| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. صادق أطيمش

 

 

 

الخميس 1/1/ 2009



إنتخب ولا تنتخب / القسم الأول

د. صادق إطيمش

هذه ليست أوامر صادرة عن مرجعية سياسية او دينية او قومية او عشائرية ، بل هي اكثر ما تكون أفكار تحاول إيضاح ما يمكن إيضاحه للمواطن العراقي الغارق اليوم في بحر هائج مائج من الأحزاب والتجمعات والكيانات التي لم يسمع بها أحد من قبل طيلة نضال الشعب العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في أوائل عشرينات القرن الماضي وحتى سقوط البعثفاشية المقيتة في أوائل القرن الحالي . أفكار قد تشكل بعض المؤشرات لمن يرغب بالمساهمة في الإنتخابات القادمة في المحافظات العراقية . ولغرض التمييز بين الغث والسمين من القوائم والأشخاص والبرامج الإنتخابية نحاول وضع هذه المقارنات التي قد تقود إلى الغاية المرجوة من المساهمة في الإنتخابات ألا وهي إيصال مَن يستحق لمثل هذه المراكز القيادية في المجتمع والذي يعمل فعلاً للوطن وأهله أولا وآخراً وليس لهذا الحزب او تلك الطائفة أو القومية او العشيرة وحينما نقول " مَن " فإننا لا نعني هنا المرشحين من الذكور فقط ، بل والمرشحات من النساء العراقيات اللواتي أثبتن جدارة رائدة وقابلية فذة على القيام بكل ما يقوم به الرجل ، إذا ما توفرت للمرأة العراقية ظروف العمل الديمقراطي فعلاً . وعلى هذا الأساس نقول :

** إنتخب كل مَن يبتعد عن إستغلال الدين أو الرموز الدينية للأغراض الإنتخابية واجعل مساندتك وتأييدك للمرشحين تتناسب تناسباً طردياً مع هذا المفهوم لكي تتوصل في النهاية إلى أكثر المرشحين بالإلتزام بذلك . والسبب في ذلك هو ما عشته ، ايها المواطن العراقي ، خلال السنين الخمس الماضية التي لعب فيها المتلاعبون بالدين أسوأ الأدوار في العملية السياسية في العراق الجديد بحيث اصبحت الطائفية والمذهبية والعشائرية والمناطقية هي السياسة الوحيدة التي يجيدونها والتي لم تقدم شيئاً للوطن والشعب . ولا تنتخب كل مَن يريد أن يعيد التجربة السابقة والتلاعب بمشاعر الناس الدينية وعواطفهم الصادقة لإستغلالها لأغراضه الشخصية أو لأغراض حزبه وعائلته وعشيرته ، بعيداً عن عن مصلحة الشعب والوطن . ولمعلوماتك ، ايها المواطن العزيز ، فإن إثم مَن يستغل الدين لهذه الأغراض اللادينية يقع على الطرفين ، اي على مَن يروج لذلك وعلى مَن يساعده على هذا الترويج سواءً بالتنفيذ أو بالتشجيع على التنفيذ أو باي شكل آخر من أشكال الإستغلال للتعاليم والرموز الدينية .

** إنتخب مَن تعتقد بأنه المؤهل فعلاً سواءً من خلال تجربتك السابقة معه او من خلال ما تعتقده فيه من كفاءات شخصية ومؤهلات ذاتية يوظفها لبسط الأمن وتوطيد ألإستقرار والقضاء على الإرهاب ومسبباته وأوكاره ، ولا تنتخب كل مَن ساهم بنشر الإرهاب أو دعمه سواءً بشكل غير مباشر من خلال تبرير العمليات الإرهابية أو توفير الحماية لها أو الغطاء السياسي لجرائم الإرهابيين ، أو مَن قام بالإرهاب بشكل مباشر فعلاً سواءً من البعثيين أو من القاعديين أو من المليشيات التي إنتحلت أسماءً دينية أرهبت بها المواطنين من خلال القتل والتهجير والإختطاف وخلق الفوضى والخوف والفزع في المناطق التي تسيطر عليها حيث جعلت الوطن مقاطعات إقتسموها فيما بينهم .

** إنتخب كل مَن تعتقد بقدرته ، حين وجوده في مركز المسؤولية ، على مكافحة الفساد الإداري وقطع دابر ممارسيه بتقديمهم للقضاء العادل وانتشال الوطن من هذا الوباء الذي وضع وطننا في المرحلة الثالثة بين دول العالم في ممارسة هذه الجرائم التي لا تخل بسمعة الوطن والشعب فقط ، بل تتعدى اضرارها ونكباتها ذلك بكثير لتشمل العلاقات الإجتماعية والإقتصاد الوطني ومجمل العملية السياسية التي نريد النهوض بها نحو التطور والرقي دوماً ، ولا تنتخب مَن أثبت بالتجربة والدليل القاطع بأنه مارس ويمارس الآن ، ولا ضمان بأنه لا يمارس في المستقبل إذا ما إستمر في المواقع القيادية ، هذا الوباء الذي جعل من معدمي الأمس أثرياء اليوم بأموالهم وعقاراتهم وممتلكاتهم التي يريدون لها ان تتكاثر في المستقبل فيما إذا ساعدتهم انت في ذلك ، ايها المواطن العراقي ، وانتخبتهم مجدداً للمراكز القيادية في الدولة سواءً تعلق الأمر بقيادة المحافظات أو في إدارة الدولة المركزية . أعطهم درساً بوعيك وحسك الوطني وأخبرهم من خلال صوتك الإنتخابي بانك لم تكن غافلاً عما يعمله هؤلاء الفاسقون .

** إنتخب كل مَن تعتقد بأهليته لتوفير الخدمات التي تحتاجها يومياً والتي غيبها عنك المنتفعون بالأموال المخصصة لتنفيذ هذه الخدمات . الخدمات الصحية والبلدية والإستهلاكية وخدمات توفير المحروقات صيفاً وشتاءً وخدمات توفير المياه الصالحة للشرب والعناية بالطرق والمجاري ونظافة المدن وخدمات توفير الكهرباء وكل ما يتعلق بذلك من مظاهر الحياة الإنسانية الحقة التي لا يمكن الإستغناء عنها في عالم اليوم ، عالم القرن الحادي والعشرين من عمر البشرية . هذه الخدمات التي لم يوفرها لك اصحاب المحاصصات الدينية الطائفية والقومية الشوفينية طيلة السنين الخمس ونيف الماضية حتى أوصلوا بعض الناس ، خاصة البسطاء منهم ، إلى تبني مقارنة ما يجري اليوم في وطننا بالوضع السائد أيام التسلط البعثفاشي الأسود . ولا تنتخب كل مَن تعتقد بأنه ساهم من قريب أو بعيد بحجب هذه الخدمات عنك أو عرقلة تنفيذها وذلك إما بسبب سرقة الأموال المخصصة لها أو عدم الإهتمام أصلاً بما يعاني منه المواطن من جراء نقص هذه الخدمات حيث أن القائمين على تنفيذها والمسؤولين عنها لديهم كل ما يوفر لهم العيش الرغيد الذي لا يشعر به المواطن البعيد عن أصحاب المسؤولية هؤلاء.

وللحديث صلة .........


 


 

free web counter