا صلاة الالاف ؟
وما بال صلاة الابرياء لا تستجاب؟
صلاة سافينا وياقو !
وكل من لم يعرف قلبه البغضاء !
هذا ما علمونا اياه ونحن صغار
وسرنا عليه يائسين بائسين
وليس بمقدورنا غير هذا... هذه هي الحياة
وترحل من بيننا يا " فرانـــــز "
وينتهي الدعاء..
ونستسلم ....
وتدور الايام
ونعود نصلي لملاك اخر غيرك
يلتقيك في الاعالي، حيث قيل لنا هناك الحياة
والامهات الثكالى تترقب وتنتظر المعجزات !
اودعك يا " فرانــــــز " رغم بعد المسافات،
واوعدك ان ازورك إن شاءت الايام،
وعلى قبرك الصغير...
اشعل شمعة، واضع وردة، علّها تتعطر بعطر براءتك الفواح
واطلب للعزيزة امك ، ولأباك الكثير من الصبر والسلوان
ارقد بسلام ...
ستبقى في افكارنا حلما عذبا،
وكلما دار الكلام عن ملاك نزل من السماء
سيكون اسمك " فرانز "
محور الحديث في قادم الايام
.......
 



 

 
 
 
 
 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter