|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  24  / 12 / 2014                                أ.د. سيار الجميل                                 كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

سالم الآلوسي..
ذكرى مثقف عراقي محترف
(1)

أ. د. سيّار الجَميل

رحل عن حياتنا العراقية وعن دنيا ثقافتنا العربية أحد أبرز مثقفينا العراقيين الذين برزوا في النصف الثاني من القرن العشرين ، وعدّ الرجل خلال زمنه أبرز متخصص ومهني عراقي اعتنى بوثائق العراق المعاصر ، واحترف العمل بها ، ونال شهرته من خلال وجوده أميناً للمركز الوطني لحفظ الوثائق ، انه الاستاذ الراحل سالم الآلوسي .. دعوني أتوقف قليلا عند ذكراه الطيبة مستعينا بما كنت قد كتبته عنه في كتابي " حقيبة ذكريات" معالجاً مكانته وسيرته وأخلاقياته بعد ان أتحدث عن بعض ذكرياتي معه التي تضفي بعض اللمسات على شخصيته ، وتوضّح بعض أنشطته الدؤوبة التي خدم بها العراق والعراقيين .

من حقيبة ذكريات

كتبت عنه في كتابي " حقيبة ذكريات " قائلا : يُعد الاستاذ سالم الآلوسي أبرز محترف عراقي في علم الوثائق العراقية ، ويعود الفضل اليه في حفظ الأرشيف العراقي الوطني على مدى سنوات طوال ، وكان هو المؤسس الحقيقي لذلك الأرشيف والاحتراز عليه وتصنيفه وتصويره . نعم ، انه رجل وثائق العراق بلا منازع الى جانب شخصيات عراقية أخرى اعتنت بالأرشيف والوثائق .. وعليه ، فان الآلوسي كان أبرز رجل سعى لحفظ وثائق العراق المعاصر في القرن العشرين .. وهو من أبناء الجيل الأوسط الذي جمع المع المتخصصين والمثقفين العراقيين من الذين تكّونوا في فترة ما بين الحربين العظميين وبرزوا بعطائهم ونتاجهم وإبداعهم إبان النصف الثاني من القرن العشرين .

لقد عرفته مذ كنت صبياً ، إذ كان مرافقاً لزائر العراق الكبير المستشرق جاك بيرك (عام 1957 على ما أذكر) وقد قدِم معه من بغداد في زيارته التاريخية الوحيدة الى الموصل ، وقد حل مرافقاً ودليلاً له ، وكانا قد قدما في زيارة الى قضاء سنجار ورافقهما الاستاذ المؤرخ سعيد الديوه جي مدير متحف الموصل وقت ذاك ( توفي سنة 2000) ، وكان أبي الاستاذ القاضي كوكب علي الجميل ( توفي 1968 ) حاكماً فيها ، وقد لبوا دعوته على حفل غداء في بيتنا هناك ، وقد قضوا نهارا كاملا وزاروا القلعة والتقطوا بعض الصور التذكارية ، ثم وصلوا الى بيتنا المطل على بساتين التين والزيتون ظهراً بمعية السيد قائممقام سنجار عهد ذاك الاستاذ احمد الوهاب ، وقد قضوا وقتا جميلا ، ثم خرج الجميع مشياً على الأقدام وكان المستشرق بيرك يتكلم العربية المكسرة ويلاطفه والدي بالفرنسية.. ومشوا الى منارة سنجار الأثرية وكانت من معالمها التاريخية ، إذ كانت قد بُنيت لأغراض علم الفلك قبل الف سنة ، ويحكي جاك بيرك بأن سنجار كانت من أقوى مراكز العالم الإسلامي بعلم الفلك لارتفاعها عن سطح البحر وصفاء سمائها .

ويضيف المؤرخ سعيد الديوه جي معلقاً عليه قائلا : كانت سنجار ايضا منتجعا جميلا للعلماء الذين يقصدونها من شتى البلاد لطيب هوائها وعذوبة مياهها .. كان الآلوسي أصغر الجميع سناً وكان دائم الابتسامة ، وقد ذكرني يوما بتفاصيل تلك الرحلة الجميلة وملاطفته إياي وأنا ابن خمسة أعوام .

التقيت بالرجل مرات أخرى بعد مرور سنين ، سواء في مهام علمية لي او أجده صدفة في مؤتمرات وندوات ، وكان يذكرني دوما بسفرة سنجار ، كنت التقي به في بغداد أثناء زياراتي العلمية لها ، وقد ساعدني كثيرا في الوقوف على وثائق البلاط الملكي ووثائق وزارة الخارجية وخصوصا في اعوام 1974 و 1975 و 1976 قبل سفري لإكمال دراستي العليا في بريطانيا .. كما منحني من وقته بتزويدي ببعض الوثائق العراقية التي استخدمت بعضها في بحوث علمية ولم يزل البعض الآخر في طور التوظيف .. وكلما التقيت بالرجل اكتشف فيه لوناً جديداً وخصالا أخرى .. كان دمثاً طوال حياته مع الآخرين ، هادئاً وايجابي التفكير بالآخرين في حديثه حلاوة وفي تعليقاته طلاوة .. كان أنيقاً جداً ، يختار من الألبسة الغامقة وشعره أسود خفيف يزيحه من اليسار الى اليمين دوما .. وكان وجهاً إذاعياً وتلفزيونياً عراقياً معروفاً عند المثقفين والمتابعين وخصوصا في الستينيات من القرن العشرين ، اذ تعد سنواته تلك هي الذهبية باطلالته التلفزيونية ومعالجاته الثقافة العراقية في لقاءات يعدها مع أبرز المثقفين والمفكرين العراقيين وينتظرها الناس .

وكان يقف الى جانبه كما أتذكر الاستاذ الراحل خالص عزمي ( توفي 2010 ) في برنامجه " زيارة الى مكتبة فلان " والاستاذ مؤيد البدري " الرياضة في اسبوع " والاستاذ كامل الدباغ ( توفي سنة 2000) في " العلم للجميع " وكان لكل منهم أسلوبه الجاذب .. ولقد بقي كل من برنامجي البدري والدباغ ولكن اختفى كل من برنامجي الآلوسي وخالص بعد عام 1968 ، واعتقد ان كلا من الآلوسي وخالص كانا يعالجان موضوعات ثقافية ، وكان النظام الجديد قد بدأ سياسة مؤدلجة للثقافة العراقية ، فخبا صوتهما وانزويا بعيداً ! كان الآلوسي قد سعى منذ عقد الستينيات من القرن العشرين ، الى تأسيس المركز الوطني للوثائق ، واصبح مديراً له وكان يتبع وزارة الارشاد وقت ذاك ( وزارة الثقافة والإعلام ) .. وعمل ايضا في ظل حكم البعثيين منذ عام 1968 كرجل خبير بقي يمسك العصا من الوسط مع كل الانظمة السياسية التي عمل في ظلها .. وكان مقدراً من الجميع ، اذ كان حصين اللسان ولا يشغله إلا عمله ولم يسعَ الى منصب او جاه ، فهمومه أن ينهض العراق ليكون في مصاف الأمم المتقدمة ، وقد تقلد بحكم كفاءته وثقافته بعض المناصب .

وكنت أتبادل معه المكاتبات من حين الى آخر حول بعض الوثائق ، وكنت اسمع دوما بأن الرجل يذكرني بخير دوما في جلساته مع اخلائه وأصدقائه في بغداد .. ولا أنسى ان اذكر بأن الرجل لم يكن يفرق بين مناطق العراق أبداً ، فالعراق كله عنده بلده الواحد ، فكانت اهتماماته بكل أصقاعه وبكل أبنائه أينما كانوا ووجدوا لا يفـرِّق بينهم أبداً لا في الثقافة ولا في المذهب ولا في الدين ولا في الهوية ولا في القومية .. كان الفقيد يتمتع بصفات عظيمة فهو محب للخير لا يغضب بسرعة ومجامل وصبور ودؤوب وقد كتب عنه صديقه الأستاذ عبد الحميد الرشودي فقال: انه مؤمن بالوطن، والوحدة الوطنية وقد وضع نفسه على مسافة واحدة من كل الأطراف والقوى المختلفة، لذلك لم تطاله ألاعيب السياسة وأعاصيرها ، انه يحترم العلم ،ويجل العلماء ،ويحرص على مجالستهم ومحاورتهم للوصول إلى الحقيقة ، كما انه محدث جيد يجذب السامعين إليه ويأسر لبابهم بسرعة عجيبة، لذلك فإنه يحظى باحترام الجميع وتقديرهم وإعجابهم به وبجهوده ، رحم الله سالم الآلوسي وأسكنه فسيح جنانه ..


نشرت في المدى ، 23 ديسمبر / كانون الاول 2014 ،
http://almadapaper.net/ar/ViewPrintedIssue.aspx?PageID=12647&IssueID=1636

ويعاد نشرها على موقع الدكتور سيّار الجميل
www.sayyaraljamil.com



سالم الآلوسي..
رجل الأرشيف العراقي
(2)

وقفة عند سيرته المثقفة

ولد سالم عبود الآلوسي في الكرخ ببغداد عام 1925 ، وهو سليل أسرة علمية عراقية شهيرة ، والتي برز فيها أبرز العلماء والأدباء والمثقفين على امتداد القرنين السابقين ، وهو ايضا ابن جيل نال تكوينه الأول والأساسي على عهدي كل من الملك غازي وولده فيصل الثاني ، وكان على عادة أترابه قد دخل الكتاتيب وقرأ القرآن واكمل دراسته المدرسية ، ثم اصبح موظفا في دائرة الآثار التي امضى فيها اكثر من عشرين سنة .. تعلم فيها الكثير على أيدي أساتذة كبار إبان الأربعينات أمثال ساطع الحصري وناجي الأصيل وفؤاد سفر وطه باقر ومصطفى جواد والأخوين كوركيس وميخائيل عواد وفرج بصمجي والشيخ جلال الحنفي واحمد حامد الصراف وعباس العزاوي وزامل كلا من كبار المكتبيين العراقيين ، امثال الاساتذة ناصر النقشبندي وصادق كمونة وجاسم الجرجيس وزاهدة ابراهيم وغيرهم . وانخرط مع نهاية 1948 في كلية التجارة والاقتصاد ببغداد وتخرج فيها سنة 1952 . وكان نشيطا ودؤوبا على العمل المهني والثقافي منذ شبابه المبكر ، وقد عرف بين رصفائه بالهدوء والمثابرة والصبر والانشغال بالعمل دون أية أمور أخرى ..

وكان الى جانب وظيفته في الآثار ، قد عمل بعد تخرجه في دار الإذاعة العراقية بتقديم بعض المساهمات والبرامج الإذاعية الأدبية والثقافية . وقد حاضر في مادتي ” الفنون الإسلامية" و“تاريخ الخط العربي” ، في معهد الفنون الجميلة 1960-1967 ، وتعد سنة 1964 مفصلا في حياته ، اذ انتقل من الآثار الى مديرية الثقافة التي كانت قد تأسست بإدارة صديقه خالد الشواف ، فبدأ العمل الثقافي الى جانب صديقه خالص عزمي مساهما في تنظيم بعض المهرجانات الأدبية ومنها مهرجان المربد الأول . ولقد لمع اسمه اكثر في عهد الأخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف . وعندما تأسس المركز الوطني للوثائق في بغداد عيّن الآلوسي أمينا عاما له ، وكانت نخبة من كبار المؤرخين العراقيين وراء تأسيسه من اجل حفظ تراث العراق الوثائقي وخوفا عليه من الضياع ، اذ كان لهم دورهم في إصدار الحكومة لقانون جديد بشأنه ، وهو قانون جديد يلزم الدوائر بعدم إتلاف الوثائق والسجلات وتسليمها إلى المركز الوطني للوثائق الذي يقال ان اسمه اليوم هو " دار الكتب والوثائق " .

لقد كان عمله كأمين عام للمركز الوطني للوثائق في وزارة الثقافة والإعلام رائعا في جمعه الآلاف من الوثائق السياسية في تاريخ العراق المعاصر ، كما وكان صاحب حراك ثقافي حيوي بقوة علاقاته مع المثقفين العراقيين والعرب ويعود الفضل له في تنفيذ عدة مشروعات خدمت الثقافة والإعلام والتراث العراقي .. ولقد شغل الآلوسي كذلك منصب الأمين العام للفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للوثائق لاحقا ، وكان قبل ذلك قد تقلب في مناصب لها طابعها الثقافي ، اذ نصّب معاونا لمدير الآثار العام ، وايضا معاونا لمدير عام الإذاعة والتلفزيون ، ومدير الإذاعة وكالة ، وعمل مديرا لدائرة التأليف والترجمة والنشر ، ومدير السياحة العام ،وعميد معهد الوثائقيين العرب وكالة .. وبقي الرجل لكل ما تبقى من حياته الخصبة دائرة للأفكار ، وهو يعمل بجد وإخلاص وله أنشطته الثقافية وكانت له مصداقيته في كل الأوساط العراقية كونه عاشقا لوطن كان يبكيه ويرثي حاله بصمت حتى اللحظات الأخيرة من حياته ..

رجل وثائق العراق .. الرحلة الأخيرة

لقد غاب عنّا في الأيام الأخيرة من ديسمبر / كانون الاول 2014 ، وبرحيله ، فقد العراق مثقفا حقيقيا ومستودع أسرار العراق من خلال عمله الدائب في حفظ الوثائق لأكثر من خمسين سنة ، وكان بحق " ذاكرة تاريخية للعراق والعراقيين . " وكان قد عمل برفقته العشرات من العراقيين ، بل وكان مرجعا حقيقيا للآلاف من الطلبة والباحثين العراقيين منذ ان كان مديرا للمركز الوطني لحفظ الوثائق في بغداد . ولقد أشاد به كل من عرفه وتعامل معه ، اذ كان رجلا صاحب كلمة وموقف وله أخلاقياته العليا في التعامل ، وهو خبير بموضوعات العراق المعاصر بشكل خاص ، ويهمه ان يقدم خدمة علمية للعراق ولأهل العراق بعيدا عن السياسة ومآربها وخباياها الكريهة .

لقد احترز المركز الوطني على وثائق البلاط الملكي ووزارات الدولة ، وبمساعي الآلوسي ، تطور العمل في تقنية الوثائق في العراق ، وكان لجهوده الدائبة اثرها في تأسيس فرع في العراق للمجلس الدولي للوثائق وإصداره مجلة باسم “الوثائق ” بأربع لغات . لقد كان الآلوسي حقا وريث النخبة العراقية الأولى من الرجال البناة الأوائل ، وانه قد تميّز عن الآخرين بكونه وضع أسس حفظ وثائق العراق السياسية بالرغم انه لم يكن مختصا اكاديميا ، ولكنه كان قد اكتسب خبرته العراقية الرصينة على أيدي البناة الأوائل ، ومن ثم طور معرفته الوثائقية من خلال الخبرة الدولية التي اكتسبتها عن العلاقات مع الخارج ، ومنها انتخابه عضوا في لجنة الوثائق غير المنشورة العائدة إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر ومقرها لندن . كما وكانت له عضويته في عدد كبير من فروع المجلس الدولي للوثائق في دول عربية .

انصرف على مدى سنوات طوال للاهتمام بالوثائق، والتوثيق ،ونشر الوعي الوثائقي ، ويعود الفضل اليه بقيادة حملة وطنية في هذا الاتجاه ونجح من خلال علاقاته العامة ان يكسب المزيد من الأصدقاء الذين كانوا يبشرون بأهمية الوثائق في العراق. ولقد انصرف في السبعينات الماضية بنشر أدبيات حفظ الوثائق والعناية بالأرشيفات الوطنية بنشره ترجمة "دستور المجلس الدولي للأرشيف" 1977 و”الفرع الإقليمي العربي للوثائق” –1974 ، وشارك في كتاب “الدبلوماتيك :علم دراسة ونقد الوثائق " ، و"الأرشيف : تاريخه" 1979 – وفي ”معهد الوثائقيين العرب” – (بالإنكليزية)– 1980 - و”منجزات الفرع الإقليمي العربي للوثائق” 1975 – 1980، عام 1982 - و”تقرير عن منجزات الفرع الإقليمي العربي للوثائق لعام 1977 عام 1982 . وتقرير عن ”المجمع الوثائقي 1979 . و”النظام الأساسي للفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للوثائق ” ،بغداد – 1981 و”نظام معهد الوثائقيين العرب " 1981 و”النظام الداخلي للأمانة العامة للفرع الإقليمي العربي للوثائق " ،1981.

كتاباته وآثاره القلمية

أما آثاره القلمية والتحريرية ، فقد كان له دوره في إصدار مجلة " المورد " التراثية سنة 1972 . وكان سابقا قد عمل سكرتيرا لتحرير المجلة الاثارية الشهيرة "سومر " للفترة 1958-1963 . وسكرتيرا لمجلة “العراق ” الفولكلورية 1966-1968 ، وكانت له مؤلفات منها : "ناجي الأصيل ..سيرة شخصية" 1964 ، و”ذكرى مصطفى جواد 1970 ” ، و“الراهب العلامة ..ذكرى الأب انستاس الكرملي “1970 ، وموجز دليل آثار الكوفة 1965 ، ودليل آثار سامراء 1965 ، و ” أنقذوا آثار النوبة 1966 ” ،ومراجعة لكتاب مختصر التاريخ لابن الكازروني الذي حققه مصطفى جواد 1971 ،وكتب عن ”تاريخ العرب واليهود “ لأحمد سوسة 1971. وكتب عن شرارات لموسى الشابندر وزير خارجية العراق 1941 -1967. وكتب عن ”تاريخ بعقوبة “لأحمد الرجيبي الحسيني 1972 ، وعن كتاب ” الميكروفيلم لسيد سعيد شلبي 1982 ، وعن ”التوثيق : تاريخه وأدواته “لعبد المجيد عابدين 1982. وهناك كتابات اخرى له نشرها في صحف ومجلات متفرقة ..

كما شارك في ندوات ومؤتمرات كثيرة داخل العراق وخارجه من أبرزها مؤتمرات الوزراء العرب المسؤولين عن الثقافة ومؤتمرات الآثار وندوات عن مستقبل الثقافة العربية والحلقات النقاشية حول صيانة الوثائق والمخطوطات ..كما كان له دوره الكبير في إنشاء معهد الوثائقيين العرب في بغداد ، وقد ولع بالإذاعة والتلفزيون حتى انه أسهم في إعداد وتقديم برامج مهمة منها برنامج تلفزيوني بعنوان “الندوة الثقافية ” وهو برنامج أسبوعي كان يقدّم من تلفزيون العراق للمدة من 1960 و1972 ، وكان يستضيف فيه أدباء وشعراء ولغويين وأساتذة جامعيين مهتمين بالشأن الثقافي والتاريخي والوثائقي . هذا فضلا عن أحاديث إذاعية كان يلقيها من إذاعتي بغداد وصوت الجماهير ببغداد .وقد دارت معظم تلك الأحاديث حول قضايا ثقافية مهمة .

وآخر ما يمكنني تسجيله هنا القول بأن الفقيد لم يكن مؤرخا ، بل كان مؤرشفا أمينا ، ولم يكن آثاريا بل كان مصنفا محترفا له اطلاع ميداني على اركيولوجيا العراق .. رحم الله الفقيد ، فقد كان نفسه أرشيفا متنقلا في أرجاء العراق ، يكتب عن العراق كل العراق عن معرفة وتجربة ومشاهدة .. لا كغيره من الذين يكتبون عن العراق ، وهم لا يعرفون بلدهم معرفة حقيقية .



نشرت في المدى ، 24 ديسمبر / كانون الاول 2014.
http://almadapaper.net/ar/ViewPrintedIssue.aspx?PageID=12665&IssueID=1637


ويعاد نشرها على موقع الدكتور سيّار الجميل
www.sayyaraljamil.com




 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter