| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الجمعة 2/1/ 2009



إنتخب ولا تنتخب / القسم الثاني

د. صادق إطيمش

نواصل ما إنقطع من هذا الحديث ونقول...

**
إنتخب كل مَن ساهم وتعتقد أنه سيساهم في المستقبل ايضاً بالدفاع عن حقوق المظلومين والمضطهَدين والمنكوبين الذين عانوا كثيراً من الويلات والإنتهاكات والإضطهاد والتشريد من قِبل الدكتاتورية الساقطة ونظامها الإرهابي المقيت ، وانتخب مَن تعتقد بأنه سيساهم على رفع الغبن والحيف الذي لحق بايتام وأرامل قتلى ومفقودي ومغيَبي البعثفاشية، ومن يُسخر نفسه ومنصبه حقاً ، دون النظر إلى الإنتماءات الطائفية والحزبية والقومية الشوفينية ، لأخذ حقوق هذه الشريحة الواسعة بين مواطنينا التي ضحت بأعز ما تملكه في سبيل الوطن والتي يجب ان تكون في مقدمة المستفيدين من عراق مابعد البعثفاشية ، إلا ان الواقع المر يشير بانها لا زالت تفترش الأرض وتلتحف السماء ، في حين ينعم المتطفلون على العملية السياسية بكل ثمار سقوط الدكتاتورية . ولا تنتخب مَن يسعى فعلاَ للإستمرار على هذا النهج اللاإنساني بسرقة حقوق الآخرين إذا ما إستمر بتسلطه من خلال المراكز التي سيحصل عليها في حالة إنتخابك له ليتبوأ مثل هذه المناصب . وانظر من حولك ، عزيزي المواطن ، وتفحص وضع مَن عانوا من التسلط الدكتاتوري سواءَ بين أرامل الشهداء وأيتامهم أو بين المناضلين الذين أنهكتهم السجون والمنافي وتعذيب أقبية المخابرات وقارن وضع هؤلاء المعاشية مع ألأوضاع التي يعيشها بعض المنتفعين من التغيير السياسي ولم يكن لهم أي دور ، أو دور هامشي ، على ساحة النضال الوطني العراقي .

** إنتخب كل مَن له القابليات العلمية والفنية والسياسية للمساهمة في بناء وتطوير العراق الجديد زراعياً وصناعياً وثقافياَ واجتماعياً وذلك من خلال ما تعتقده فيه من حرص واخلاص للنهوض بهذه الأعباء الوطنية التي لم يجر عليها اي تغيير إيجابي ، لا بل تعرض أكثرها إلى تقهقر واضح جعل من وطننا عاجزاً عن تلبية ابسط متطلبات هذه المحاور لأهله ، هذه المحاور التي لا يمكن لأي بلد النهوض والسير في ركب المسيرة العالمية الحديثة بدونها . ولا تنتخب كل مَن تعتقد بأنه ليس مؤهلاً لمثل هذه المهمات ، حتى وإن إدعى ذلك على الناس . فما اسهل إطلاق الوعود وما اصعب تنفيذ هذه الوعود فعلاً . وأعتقد ، عزيزي المواطن ، بانك سمعت في السنين الماضية بما فيه الكفاية من الوعود التي أطلقها تجار المحاصصات الدينية والقومية الشوفينية ، وقد لمست لمس اليد ما تحقق فعلاً من هذه الوعود . فلا تسمح بتكرار مثل هذه السياسة التي أوصلت وطننا إلى المآزق في كل هذه المجالات الحيوية لأي بلد ينشد التطور حقاً .

** إنتخب مَن تراه جاداً بالعمل على مكافحة البطالة ، هذه الآفة التي تفترس إمكانيات شاباتنا وشبابنا الذين لا يجدون من العمل الذي يستطيعون بموجبه المساهمة برفع شأن وطنهم . هذه الطاقات الجبارة التي لم يلتفت إليها ساسة العراق الجدد الذين أفرغو ساحة العمل للمتاجرين بأرزاق الناس وبقوت يومهم ، هؤلاء الذين يساومون المواطن على التعيين أو على إيجاد فرصة عمل ، حتى أصبح مصطلح " ورِّق " من المصطلحات الشائعة في سوق العمل ، ولم تعد القابلية العلمية والكفاءة المهنية هي الفيصل في أمور التعيين ، بل المحسوبية والحزبية والعشائرية وكم " ورقة " يستطيع طالب الوظيفة تقديمها إلى سمسار التعيينات كي ينال ما يصبو إليه في عمل يسد به رمقه ورمق أطفاله . ولا تنتخب ، عزيزي المواطن كل مَن يسعى لإستمرار هذا النهج المنافي لكل المبادئ ألأخلاقية والدينية ، لا بل ويسعى بعض هؤلاء الذين يريدون منك ان تعطيهم صوتك هذه المرة أيضاً على تعميق هذا النهج ليصبح من بديهيات التعيين في الوظائف الحكومية أو في المؤسسات العاملة اليوم في وطننا .

** إنتخب مَن لديه الكفاءة بالنهوض بالعملية التربوية والتعليمية والثقافية في وطننا الذي أبعدته سياسة البعثفاشية عن أساليب التعليم العلمي وشاغلته بشعارات واحتفالات وتجمعات ونظريات حزبها الشوفيني ، حتى هبط المستوى التعليمي في كافة مراحله إلى دون المستويات العالمية بدرجات كبيرة . وقد كان المرجو من التغيير في الوضع السياسي ان يجري إصلاح ما خربته البعثفاشية . إلا أن ما حدث لهذه المفاصل الحيوية في المجتمع هو ألإستمرار على نشر التخلف الفكري والفقر الثقافي ، حتى وإن جاء هذا التخلف بوجوه أخرى . لقد عانت الوزارات والمؤسسات المسؤولة عن العملية التربوية والثقافية في وطننا من تسلط بعض الجهلة الأميين عليها ، والذين يحتاجون هم أنفسهم إلى توجيه تربوي ، وإبعاد الكفوئين الذين كان بإمكانهم السير قدماً بهذه المؤسسات . ولا تنتخب الذين يسعون اليوم ، كما سعوا مسبقاً ، إلى كسب ألأصوات الإنتخابية للإستمرار في تطويق العملية التربوية والثقافية ضمن المسارات التي وضعوها لها، هذه المسارات التي نشرت من خلالها الفكر الطائفي والتعصب القومي .

** إنتخب مَن يسعى بصدق وأمانة وإخلاص إلى ألإهتمام بأحوال الموظفين والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود والعجزة الذين لا دخل ولا معيل لهم . هؤلاء الذين ينوئون بمشاكل الحياة اليومية التي يزداد عبئها عليهم يوماً بعد يوم ، حتى بعد مرور اكثر من خمس سنوات على سقوط النظام الدكتاتوري البائد ، حيث إختلال التناسب الدائم بين مداخليهم التي تكاد تكون ثابتة وبين القفزات التي لا تطاق لاسعار ما يحتاج إليه المواطن لسداد رمقه ولا نقول لعيشه الرغيد. ولا تنتخب ثانية مَن وصلوا إلى مراكز القيادة في الإنتخابات الماضية فعملوا على سن القوانين التي أوصلوا من خلالها رواتبهم ورواتب حراسهم ومستشاريهم والمحسوبين عليهم إلى أعلى المستويات التي لا تتناسب بأي شكل من ألأشكال مع ما بحوزتهم من مؤهلات علمية أو سياسية او حتى إجتماعية.

واخيراً لابد من القول ، ايها المواطن العزيز ، ان الصوت الإنتخابي هو إنعكاس لما يحمله ضمير الناخب ، وإن ما يحمله الضمير لا يمكن ان يكون مجالاً للمزايدات سواءً كانت هذه المزايدات سياسية او مالية أو دينية . فأعمل على وضع ما يجول بضميرك على ورقة ألإنتخابات قبل ان تفكر بالإسم او القائمة الإنتخابية التي تريد وضعها على هذه الورقة. وتذكر دائماً الحكمة القائلة : لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين .
 

¤ إنتخب ولا تنتخب / القسم الأول
 


 

free web counter